المغامر الشّاعر بن عطا اللّـه أحمد الحرزلي لـ « الشعب»:

سافرت حاملا أشعاري ورسالة حب وسلام الجزائر إلى بلدان العالم

الجلفة: موسى بوغراب

مغامرات ممتعة حدّثنا عنها سفير السّلام الرحالة والشاعر بن عطا اللّـه احمد الحرزلي، الذي صال وجاب العالم خدمة للسلام، ويطلق عليه البعض ابن بطوطة، في أول كلمة له معنا (طيع الله ترى العجب)، هو ابن مدينة مسعد المعروفه باسم «سمراء الجنوب»، شدّ الرّحال محمّلا بهموم الإنسانية الذي جال أنحاء العالم من أجل نشر السلام وقد تبدو قصته نسخ من الخيال لكنها قصة حقيقية. الرجل جعل من المغامرات أول عتبة تحصّل بها على التأشيرة لدخول للعالم حين التقى اندفاعه اللامحدود بإرادته الفولاذية لينطلق في جولة مراطونية قادته نحو أزيد من 77 دولة.

ولد سفير السلام الشّاعر الرحالة العالمي أحمد بن عطاء الله الحرزلي وسط عائلة مكتملة الثقافة بسمراء الجنوب بمدينة مسعد جنوب ولاية الجلفة سنة 1953، وولدت معه فكرة التجوال ومغامرة الترحال وتأسّست فضاءات أحلامه الطموحة التي لم تعرف التراجع ولا الخوف، الحرزلي أو كما يحلو للكثيرين تسميته بابن بطوطة الجزائري، عرفته سمعا من خلال حديث الكثيرين وأصدقاء له كرحالة عالمي حملت شهرته عبارة «حمامة السلام» التي طارت من مسعد، فوجدته فنانا أيضا راقصا لصلصة «الرو كندرول» وأنواع أخرى كثيرة، ورئيس فرقة أبناء الصحراء الموسيقية التي أسسها سنة 1983، وشاعر يحرك ريشته لكتابة أصدق معاني الصداقة والحب والسلام باللغة الفرنسية ليعبرها رفيق دربه «محمود محمد مصطفى» في خدمة السلام أيضا.
المشوار طويل ومحطاته المضيئة بالسلام أطول لكن لقائي به جعلني أفك سر مجده، الذي يكمن في غياب الحدود الجغرافية بخريطة العالم التي ارتسمت مخيلته في شكل قرية صغيرة بدون تضاريس البراري الوعرة ولا محيطات البحار الشاسعة.
جلست أحدّثه شغفا وبذهني أسئلة كثيرة تنصب كلها في قالب واحد يرعى الفضول، أتأمل هندامه المميز تارة بدءا بعمامته البيضاء، رمز السلام وتصاميم بدلته الخاصة، وتارة أخرى طريقته في الكلام التي حملت إيحاءات عكست جرأته وشخصيته الفريدة بكثير من البساطة. بدأ يروي مسيرته وبجانبه حقيبته الضخمة المكدسة بألبومات صوره الزخمة المجسدة لمشواره البطولي، لينطلق الطائر بنا لأول رحلة له سنة 1976 ليجوب نقاط عديدة وأماكن كثيرة من العالم، بحثا عن العطاء ونشرا للسلام لاكتشاف ثقافة الآخرين وعادتهم وتقاليدهم، حاملا شعره وقلمه مجسدا في لوحات زيتية ليكرم بها قائمة طويلة، تحمل أسماء عظماء العالم العربي منه والغربي، كلها في إطار السلام، شاهدة على مواقفه الانسانية أينما حل وارتحل.

طائر مغرّد سافر بحثا عن العطاء ونشرا للسّلام ولاكتشاف ثقافة الآخرين وتقاليدهم

 فقد كرم «مانديلا» أول خروجه من السجن بلوحة شعرية، و»فيدال كسترو»، و»ياسر عرفات» و»صدام حسين «، والمستشار الألماني السابق الحائز على الجائزة الدولية للسلام «ويلي براونت»، ورئيس الدولة الوزير الأول السويدي السابق «أولف بالم»، والراحل «هواري بومدين» وأسماء كثيرة نقشت بصماتهم في سجل التاريخ.
ويستمر بن عطا الله في رحلات السلام معلنا مساندته وتعاطفه مع شعوب العالم، وما تعانيه من مآسي ومحن مشيا على الأقدام وعن









طريق «الأتوستوب» حتى سنة 1986 ليكرم من قبل عدة مؤسسات دولية ووطنية، بعد أن علمته الحياة الحب، فلم يحمل غلا لأحد، خاصة وهو مربي حيث اشتغل في التعليم كمدرس إبتدائي للغة الفرنسية بداية السبعينات حتى نهاية الثمانينات.
وواصل «طائر السّلام» جنون الترحال حاملا على عاتقه نفس الرسالة من خلال إقامته لعروض مختلفة، وخاصة مشاركته في مهرجانات عالمية مؤيدة لفكرة السلام، تحتوي صورا وملصقات وأشعار تليها خطابات ومحاضرات ألقاها ولا يزال يلقيها مهديا عبر العالم أكثر من 700 لوحة شعرية، وأزيد من 200 زربية، لأنامل صحراوية انتشرت من المحيط إلى الخليج.

جوائز وتكريمات دولية خلّدت مسيرة الرّجل ورحلاته

 تحصّل داعية السلام ابن عطاء الله أحمد الحرزلي على عدة جوائر دولية، منها ميدالية برلين بألمانيا، والجائزة الدولية للسلام والتضامن في كراكاس عاصمة فنزويلا أثناء مؤتمر دعاة السلام العام 2005، وكذا ميدالية الشباب من أجل السلام لكوريا الشمالية، واليوبيل الذهبي للعلاقات الجزائرية الصينية من طرف الإذاعة والتلفزيون الصينية، والميدالية الثقافية بشنغهاي (الصين) هدفه الوحيد هو زرع المحبة وإرساء السلام في أرجاء المعمورة وتمثيل البلاد أحسن تمثيل، مخلدا لبطولات الشهداء والتعريف بالموروث الثقافي. وقال له الراحل ياسر عرفات إن شعب فلسطين والأمة العربية والإسلامية يفتخرون برجال أمثالكم ستصلون إلى القدس عن قريب إن
شاء الله، وحدثه الرئيس السابق نيلسون مانديلا قائلا إن الذي تقومون به ليس من أجل الجزائر وإفريقيا فقط، وإنما من أجل الإنسانية جمعاء، إنه السلام.
  الحرزلي عاد للعزيزة الغالية بلدي الجزائر، والعودة حملت اطلالة على الحبيبة البيضاء التي دخلت نفق الظلام مطلع التسعينات وبدأ شهر نوفمبر 1994 رحلة السلام لكل الجزائريين تحت شعار «السلام حينا»، وواصل الدعوة حتى الوئام والمصالحة وحطّت به آخر رحلة إلى فنزويلا سنة 2005 لينال الجائزة الدولية للسلام والتضامن بنفس السنة في كركاس، لكن هذا لا يعني أنه توقف بعد 31 سنة من رحلة العطاء، فمشواره مستمر وهو الآن بصدد التحضير لرحلة تقوده إلى الأراضي الأسترالية قريبا.
 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024