تنطلق، اليوم، بولاية الأغواط فعاليات الطبعة الحادية عشر من المهرجان الدولي للسماع الصوفي، تحت شعار “السماع الصوفي إرث الماضي ولحن الحاضر والمستقبل”، بمشاركة واسعة من مختلف أنحاء العالم، وبحضور فني وثقافي مميز من داخل الجزائر وخارجها، يليق بطبعة تم رفعها إلى روح شيخ الشيوخ “سيدي أبي مدين شعيب الغوث بن الحسين التلمساني”، حيث تم اختيار دولة أوزباكستان ضيف شرف الدورة..
أكّد محافظ المهرجان الدكتور أحمد بن الصغير لـ«الشعب” أن هذه التظاهرة تسعى إلى تعزيز الحوار الثقافي والتسامح بين الشعوب، من خلال الموسيقى الروحية التي تتجاوز الحواجز اللغوية والثقافية، مشيرًا إلى أن هذه الطبعة ستتميز بـ«تنوع العروض وثراء البرنامج العلمي والفني”.
وأضاف بأن هذا المهرجان، الذي تحتضنه الجزائر، يعد موعدًا ثقافيًا وروحيًا يثري الساحة الفنية ويعيد إحياء تقاليد التصوف والسماع الصوفي، وذلك بمشاركة وفود من 21 دولة، تمثل مختلف المدارس الروحية والموسيقية الصوفية من العالم الإسلامي وخارجه من القارات الأربع، باعتبار أول مشاركة من قارة أمريكا لدولة كندا، يقول المتحدث “حيث أن الدول المشاركة هي (اوزبكستان، فلسطين، اليمن، كازاخستان، لبنان، إیران، اندونيسيا، تركيا، روسيا، فنلندا، سويسرا، ليبيا، مصر، تونس، موريتانيا، السودان، نيجيريا، الجمهورية العربية الصحراوية، كوت ديفوار، كندا والمملكة العربية السعودية)، إضافة إلى 18 ولاية جزائرية ستقدم عروضًا تمثل تنوع التراث الصوفي المحلي العريق والأصيل”.
كما ذكر بن الصغير بأن الفعالية المستمرة على مدار أربعة أيام من 13 إلى 16 من الشهر الجاري، ستعرف ندوات علمية بمركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة، ينشطها نخبة من الباحثين والأكاديميين والمختصين في التصوف والفكر الإسلامي، من أجل تعميق النقاش حول البعد الحضاري والروحي للتصوف في السياق المعاصر، وتسليط الضوء على رموزه ومآثره في التاريخ الجزائري والعالمي.
وفيما يخص البرنامج الفني المسطر، أفاد المحافظ، فهو “يتضمن على غرار العروض الموسيقية لفرق صوفية متنوعة التي ستقام في عدد من الفضاءات الثقافية والدينية، ورشات فنية ذات العلاقة بأدبيات الموسيقى الروحية يشرف عليها مختصون في الموسيقى المقامات، ما يعكس نقطة التقاء بين التراث والحداثة، وبين الإبداع والتأمل الروحي”.