كانت الأجواء الرمضانية ميزة الافتتاح، الذي ازدان بألوان بهيجة في حضور محبي الأغنية الشعبية؛ حضور أكد على أن هذا الطابع ما يزال حاجزا مكانه في قلوب الجزائريين على اختلاف مشاربهم، وهو ما نلمسه في المتنافسين المشاركين في التظاهرة، القادمين من مختلف ربوع الوطن، فيما سجلنا غياب الفنانة نسيمة شعبان، المبرمجة خارج المنافسة، لأسباب نجهلها.
وتوقع وزير الثقافة عزالدين ميهوبي أن تتميز هذه الطبعة العاشرة بتنظيم جيد، خاصة وأن القائمين عليها قد قاموا بعمل انتقائي للمشاركين، «المسألة ليست فقط في معرفة العزف والغناء، بل يجب احترام العزف والأداء السليم للأغنية الشعبية التي لها قواعدها ومعاييرها، وهي فرصة لاكتشاف المواهب ومناسبة لمعرفة مستوى الأغنية الشعبية بعد رحيل كثير من الرواد»، يؤكد ميهوبي. مضيفا، أن رفع هذه الطبعة إلى روح الفنانين الكبيرين كمال مسعودي ورشيد نوني هو «عرفان وحفاظ على ذاكرة الذين خدموا الأغنية الشعبية بصدق ومحبة».
من جهته استحسن الفنان القدير عبد القادر شرشام، في تصريحه لـ «الشعب»، هذه المبادرة التي ستسمح باكتشاف فناني الغد، ولكن «يجب متابعة الناجحين في هذه المنافسة ولا نتركهم يتيهون لوحدهم».
ويضرب شرشام موعدا لمحبّيه سهرة غدٍ الأحد، حيث سيطرب جمهور المهرجان كضيف خارج المنافسة.
كما كان لنا حديث مع عبد الرحمن عيساوي، رئيس لجنة التحكيم، الذي شرح لنا أهم معايير الانتقاء والتقييم التي تعتمدها اللجنة، مثل الأداء ومخارج الحروف، والهندام والإيقاع، وغيرها من الاعتبارات التي تجعل من أغنية الشعبي فنّا قائما بذاته.
اقتربنا من بعض المتنافسين في التظاهرة، بينهم ضاوية بغداد، ابنة 16 سنة القادمة من مدينة تنس بولاية الشلف، وهي المتسابقة الوحيدة في طابع لم يعهد جمهوره الكثير من الأصوات النسوية.. بدأت ضاوية بمدرسة الفن الأندلسي «الجمعية العثمانية» التي يشرف عليها علال حمديد، قبل أن تنتقل إلى الشعبي، وهي تكتشف هذا الطابع من خلال عمالقة الشعبي الذين تحبّ الاستماع لهم، تقول ضاوية لـ «الشعب»، وقد شاركت بأغنية بعنوان «أ لايم لاش تلوم، كف ملامك عني».
أما الفنان عاشوري مختار، القادم من عاصمة الحماديين بجاية، الذي أحب منذ الصغر أغنية الشعبي، وبدأ بغناء أعمال لدحمان الحراشي والشيخ الحسناوي وقروابي واعمر الزاهي، قبل أن ينخرط في مدرسة أحباب الصادق البجاوي أين درس الفن الأندلسي «الذي فيه أسس الشعبي» يقول مختار، الذي أسس فرقته الفنية الخاصة.. وشارك مختار بقصيد فضول المرنيسي «يا القاضي» ومطلعه «يا القاضي تفرق بيني وبين خناري». يذكر، أن قيمة الجوائز المرصودة لهذه المنافسة الفنية، تعادل 500 ألف دينار للجائزة الأولى، 300 ألف دينار قيمة الجائزة الثانية، و150 ألف دينار للجائزة الثالثة، أما جائزة لجنة التحكيم فتقدر بـ100 ألف دينار.