السيناريست تركية لوصيف وجها لوجه مع عشاق الكتاب بالعاصمة

المدية : ع.علياني

تحاول الطبقة المثقفة بولاية المدية التطفل الإيجابي على  محتوى معرض الجزائر الدولي للكتاب، ومن بين هؤلاء الشاعرة والسيناريست تركية عبد الكريم لوصيف التي ستشارك من عمق مدينة قصر البخاري بالمدية هذه الأيام في هذه الطبعة بعرض والبيع بالتوقيع لمؤلفيها «أسطورة سنجابي» و«منتزه فرجينا» في محاولة منها لتقديم بعض من أفكارها ومكنوناتها.
تشير القراءة الأولية لمؤلفها بعنوان « أسطورة سنجابي»  الصادر عن دار النشر تيديكلت إلى زمن الأسطورة العائد إلى ما قبل نزول الأديان واشتهر هذا الجنس الأدبي الصعب فى الأدب اليوناني وعادة أبطاله مابين آلهة وأنصاف آلهة وشياطين وحتى البشر.
يوحي هذا العمل إلى ذلك الصراع المتولد حول من يتقلد زمام الحكم حيث تندلع حوله حروب ولكن تنتصر الحكمة دوما، ويعد هذا المؤلف موجها لفئة المراهقين وبهذا تكون المؤلفة قد نظرت نظرة جادة بتقديمها هذا العمل لهذه الشريحة من القراء عامة وخاصة هواة الفنون القتالية كما أنها استدرجت القاريء في رحلة سياحية عبر اختيارها لمناطق جبلية جزائرية ووجود شلالات مبرزة جمال الجزائر، من غابات وصحارى وحتى دقلة نور الجزائرية ذات الشهرة العالمية، واعتمدت المؤلفة على الأسلوب السردي بما ميز الأسطورة ورسمت خلاله  لوحات متلاحقة وجميلة وكان هناك إهداء خفى ما بين السطور للشعب الفلسطينى بتواجد صديقة البطل فى إحدى اللوحات السردية عندما جلبت مادة الثوم لعلاج المقاتل بشامروكا وهذه التسمية مأخوذة من اللغة الكردية القديمة وتعني المتقدم نحو الموت وقد جاءت شخصيات الأسطورة مدروسة كون أن المؤلفة هي في الأصل سيناريست باختيارها للشاب والفتاة من هواة الفنون القتالية حتى يتعرضا للمخاطر ويحاربا الشياطين لاسترجاع قلعة المحبة التي تعود لجد الشاب من الزمن الغابر.
إن وجود السنجاب فى الأسطورة  حسب رواية تركية، لم يكن اعتباطيا وإنما أدى دورا رئيسيا إلى جانب بشامروكا فهما يمثلان ازدواجية فعالة، ظهور السنجاب الثائر لحظة تدمير القلعة بكاملها وهلاك من فيها وبهذا يكون الحيوان الضعيف قويا بعدما انتفض. هناك رمزية واضحة تعمدتها المؤلفة في أسطورتها.
ستكون لجمهور معرض الجزائر الدولي للكتاب فرصة لتذوق خبايا مؤلفها الثاني بعنوان منتزه فرجينا، الذي سيبرز لهم تلك المعالم التاريخية بالجزائر وكذا حقبة خروج الأقدام السود وبقاء البعض من المعمرين وحادثة هدم شنوغا التي كانت وإلى حد قريب معبدا بقصر البوخارى، كما سيكتشف الزائرون لأجنحة المعرض كل هذه المتراكمات التي ألهمت السيناريست والمؤلفة لوصيف تركية إلى حد الثمالى، فكان منتزه فرجينيا الذي صدر عن نفس دار النشر، منعرجا تاريخيا سمح لمتصفحيه سابقا وأولئك القراء الإفتراضيين بالغوص في حياة الاستقرار في الوطن، حيث تبرز شخصية منى عبر سعيها لتقديم الخير فى جميع أشكاله وأنواعه، وهو الحدث الذي أريد منه التعتيم الإيجابي أمام القارىء من طرف صاحبة المؤلف حتى تتمكن الآنسة منى من تبيان حقيقة ما يخفيه المنتزه وتحقق بذلك حملها عبر سطور الرواية القصيرة  لتتوضح بأن فرجينيا هي تلك الفنانة التى تخلت عن الرهبنة وعشقت العزف على آلة الأورغ القديمة، وقد توضحت روح السينارست بكل رمزية من خلال تلك المشاهد التي ستشد هؤلاء وكأننا بصدد مشاهدة فيلم طويل، إذ ارتبطت فيه خيارات الإبداع الكثيرة والمزج ما بين تقنيات الكتابة فى مجال سيناريو من مزج وقطع بين المشاهد ومابين الأسلوب السردي الذي تعتمده المؤلفة في هذا المسار الشاعري عبر تجربتها المنقولة من واقع معيش مبني على  صدق الكلمة والمشاعر الجياشة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024