ذكر الإعلامي والشاعر إبراهيم صديقي في تدخله، أن جيل الشاعر فني وعبد العزيز غرمول وبوزيد حرزالله والكثير من أبناء جيلهم تصنيفهم صعب، معرجا بعصر شعراء الجزائر ببكر بن حماد الذي لا تحتفظ له الذاكرة الثقافية إلا بمقاطع صغيرة، رغم ما قيل في أنه ناظر أبو تمام والخزاعي من خلال كتاباته الشعرية وقرأ في حضرة المعتصم، متأسفا على غيابه في منظومتنا الثقافية والكثير لا يعرفه، بل يسمع عنه فقط وهذا أيضا تقصير في حق هؤلاء.
صديقي أثار خلال تدخله، مسألة تصنيف الأجيال، متسائلا أين يمكن تصنيف جيل عاشور فني، مقارنة بجيل المقاومة الوطنية، مرورا بالثورة، الذين يمكن القول إنهم جيل الكلمة، شعراء ناصروا الجزائر، ثم يأتي الجيل الذي جاء بعدهم جيل السبعينيات من القرن الماضي، مذكرا على سبيل المثال الشاعر المرحوم صالح باوية الذي له فضل تاريخ، باعتباره أول من كتب الحر وهو ضحية إرهاب، صاحب قصيدة “خذها ودمدم من مسدسه إلخ”. يقول صديقي، يمكن أن نصنّفهم في خانة شعراء المعنى، لارتباط المرحلة بالإيديولوجيا. لكن جيل عاشور يصعب تصنيفه، في اعتقاد صديقي، لأنه جيل الصورة وهو الذي فتح الباب لطاقات شعرية جديدة ظهرت في الجزائر، وهو نفسه الجيل الذي تنبأ بالعنف والقتل، فكانت نصوصهم قبل مأساتهم وكأنهم يستشعرون الرصاص، معتبرا إياهم جيلا آخر، محتفظا في السياق نفسه بتصنيف الجيل الذي ينتمي إليه نفس المتدخل