تؤدي دورا ممتازا في تنمية الوعي.. محمد بن جدو لـ”الشعب”:

المكتبـات.. حضور مجتمعي وتحدّيـات تنمويـة

موسى دباب

توأمـة المكتبـات وطنيا ودوليـا يعـــزّز الفعــل الثقــافي والمعــرفي

النشاطــات الثقافيـــة أضفـت ديناميــة علـــى الـدور المكتبـــي

قال مفتش التربية، محمد بن جدو،  إن “المكتبات العمومية في الجزائر، خطت خطوات لا بأس بها بالنظر إلى عمرها الزمني الذي لم يتجاوز ربع قرن، لكنها ما تزال مطالبة بالانفتاح على الوسائل الحديثة وعلى الشراكات النوعية، حتى تضمن لنفسها مكانة ضمن الفضاء الثقافي المتجدّد، وتؤدي دورها كاملا في تنمية الوعي وترقية المطالعة والقراءة”.

وأشار بن جدو في حديث مع “الشعب” إلى أن فكرة إنشاء مكتبات المطالعة العمومية في الجزائر كانت ثمرة مطالب متكررة رفعها المثقفون والأساتذة والطلبة، غير أنها لم تتجسد فعليا كمؤسسات مستقلة تشرف عليها إطارات متخصصة إلا مع بداية الألفية الجديدة، حين بدأت تنتشر تدريجيا عبر بلديات ودوائر الوطن. وأضاف “أن تأسيس هذه المكتبات جاء استجابة لرؤية وطنية هدفت إلى نشر الثقافة وتعميمها لتصل إلى مختلف شرائح المجتمع، وليس فقط إلى النخب أو سكان المدن الكبرى. وقد لعبت هذه الفضاءات، خلال العقود الأخيرة، دورا متناميا في احتضان الأنشطة الثقافية والتظاهرات المحلية، ما منحها مكانة رمزية داخل النسيج المجتمعي”.
ويرى المتحدّث أن مكتبات المطالعة، “رغم حداثة عهدها، سرعان ما أصبحت تملك جمهورا وفيا من رواد المطالعة، خصوصا بعد أن بادر بعض القائمين عليها إلى تنظيم الملتقيات والندوات والأنشطة الفكرية، ما زاد من إشعاعها داخل المجتمع المحلي، وأضفى عليها طابعا ديناميكيا يتجاوز الدور التقليدي المقتصر على استعارة الكتب”.
وأكد بن جدو أن هذه الفضاءات “تشهد إقبالا معتبرا من طرف الطلبة والأطفال والأساتذة، بل إن بعض المعلمين صاروا يلتقون بتلامذتهم داخل المكتبات، سواء للبحث أو لتدريبهم على تنمية قدراتهم المعرفية ومهاراتهم اللغوية، وهو ما يعكس بداية وعي جماعي بأهمية هذه المؤسسات”.
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، نبّه بن جدو إلى أن مكتبات المطالعة العمومية “ما تزال تعاني من ضعف التجهيزات، إذ لم تطرأ على بنيتها التحتية تغييرات جوهرية تسمح لها بمواكبة المتطلبات التكنولوجية الحديثة في مجالات الرقمنة، والإعلام الآلي، والطباعة، ومخابر البحث واللّغات”.
وأشار إلى أن “العديد من هذه الفضاءات تعاني من نقص التأطير البشري والكوادر المتخصصة”، معتبرا أن تطوير أدائها يستدعي “وضع آليات تنظيمية واضحة تسمح بعقد شراكات دائمة مع المؤسسات التربوية والجامعات والمعاهد، وتفتح المجال للتوأمة مع مكتبات وطنية ودولية قصد تبادل الخبرات وتعزيز الفعل الثقافي والمعرفي”.
كما اعتبر أن وزارة الثقافة حاولت تجاوز بعض العوائق من خلال اعتماد المكتبات المتنقلة كمقرات لأنشطتها في القرى والأرياف، ما منح مرونة أكبر في الوصول إلى المناطق الأكثر احتياجا وضمن استمرارية النشاط الثقافي، إلا أن هذه الخطوة ما تزال بحاجة إلى تعميم وتجديد”.
ويرى بن جدو أن مكتبات المطالعة العمومية في الجزائر “لا تساير التطوّر التكنولوجي الحاصل في العالم، لا من حيث وسائل العرض والتجهيزات، ولا من حيث منظومة الخدمات، إذ ما تزال تعتمد أساسا على الكتاب الورقي، في غياب شبه تام للمصادر الرقمية والوسائط السمعية البصرية”.
ويعتقد المتحدث أن تجاوز هذه الفجوة يمرّ عبر استحداث بدائل فعّالة تقدم خدمات ثقافية نوعية تصل لجميع المناطق، بما في ذلك إطلاق تطبيقات رقمية توفّر مجلات وكتبا خاصة بالأطفال واليافعين، بما يعزّز علاقتهم بالقراءة والكتاب.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19848

العدد 19848

الأربعاء 13 أوث 2025
العدد 19847

العدد 19847

الثلاثاء 12 أوث 2025
العدد 19846

العدد 19846

الإثنين 11 أوث 2025
العدد19845

العدد19845

الأحد 10 أوث 2025