ارتكب جيش الاحتلال الصهيوني، أمس، مجازر وحشية بمختلف مناطق قطاع غزة أدّت إلى استشهاد العشرات وإصابة المئات. كما سجّلت مستشفيات القطاع 3 حالات وفاة جديدة نتيجة سوء التغذية بين البالغين ليرتفع العدد الإجمالي لشهداء التجويع إلى 303 حالة وفاة من ضمنهم 117 طفلًا، في حين ارتفعت حصيلة الإبادة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 62,819 شهيدا و158,629 جريحا.
استشهد 40 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء ومنتظري مساعدات، صباح أمس الثلاثاء، بغارات الاحتلال الصهيوني المتواصلة على كل أنحاء قطاع غزة، في ظل تكثيف استهداف وسط القطاع وجنوبه بقصف منازل وخيام تؤوي نازحين.
وأكّد مستشفى شهداء الأقصى استشهاد فلسطينية وطفلتها في قصف صهيوني على مبنى يؤوي نازحين غربي مدينة دير البلح وسط القطاع. واستشهد فلسطيني وزوجته في قصف مسيّرة صهيونية خيمة نازحين غربي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وفق مستشفى العودة.وفي مخيم النصيرات أيضا، أصيب فلسطينيون في قصف من مسيّرة للاحتلال على خيمة نازحين غربي المخيم.
وأفاد مصدر طبي بمستشفى العودة باستشهاد 3 فلسطينيين، وإصابة آخرين من منتظري المساعدات قرب محور نتساريم وسط قطاع غزة.
وتواصلت حملة القصف المكثفة التي يشنها الاحتلال على مدينة غزة منذ أيام، فضلا عن نسف مباني أحيائها لا سيما حي الزيتون.
وقال مجمّع الشفاء الطبي إنّ فلسطينيا استشهد وأصيب آخرون في قصف على شقة سكنية في شارع الجلاء شمالي مدينة غزة، كما استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون في قصف صهيوني في حي الزيتون جنوب شرقي المدينة.
كما أفادت مصادر طبية فلسطينية باستشهاد 7 فلسطينيين، وإصابة وفقدان آخرين في قصف صهيوني على منزل بحي الصبرة جنوبي مدينة غزة.
وأدى قصف طال شقة سكنية في شارع الجلاء شمالي مدينة غزة إلى استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين. واستهدفت غارات الاحتلال أيضا مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة ممّا أدى إلى وقوع إصابات.
واستشهد طفل وأصيب آخرون في قصف للاحتلال على منطقة الصفطاوي شمالي مدينة غزة، كما استهدفت الغارات مخيم البريج حيث وقعت إصابات، بحسب مصادر طبية فلسطينية.
وفي جنوب قطاع غزة، قال مجمّع ناصر الطبي إنّ قصفا على خيمة نازحين بمواصي القرارة شمالي خان يونس أدى إلى استشهاد 6 فلسطينيين، بينهم رجل وزوجته وأطفالهما الثلاثة.وفي شمال القطاع، أكّد مصدر طبي بعيادة الشيخ رضوان استشهاد فلسطيني، وإصابة آخرين بإطلاق مسيّرات صهيونية قنابل على منازل بجباليا النزلة شمال قطاع غزة.
شهــداء الجـوع
في الأثناء، أكّدت وزارة الصحة في غزة تسجيل 3 وفيات جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال 24 ساعة الماضية وجميعهم من البالغين. وأعلنت ارتفاع عدد ضحايا التجويع الصهيوني منذ بداية الحرب إلى 303 شهداء من بينهم 117 طفلا.
وكانت مصادر في مستشفيات غزة أفادت أمس الأول بأن 75 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 370 آخرين بنيران جيش الاحتلال في القطاع، بينهم 14 من طالبي المساعدات، و5 صحفيين وذلك بقصف استهدف مستشفى ناصر بمدينة خان يونس.
التّحقيـق فــي مجـــزرة الصّحافيـــّين
في الأثناء، أكّدت الأمم المتحدة أمس ضرورة الوصول إلى نتائج في التحقيق الذي أعلنت سلطات الاحتلال فتحه إثر استشهاد 20 شخصا بينهم خمسة صحافيين في قصف لقواتها على مستشفى ناصر في قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ثمين الخيطان للصحافيين في جنيف “سبق للسلطات الصهيونية أن أعلنت تحقيقات في أعمال قتل مشابهة…لكن على هذه التحقيقات أن تخلص الى نتائج”. وشدّد على الحاجة إلى “إحقاق العدالة، لم نر نتائج أو إجراءات محاسبة بعد”.
تواصـل الإدانـــات
هذا، وقد تواصلت الإدانات العربية والدولية للمجزرة التي استهدفت خمسة صحافيين فلسطينيين، حيث أعربت كندا، أمس، عن شعورها بالفزع جراء استهداف الجيش الصهيوني مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، ما أسفر عن ارتقاء مدنيين بينهم صحفيون وعاملون في مجال الإغاثة.
وقالت وزارة الخارجية الكندية، إنّها تدين “كافة أعمال العنف” التي تستهدف الصحفيين والعاملين في قطاع الإعلام. وأكّدت على ضرورة التزام الاحتلال بحماية جميع المدنيين في غزة، بمن فيهم الصحفيون والطواقم الطبية.
كما ندّدت نائبتان في الكونغرس الأمريكي بالقصف الصهيوني الذي استهدف مستشفى ناصر، وأودى بحياة مدنيين بينهم صحفيون وعمال إغاثة.
وقالت النائبة نيديا فيلاسكيز إنّ الهجوم على مستشفى ناصر كان “متعمّدا ومروعا”. وأكّدت أن “المستشفى لا ينبغي أن يكون ساحة معركة أبدا”.
وانتقدت فيلاسكيز استمرار تمويل الولايات المتحدة للحرب الصهيونية على غزة، معتبرة أنّ “واشنطن لا يمكن أن تواصل تمويل جرائم الحرب هذه”.
من جانبها، قالت النائبة رشيدة طليب إنّ “كل سياسي أمريكي يدعم تسليح نظام الإبادة الجماعية هذا يتحمل مسؤولية هذه المجازر”.
وفي السياق، طالبت دول ومنظمات عربية بتحرك دولي للحد من جرائم الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين.