«المؤسّسة الدّينية وإدارة الأزمات، جائحة كورونا أنموذجا»

بغداد يشرّح ثلاثية «المؤسّسة - الأزمة - السّلوك»

ن ــ ل

 أصدر الدكتور محمد بغداد كتابا حول المؤسسة الدينية وإدارة الأزمات جائحة كورونا، وهو عبارة عن قراءة في السلوك الكلي للمؤسسة الدينية الجزائرية طيلة خمسة أشهر. وعمل المؤلف على مدى التداخل والتباعد بين ثلاثية تتكون من «المؤسسة - الأزمة ـ السلوك».يقول الكاتب إن هذه الثلاثية تتميز بالتغير والتعقيد، ما جعل من مناسبة جائحة كورونا فرصة مهمة لإجراء وقفة تحليلية لهذه الثلاثية وتأثيرها على المشهد الجزائري.

يقدّم الكتاب، الصادر عن دار إفريقيا للنشر، مفهوما للمؤسسة الدينية مغايرا للمفهوم المتداول في المشهد الإعلامي، ويرتكز المفهوم المطوّر في الكتاب على المجموع الكلي المشكّل من الكيانات والهيئات والفعاليات الرسمية والأهلية المنتجة للخطاب الديني.
وبرّر الكاتب هذا الارتكاز على التحولات الجارية التي فرضتها التكنولوجيا الاتصالية، التي قلبت المفاهيم الكلاسيكية لمكونات المجتمع، مما يجعل التعامل مع مفهوم المؤسسة بالغ التعقيد كما يقول الكاتب.
وتركّز دراسة الدكتور بغداد على التحليل في ثلاث محطات في تعامل المؤسسة الدينية مع الأزمات، المحطة الأولى، التي يعتبرها محمد بغداد أنها فرصة ذهبية كبيرة هي بمثابة هدية من السلطة السياسية التي منحت المؤسسة الدينية دورا قياديا في استراتيجية الدولة لمواجهة جائحة كورونا.
وبدا واضحا اعتماد السلطة على المؤسسة الدينية في تحقيق أهداف استراتيجية مواجهة الجائحة.
وحسب دراسة محمد بغداد، تؤكّد النتائج الأولى أن المؤسسة الدينية لم تفهم رهان السلطة، ولم تدرك الدور المنوط بالمهمة المطلوب منها إنجازها.

مزج التّوقّع المستقبلي مع ارتكاسات وتجـارب الماضـي

فيما يخص المحطة الثانية، وهي نتيجة للمحطة الأولى والتي نتج عنها ارتباك وتململ إلى درجة التناقض، ظهر في سلوك المؤسسة الدينية من إفرازات سوء فهمها للدور وعدم إدراكها للمهمة، ما جعلها تظهر في مواقف طريفة، وعمق مأساوية المشهد عدم امتلاك المؤسسة الدينية مهارات كافية للتعامل مع متطلبات الفضاءات الاتصالية الجديدة، وبالخصوص الافتراضية منها.
وفي المحطة الثالثة، يمزج التوقع المستقبلي مع ارتكاسات وتجارب الماضي، باستحضار سلوكات المؤسسة الدينية مع أزمات أخرى، تختلف من حيث الطبيعة والمضمون، إلا أنها تلتقي في الجوهر والمضمون في كونها تندرج في المفهوم الشامل للأزمة.
يعتبر الكاتب أن عمله يندرج في سياق تتبع ورصد سلوك المؤسسات في المجتمع، خاصة في زمن الأزمات، ولكن من زاوية إعلامية على أساس أن الإعلامي هو الجهة الأكثر إهتماما وجدية في رصد الأحداث وقراءتها وتوثيقها، ما يجعلها طيعة في سبيل التعامل معها تاريخيا.
وسبق للدكتور محمد بغداد أن قام بدراسات أخرى حول سلوك بعض المؤسسات الجزائرية خلال بعض الأزمات.
دراسة الدكتور محمد بغداد الموسومة بـ «المؤسسة الدينية وإدارة الأزمات جائحة كورونا أنموذجا»، مبنية على تحليل خطاب هذه المؤسسة ومناقشة صورة الجائحة في ذهنية هذه المؤسسة، والعمل على تفكيك طبيعة تعامل المؤسسة مع تداعيات الجائحة والذهاب إلى آفاق تعاطي المؤسسة الدينية في التعامل مع الأزمات المشابهة.
وتثير الدراسة الكثير من الأسئلة وتتجنب الإجابة عن المُلح من التساؤلات، لكنها تفتح المجال لإمكانية ميلاد دراسات علمية متخصصة تتناول سلوك المؤسسات في التعاطي مع جائحة كورونا، وفي مقدمة هذه المؤسسات المؤسسة الدينية، نظرا لمساحة تأثيرها في المجتمع.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024