تعيش مدينة قسنطينة على وقع أجواء ثقافية وفنية مميزة، بمناسبة انطلاق فعاليات شهر التراث الثقافي الذي يمتد من 18 أفريل إلى 18 ماي، تحت شعار “التراث الثقافي في عصر الذكاء الاصطناعي” وتأتي هذه التظاهرة الثقافية بتنظيم من مديرية الثقافة والفنون لولاية قسنطينة، في سياق الجهود المبذولة لحماية الموروث الوطني والترويج له بأساليب عصرية تواكب تحدّيات العصر.
تضمّ هذه الفعاليات برنامجًا ثريًا ومتنوعًا يتناول مواضيع ذات صلة بحماية التراث باستخدام التقنيات الحديثة، من خلال تنظيم معارض تراثية، قعدات ثقافية، أيام دراسية وورشات تطبيقية لفائدة الحرفيين والمبدعين، تهدف إلى توظيف التكنولوجيا والرقمنة في صون الهوية الثقافية. كما سيتم بالمناسبة تنظيم جلسات حوارية علمية تجمع بين خبراء في التراث والذكاء الاصطناعي، لمناقشة مشاريع توثيقية رقمية مبتكرة، بالإضافة إلى خرجات ميدانية للمواقع والمعالم الأثرية، وتفعيل نشاط “الحقيبة المتحفية” في المؤسسات التربوية بهدف ترسيخ الوعي التراثي لدى الأجيال الصاعدة. ويتضمن البرنامج كذلك أنشطة ثقافية متنوّعة كالعروض الفلكلورية، اللقاءات الشعرية، معارض تقليدية لتقطير الزهر والورد، إلى جانب إطلاق مبادرة لإعادة تصوّر الممتلكات الثقافية العقارية بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وطرحها أمام المؤسسات الناشئة والشباب المبتكر. كما تُنظم مسابقة ثقافية لأحسن مشروع إبداعي يجمع بين التراث والتكنولوجيا، حيث سيسدل الستار على شهر التراث بحفل فني تراثي ويوم دراسي حول “دور الذكاء الاصطناعي في حفظ وتوثيق الذاكرة الثقافية”.
وفي سياق متصل، تحتضن دار الثقافة مالك حداد فعاليات الطبعة الرابعة عشرة من المهرجان الوطني للشعر النسوي من 17 إلى 21 أفريل الجاري، تحت شعار “ألا هبّي بشِعرك”، بمشاركة 40 شاعرة من مختلف ولايات الوطن، أين يجمع برنامج هذه الطبعة بين البعد الفني والأكاديمي من خلال قراءات شعرية، محاضرات وندوات أدبية، إلى جانب عروض فنية وموسيقية، أبرزها عرض “حيزية.. قصيدة من ذهب” والذي يجمع بين الشعر والمسرح والموسيقى.
ويشمل المهرجان كذلك خرجات سياحية، أمسيات شعرية بالفضاءات الأثرية والجامعية، معارض للكتاب، فضلاً عن جلسات بيع بالتوقيع، وستحتضن الإقامة الجامعية “عين الباي” سهرة شعرية مخصصة للطالبات الموهوبات، بإشراف شاعرات وضيفات المهرجان.
بهذه التظاهرات، تؤكد قسنطينة مرة أخرى على مكانتها كعاصمة للثقافة والفن، وحاضنة للتراث في أبعاده المتعددة، في وقت تسعى فيه إلى مواكبة العصر بتوظيف الذكاء الاصطناعي، كرافد جديد لحفظ الذاكرة الجماعية وصياغة مستقبل ثقافي أكثر استدامة.