العدد الأخير من مجلّة «النّجم» الثّقافية الفكرية

محاولة لمدّ الجسور بين الشّرق والغرب

أسامة ــ إ

أدب وفكر، تاريخ وتحاليل سياسية، دراسات ونصوص إبداعية..هي المحاور التي تصدّى لها العدد الأخير من مجلة «النجم»، الشهرية الثقافية الفكرية الصادرة بإسبانيا، والتي تجمع أقلاما عربية فرقتها الظروف، وجمعها المهجر. وقد خصّصت المجلة هذا العدد لرئيس الوزراء السويدي المغدور أولف بالمه، الذي عُرف بمناصرته للقضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية ومناهضة الميز العنصري.
في حلة قشيبة وبمواضيع غاية في التنوّع، صدر العدد الثالث من مجلة «النجم»، الشهرية الثقافية الفكرية التي تنتجها ثلة من المثقفين العرب في المهجر، والتي تصدر بإسبانيا. تعِدُ المجلة، في افتتاحيتها، بأن تظلّ رسالتها حاملة دوما روح العروبة، والإسلام، وبصمة العلم، والتطور، وأن تواصل فكّ «خيط التوتر بين الغرب والشرق»، وأن تحاول تعريف الغرب بالشرق والعكس، «بحكم أن الإنسان دائما عدوّ ما يجهل»، وفي هذا الصدد، وعدت المجلّة بترجمة صفحات في الأعداد القادمة.

أولف بالمه..نصير القضايا العادلة
ركّزت الصّفحة الأولى على شخصية العدد، رئيس الوزراء السويدي أولف بالمه Olof Palme، وتحت عنوان «الكفاح من أجل السلام والمساواة، تقول المجلة إن العرب يتذكرون بالمه باعتباره مناصرا للقضية الفلسطينية، وإنّ ممّا جلب غضب قوى غربية عليه دعوته زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات لزيارة ستوكهولم سنة 1983، وقبل ذلك شارك في مظاهرة تناهض حرب فيتنام، وكان حينها وزيرا للتربية، كما تظاهر ضدّ دخول قوات حلف وارسو تشيكوسلوفاكيا. ولمّا عارض نظام الميز العنصري في جنوب أفريقيا، وصفه الأفارقة بـ»صوت السود في عالم الرجل الأبيض».
شخصية بالمه المتفرّدة ظهرت حتى في قصّة اغتياله سنة 1986، فقد كان متوجها ليستقل قطار الأنفاق بعد خروجه من السينما، رفقة زوجته وبدون حراسة، وهو رئيس وزراء السويد، ليغتاله مجهول، فقد كان للرجل أعداء بقدر ما كان له من الأصدقاء، وتلك ضريبة الوقوف إلى جانب الحقوق المشروعة للشعوب.
نشير هنا إلى أن «لجنة بالمه» (1982) التي حملت اسم السياسي السويدي، قد كان لها دور كبير في الترويج لنزع التسلح في العالم، في إطار ما عُرف حينها بـ»الأمن الجماعي»، وهدفت اللجنة بتقريرها إلى تجنيب أوروبا الوقوع بين فكّي كمّاشة الصواريخ الأمريكية والسوفييتية حينها، هذا على المستوى الإقليمي، وعلى المستوى العالمي الحدّ من وتيرة السباق نحو التسلّح في أوج أتون الحرب الباردة.
وتحت عنوان «أنطوان دي سانت إيكزوبيري: عاشق الصحراء»، تطرّق د.غالي الزبير إلى الروائي والطيار الفرنسي الشهير (نشير هنا إلى أن مطار ليون الدولي بفرنسا يحمل اسمه)، وعلى وجه الخصوص حبّه للصحراء الغربية.كما نجد «صرخة ضمير من الصحراء الغربية» الذي يبكي فيه عمار بوبكر حال الأمة العربية.
من أجل دور جديد  للمجتمع المدني الصّحراوي
أما الباحث محمد أمقران عبدلّي، فحاول في مقاله «نظرة عن قرب: المجتمع المدني الصحراوي» تسليط الضوء على دور المجتمع المدني الصحراوي الذي مرّ حسبه بتراكمات اجتماعية وسياسية «جعلت منه مجتمعا مدنيا استثنائيا». ودعا عبدلّي إلى تفاعل أكبر مع هذا المجتمع المدني، ومن العوامل المساعدة والممهدة لذلك تحديات اللجوء والحالة الصحراوية «الاسثنائية» في هذا الصدد، وتحديات العمل الإنساني ومعضلة نجاعة برامج الإغاثة الإنسانية على المدى الطويل، وضرورة تحديث الأطر النضالية، والتطوّع كميزة اجتماعية ودليل مواطنة فعالة. ولم يغفل كاتب المقال تأثير العوامل الخارجية والوضع الدولي في القضية الصحراوية، وما ينتج عن ذلك من ضرورة الانخراط في «التشبيك» بإقامة علاقات شراكة جديدة، والانخراط في مؤسسات البحث العلمي وبرامج القادة والمتطوعين الدولية الذي يسمح بصقل مواهب الشباب.
وفي ركن «من التاريخ»، نجد مقالا يتساءل فيه عمّا إذا كانت فرنسا قد استعملت سلاح الطيران عقب معركة أم التونسي، ويفند فيه ما جاء به بعض الإعلام الفرنسي بكون طيران المستعمر ألحق خسائر كبيرة بالمجاهدين.
أما د.صالح شرف الدين فحدّثنا عن «الشعر الحر جدا بين قوة المصطلح وتغافل النقاد»، ويعرّفنا مقاله بهذا المصطلح الذي يقول إنه ظهر لأول مرة سنة 2019 في ساحة الأدب والنقد في كتاب د.علاء عبد الهادي «قصيدة النثر والتفات النوع، دراسة في النوع الشعري». ومقال الناقد مؤيد عليوي (تأثير المكان على إبداع الشعر، ديوان «ليديها والقمر» أنموذجا)، ومقال عن «أنيس منصور بين الصحافة والأدب والفلسفة»، وقراءة في كتاب «الكائنات العاقلة المعدلة وراثيا في علم الأحياء لتصميم الأطفال» من تأليف بول نوفلر. كما تضمنت المجلة قصتيْ «السيناريو الأخير» و»الطلقات المجنونة»، وقصيدة عنوانها «الجمال والحب»، إلى جانب ركن إسلاميات (نفحات من السنة النبوية الشريفة وموضوع عن الزكاة في الإسلام). واختتمت المجلة مواضيعها بألبوم صور لتصاميم «بين الواقع والخيال» للمعمارية العراقية العالمية الراحلة زها حديد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024