الكاتبة الناشئة الشريفة عزوز:

أحلم بإنشــاء دار للنشر في مدينتي

أمينة جابالله

على خطى الكبار شقت الشابة الهاوية الشريفة عزوز من ولاية أدرار ذات 20 سنة طريقها، وبحماس الشباب روّضت موهبتها في الكتابة التي أصبحت المتنفس الوحيد الذي تركن إليه أفكارها كلما داعبتها نسائم الإلهام، في رصيدها كتابين «لنكتشف لغز الحياة»و»ولؤلؤة مكنونة»، وفي جعبتها الكثير من المشاريع التي سنكتشفها معا خلال حوارنا معها.
- كيف كانت بدايتك مع الكتابة ومن كان المحفز المباشر في ذلك؟
 كانت بداياتي مع الكتاب منذ أن كان عمري 13 سنة، ثم اتجهت إلى تدوين ذكرياتي وأحلامي وكل شي يثير انتباهي، ومن شدّة حبي لجميع فنون الأدب العربي، طاوعني قلمي لأخط بعض خواطر تعج بمواضيع من هنا وهناك على كراريس وأوراق خارجية، التي استطعت أن أجمعها فيما بعد في أول إصدار لي «لنكتشف لغز الحياة»، أما الحافز المباشر الذي شجعني على الكاتبة هم الأهل وعلى رأسهم أمي وأبي إلى جانب الأقارب، في حين كان لأصدقائي الدور الكبير في تثمين عملي في عدة مناسبات ثقافية ومن أبرزها مشاركتي معرض الكتاب الدولي لعام 2019، بالإضافة إلى معرض الكتاب الوطني الذي كان في شهرمارس من السنة الجارية.

-  ما سبب تركيزك على القضايا الاجتماعية كما يلاحظ في أول إصدارين؟
 سبب تركيزي على القضايا الاجتماعية يرجع إلى تفشي بعض الظواهر الغريبة عن مجتمعاتنا العربية بل وعن عاداتنا وتقاليدنا وعن إنسانيتنا على الإطلاق، وعليه أردت أن ألفت نظر القارئ الكريم إلى الواقع الذي نعيشة من خلال القضايا الاجتماعية التي تداهمنا كل يوم، فلقد كتبت عن عقوق الوالدين، وعن ظاهرة ترك الآباء في دار العجزة وعن الطفولة المسعفة وعن عواقب الطلاق وضحاياه، وعن الأمانة وغيرها، إلى جانب بعض الخواطر التي تتكلم عن الخيانة، النفاق، وهلم جرا من المواضيع التي تدخل في ذات السياق، كل أملي أن أستطيع اقناع القارئ وتوعيته من خلال طرح أمثلة وتلميحات بقصص واقعية تصب كلها في رسائل ذات طابع اجتماعي هادف..

^ ما هي أهم المعوقات التي يصطدم بها الكتّاب الشباب؟
^^ من أهم المعيقات التي يصطدم بها الكاتب الشاب حسب تجربة الكثيرين ومن بينهم المتحدثة، هي التهميش، خاصة في بداية مشواره، وهي فترة صعبة جدا، فنادرا ما يجد من يؤمن بقدراته في التعبير، الشيء الذي يقلل من إتاحته فرصا لإبراز حصاده الفكري واللغوي، وعادة ما يتعرض للتجاهل إذا ما قرّرالمشاركة في مناسبة تدخل في ذات الاهتمام، فالشاب الهاوي المبدع في مجال الكتابة وغيرها من المجالات، يرى في منحه الفرصة للتعبير عن نفسه دفعة قوية حتى وإن لم ينجح من خلالها، ولكنه يراها بداية إيجابية في مشواره العازم على السير عليه بكل اجتهاد، فلكل شخص أفكار على شكل إبداع التي يريد أن يطورها، لذلك أناشد من خلال هذا المنبر كل القائمين على رعاية الشباب الهاوي أن يفتحوا المجال للطاقات الجديدة، التي لا يكسرها الفشل في خطواتها الأولى بقدر ما يكسرها تجاهل تعبها ودحر موهبتها الفتية باكرا.

- ماذا عن مشاركتك داخل الوطن سواء بالحضور أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟
 كانت مشاركتي في الطبعتين لصالون الكتاب سواء في 2019، أو في السنة الجارية التي جاءت في ظروف صحية عالمية بسبب جائحة كورونا جد رائعة، فهما تجربتين تعلمت منهما الكثير والكثير، ولقد اكتسبت من خلالهما ثقة بالنفس أكبر وأكثر، حيث كنت أرى في الماضي أن المشاركة شي صعب ولا يمكن الحدوث، ولكن عندما قمت بتجربتها تأكدت بأن لاشي مستحيل ودائما ما أقول لنفسي «إذا أردت تستطيع».

-  ما هو طموحك في المستقبل؟
طموحي في المستقبل أن أكون كاتبة ناجحة ومشهورة داخل وخارج الوطن، وأن أشرف بلدي في كل أنحاء العالم، وأن أحقق حلم والدي في هذا المجال وأن أقوم بإنشاء دار نشر في مدينتي «أدرار»، لأساعد كل شاب هاوي في مجال الكتابة وليس فقط على مستوى ولاية أدرار، بل عبر كل ولايات الوطن، فبلدنا الحبيب مليء بالطاقات الشبانية التي تسعى جاهدة من أجل إيصال رسالتها إلى العالمية عبر نبض أقلامها الراقية بكل تميز وإبداع.

- في نظرك، هل بإمكان الكتابة أن تغيّر الوعي العربي؟
 نعم بإمكان الكتابة أن تغيّر الوعي العربي وبقوة، بالأخص الواقع والمجتمعات التي نعيش فيها، وذلك من خلال مساهمتها في تغيير الوعي السياسي الذي يخدم بالدرجة الأولى أفكار الشعوب التي أصبح كل اهتمامها ينصب حول السلام
والأمان، إلى جانب الوعي الاقتصادي وذلك من خلال المعاملات التجارية العادلة لكل الشعوب وبدون تمييز أو تعاطف في التعامل مع بلد أو آخر، بالإضافة إلى الوعي الثقافي الذي له عدة مجالات من شأنها أن تثري من جابنها مسألة الوعي وذلك عن طريق برامج وأفلام ومسلسلات تحمل نصوصا هادفة من شأنها أن تعيد مسار الإنسانية إلى أصولها، وأملي أن يكون هناك برنامجا يحمل حلولا فعلية لظاهرة الحروب التي نغّصت معالم الكون الذي ما زال يحلم بالسلام ولو للحظة واحدة.   

-  كلمة للشباب العربي المحب للإبداع؟
 أقول لكل شاب ابتلي بحب القلم هذه الكلمات الأخيرة الطفيفة والخفيفة: موهبتك تحتاح فقط للصبر والإصرار، وتأكد أنه لا يوجد شي يوقفك عن حلمك أو هدفك،تسلح بالأمل ولا تخشى من الفشل أبدا فالفشل هو أولى خطوات النجاح.. وفي ختام الحوار أتمنى لأم الجرائد «جريدة الشعب» الموقرة  دوام التقدم والرقي. .

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024