اعترافا بدوره الرائد في تأسيس «أبي الفنـون»

المسـرح الجهــوي ببسكــرة يحمــل اسم شبـاح المكـي

بسكرة: ع. بن سعيد

 أعلن رسميا، أول أمس، ببسكرة، عن إطلاق اسم المسرحي والمناضل شباح المكي على مؤسسة المسرح الجهوي، الإعلان جاء في ختام ندوة حول حياة أحد رواد المسرح الجزائري، الذي ظلم وعذب إبان الاحتلال وهمّش بعد نيل السيادة الوطنية والذي بذا نشاطه المسرحي في عشرينيات القرن الماضي رفقة كل من احمد رضا حوحو و الشيخ الطيب العقبي، ورمضان العقبي، أول من كتب في المسرح الأرسطي قبل جولة جورج أبيض للجزائر.
الندوة تناولت مسيرة شباح المكي، المناضل والمسرحي والنقابي قبل ثورة التحرير، والتي بدأها بنشاط مسرحي من خلال فرقته المسرحية التي أسسها بسيدي عقبة، وكانت تجوب قرى ومدن منطقة الزيبان لعرض مسرحياتها والتي تعدت 20 مسرحية، منها مسرحيات هنبعل، وفرعون العرب التي انتقد فيها شيخ العرب بوعزيز بن قانة أحد أبشع عملاء الاستعمار الفرنسي بالمنطقة، وكان بن قانة قد اعتقل المناضل شباح واقتيد إلى سجن أولاد جلال مشيا على الأقدام تجره خيول باشاغا الزيبان و قبع في السجن لمدة شهر قبل أن يطلق سراحه بضغط من القوى اليسارية الفرنسية في عهد الجبهة الشعبية. واستمر بعد خروجه من السجن في نشاطه ومقاومته للاستعمار وأعوانه، عن طريق التحايل في تقديم نص مغاير لمحتوى مسرحياته للحصول على ترخيص العرض، قبل ان يضطر إلى الهجرة نحو فرنسا.
وقد استهلت الندوة التي كرمت خلالها عائلة شباح المكي، ممثلة في ابنه رشيد شباح، بإلقاء كلمة الفنانة الانجليزية هلين ميلر، بمناسبة اليوم العالمي للمسرح والتي ذكرت فيها بالصعوبات التي تواجه الفنان المسرحي عبر العالم: « كان هذا وقتا صعبا للغاية بالنسبة للفنون الأدائية الحيّة، كافح فيه العديد من الفنانين، والفنيين، والحرفيين، والنساء في مهنة هي في الأصل محفوفة بانعدام الأمن»، وتضيف الرسالة، إنه ومنذ بدء الخلق ونحن البشر نستخدم السرد القصصي كشكل من أشكال التواصل بيننا، ولذلك فإن ثقافة المسرح الجميلة ستبقى طالما بقينا نحن هنا.
وللتذكير فإن المسرحي والمجاهد شباح المكي، من مواليد 1898بسيدي عقبة، وانتسب إلى كتاتيبها لتعلم مبادئ اللغة العربية وحفظ القرآن الكريم، ليهاجر بعدها إلى فرنسا ويحتك بمصالي الحاج، وينخرط في صفوف نجم شمال إفريقيا، وبعد عودته لمسقط رأسه أسس رفقة الشهيد احمد رضا حوحو جمعية وفرقة مسرحية «الشباب العقبي»، وكان أول تصادم مع الإدارة الاستعمارية وأعوانها خلال زيارة ابن باديس للبلدة، سنة 1936، لينتهي به المطاف بسجن أولاد جلال، بعد تنظيمه لحفل بمقر جمعيته احتفالا بتبرئة الشيخ الطيب العقبي من تهمة قتل المفتي كحول وواصل نشاطه المسرحي، ببسكرة والجزائر العاصمة، وتعدّت المسرحيات التي قدمها الـمسرحية، أهمها مسرحية «فرعون العرب» التي تناولت أعمال الإقطاعي وعميل الاستعمار بن قانة وتمت محاكمة شباح المكي عن ذلك وتغريمه بألف فرنك قدمت لبن قانة وواصل نضاله إلى غاية الاستقلال وحاول العودة إلى الفن المسرحي، لكنه سرعان ماتخلى عن ذلك وانخرط في التعاونيات الفلاحية مع الفلاحين الذين كان من أهم المدافعين عنهم إبان فترة الاحتلال، قبل ان يفارق الحياة سنة 1991.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024