هو العنوان الذي اختاره الكاتب الدبلوماسي والوزير الأسبق كريم يونس لإصداره الجديد محاولا من حلاله تسليط الضوء على إنجازات ومآثر الدبلوماسية الجزائرية ودورها في إيصال صوت الجزائريين إلى العالم والدفاع عن قضيته العادلة وكفاحه من أجل استرجاع السيادة على أرضه ومن أجل حقه في تقرير المصير.
«جاء استقلال الجزائر بعد 132 سنة من المقاومة، والصمود والنضال وبعد تضحيات جسام، هذا هو الدليل على أن الحرية وجدت تاريخيا كي تنتزع والدليل أيضا أن للعالم ضمير، نائم لكنه ضمير قام رواد الدبلوماسية الجزائرية بإيقاظه من أجل قضية من أنبل القضايا”. كانت هذه خاتمة التقديم الذي خصصه السفير و الوزير الأسبق حسان رابحي، لكتاب” من جبالنا إلى كواليس الأمم المتحدة”.
الكتاب الذي أراده صاحبه وثيقة تؤرخ لمحطات مفصلية من تاريخ الجزائر الدبلوماسي والتعريف ببعض صانعي مجد الثورة الجزائرية في المحافل الدولية والمدافعين عنها، صادر هذه السنة، في 213 صفحة باللغة الفرنسية، عن المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار، ووزع بمناسبة الاحتفالات بعيدي الاستقلال والشباب.
ارتكز كريم يونس في سرده للأحداث على بعض المحطات البارزة في تاريخ الدبلوماسية الجزائرية انطلاقا من الأمير خالد الجزائري الذي طالب في 1919 إدراج القضية الجزائرية ضمن قضايا حق الشعوب في تقرير المصير، إلى المفاوضين باسم الحكومة الجزائرية في معاهدات إيفيان، مرتكزا في ذلك على العديد من الوقائع دونها دبلوماسيون جزائريون في مذكراتهم، وأيضا على حقائق تناولها باحثون ومؤرخون أجانب في دراستهم لتاريخ ثورة نوفمبر المجيدة.
ويحمل الإصدار كرونولوجيا لانتقال النضال من الجبال الشامخة إلى المدنية ومن الجزائر إلى فرنسا، ومن السلاح إلى الدبلوماسية والحوار، كما ركز المؤلف على عديد الشخصيات الوطنية الفذة التي يشهد التاريخ لها بالفطنة والذكاء والتخطيط الاستراتيجي، الذي مكنها من وضع ذات يوم قضية الجزائر أمام هيئة الأمم المتحدة كقضية تصفية استعمار، وساعدها أيضا على قلب الموازين لصالح الشعب الجزائري ضد فرنسا الاستعمارية، سعت إلى استعمال العلاقات الدولية والحوار كسلاح سلمي للنضال، هذا إلى جانب الكثير من الصور التاريخية المعبرة عن هذا الشق من كفاح الشعب الجزائري من أجل الحرية والكرامة.
