الباحث في الاعلام والاتصال عباش لعياشي لـ”الشعب”:

اليقظة الإعلامية الثقافية ضرورية لحماية الوعــي الجمعـــي

رابح سلطاني

إعلامنــا.. جــدار صـدّ لاختراقـات الثقافـة الأجنبيـة

أكد أستاذ علوم الإعلام والاتصال بجامعة محمد البشير الإبراهيمي ببرج بوعريريج، عباش لعياشي، في تصريح لـ«الشعب” أن الإعلام الثقافي بالجزائر يواجه تحدّيات متزايدة في ظل التحوّلات البنيوية التي يشهدها المشهد الاتصالي، بفعل تطوّر الوسائط التكنولوجية الحديثة..

وقال الأستاذ عباش لعياشي إن الانتقال من الوسائط التقليدية من الشاشة الكبيرة (السينما) إلى الشاشة الصغيرة (التلفزيون) إلى الشاشات الأكثر صغرا وعلى رأسها الهواتف الذكية ومنصّات التواصل الاجتماعي، فرض علينا نمطا جديدا من التفاعل الثقافي، يستوجب ـ بحسبه ـ إعادة النظر في كثير من المفاهيم التقليدية للاتصال الثقافي وأدواره ووظائفه.
وأشار المتحدث إلى التغيرات الحاصلة في البيئة الرقمية اليوم وعلاقاتها بالمتلقي، وما أفرزته من أنواع اتصالية غير مسبوقة، إذ لم يعد المتلقي، يقول “مجرد مستهلك سلبي للمحتوى الثقافي، بل أصبح فاعلا ومشاركا في إنتاجه وترويجه من خلال ما تتيحه الوسائط التفاعلية من أدوات سهلة وسريعة الوصول، الأمر الذي حوّل المستخدم إلى - منتج ثقافي رقمي- قد يؤثر في الذوق العام والتصوّرات الجماعية، ما يستدعي تأطير هذا الفضاء الرقمي برؤية اتصالية ثقافية واستراتيجية تراعي خصوصية الهوّية الوطنية وتحدّيات السيادة الرمزية في فضاء عالمي مفتوح”.
وأفاد الباحث عباش لعياشي بأن النخبة الثقافية الجزائرية مدعوة اليوم- أكثر من أي وقت مضى- للانخراط الواعي والمساهمة الفعالة في هذا الفضاء الرقمي، لبناء خطاب ثقافي بديل، يتسم بالرصانة والعمق والقدرة على التأثير، ويتعدى مسألة انتاج محتوى ثقافي نوعي وفقط، قائم على توظيف الأشكال الصحفية الحديثة، على غرار التدوين الصحفي “البودكاست”، التدوين المرئي “الفلوغ الثقافي”، البث المباشر لمختلف الفعاليات الثقافية وغيرها، بغرض الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور، خاصة فئة الشباب التي أصبحت تعتمد بشكل شبه كلي على الوسائط الرقمية في بناء ما أسماه برؤيتها للعالم وللذات.
ويرى المتحدث بأننا اليوم بحاجة ماسة إلى سياسات عمومية واضحة المعالم، تدعم الانتقال نحو نموذج اتصالي ثقافي رقمي مستدام، يجمع بين الموروث الثقافي الوطني والابتكار التكنولوجي، ويؤسس لشبكات إنتاج وترويج للمحتوى الثقافي المحلي ذات قدرة تنافسية داخل البيئة الرقمية العالمية، ويضيف “مع العمل على الاستغلال الأمثل لطفرة المؤثرين الشباب الذين يصنعون بمبادراتهم الفردية محتويات إعلامية رقمية راقية تلقى رواجا كبيرا على الشبكات الاجتماعية، وتساهم بشكل فعال للموروث الثقافي الجزائري وتدافع عنه في المحافل الدولية.”
وتحدّث أستاذ علوم الإعلام والاتصال، عن أبرز التحديات التي تواجه الإعلام الثقافي في ظل الاستخدام الشائع للتكنولوجيا، مشيرا إلى أن غياب الرؤية المتكاملة سيترك المجال مفتوحا ويجعلنا عرضة لما اعتبره بـ«الاختراقات الثقافية الأجنبية” عبر محتويات رقمية مستوردة أو مجهولة المصدر، تظهر في شكل محتويات تتعارض مع المنظومة القيمية للمجتمع الجزائري، أو تُروّج لأجندات وايديولوجيات مشبوهة، وهو ما يفرض ـ في نظره ـ يقظة إعلامية وثقافية متواصلة لحماية الوعي الجمعي وضمان استمرارية المشروع الثقافي الوطني في بيئة إعلامية عابرة للحدود.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025
العدد 19810

العدد 19810

الإثنين 30 جوان 2025