رواية «8 يبتلع الحكاية » لحنان بركاني

مفهوم الخلود والاستعانة بالمخيّلة في قرية «عين أركو»

أمينة جابالله

صدرت رواية جديدة للكاتبة الجزائرية حنان بركاني، عن دار «كلاما» للنشر والتوزيع، بعنوان «8 يبتلع الحكاية».
استقت الحكاية بشخوصها من الذاكرة الشعبيّة الجزائرية الممزوجة بخيال حكايات الجدات، وما تناقل عبرهن من قصص شعبية، تمحورت حول كهوف قديمة متناثرة تقع في منطقة قرية «عين آركو»، جنوب ولاية قالمة، نسبت أحداثها إلى زمن المقاومة الجزائرية إبان الاحتلال الفرنسي.
حملت الرواية، في 145 صفحة من القطع المتوسّط، تداخلات سرديّة لمرويّات الأحداث التي وقعت أيام المقاومة الجزائرية، وثقافتين متباينتين، تصطحب الكاتبة القارئ فيها إلى رحلة سرديّة ذات طابع خاص، مستلهمة عنوان الرواية من فوهات كهوف مظلمة في قالمة «قرية عين أركو»، ويُعدّ الجانب المعتم الملتصق بالحكاية هو استغلال الاحتلال الفرنسي لاتساع كهف من الكهوف في قتل وسفك دماء الكثير من الفدائيّين الجزائريّين داخله!
اختارت حنان بركاني هذه المنطقة بالذات لأنه مع مرور الزّمن أشيعت الكثير من المرويّات المخيفة، حول لغز المكان ورهبته، لتمسي أسطورة شبحيّة يتناقلها الجميع، وتتوارثها الأجيال لتبثّ في أذهان الصغار لترهيبهم من الكهف، وممّن يصابون بالمسّ مثل شخصية «هبيلة» أو «القزانة» الشخصية الفاعلة في الرواية التي حركت الأحداث جميعها، وهي حلقة الوصل بين كل الشخصيات المتمثلة في كل من جاك، توماس وجنفر الذين تربطهم علاقتهم بقرية «عين أركو».
اعتمدت الكاتبة في الرواية على السرد في مجمل الأحداث، واللغة فيها لم تكن حوارية بالمعنى المباشر، في حين طرحت على متلقيها نوعا من الموروث الثقافي الذي يبرز من خلال اللغة العامية أو الدارجة، كما استحضرت مقولة للكاتب الأمريكي «نورمان فنسنت بيل» في الصفحة 29، من الفصل الثاني المعنون بـ «شرك الثراء» مقولة في سرد الرّاوي مقترباً من زاوية السّرد الرئيسيّة بالرّواية، المقولة الآتية (دائمًا قف وواجه عقباتك بثبات..عندها ستدرك بأنها لم تكن بتلك العقبات التي تظن)، مستشهدة بها في الحديث عن أهالي القرية الذين سئموا اضطهاد المستعمر، وما أبوا إلا أن يجابهوا الصعاب بدل الاستكانة إلى براثن الجهل والظلام.
قامت الكاتبة بإهداءين لعملها الأول كان إلى قرية عين آركو وكما جاء في نص الإهداء: إلى عين أركو التي أهدتني الطفولة، وإلى القرى التي تشبهها كلما مر الزمن بالغ الوطن في تهميشها.....)، أما الثاني أهدته إلى الحزن الذي فسح لها المجال للكتابة، ونعت به حلمها بعودة المجتثّ من الأحلام..
تجدر الإشارة إلى أن حنان بركاني من مواليد 1993، بولاية قالمة، متحصلة على شهادة ماستر 2، تخصص أدب فرنسي، كاتبة روائيّة لها مقروء واسع في المنجز السّردي، وتفاعل جيّد مع المتن النقدي، مكّنها من تشكيل موقف فاحص تجاه النصّ. من أهم أعمالها خفايا متجلّية الصادر في 2017.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024