دعما لمسار السلم والمصالحة

مــــالي تعمّق المشــــاورات لتطبيـــــق الاتفـــاق

فضيلة دفوس

في إطار تعهدها بمساعدة دولة مالي على استعادة أمنها واستقرارها وتجاوز إرهاصات أزمتها السياسية والأمنية التي اندلعت في ربيع 2012، وضمن الجهود التي ما فتئت تبذلها لمرافقتها على تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة الموقّع قبل أشهر، تستقبل الجزائر، اليوم، الرئيس المالي ابراهيم بوبكر كيتا الذي يشرع في زيارتها بدعوة من نظيره عبد العزيز بوتفليقة لبحث المسائل الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وترقية التعاون الثنائي والمبادلات بما يعود بالمصلحة على الشعبين.

وبدون شك سيحظى تنفيذ اتفاق السلم و المصالحة الذي وقعته الاطراف المالية، يوم السبت 20 جوان الماضي، في باماكو، بحصّة الاسد من مباحثات الرئيسين، خاصة ما تعلّق بسبل مواجهة العراقيل التي تقف في طريق تطبيقه وابعاد خطر الارهابيين الذين يشوّشون من خلال بعض عملياتهم الاجرامية الاستعراضية، على المسار السلمي ويسعون لخلط الاوراق في الشمال المالي قصد إبقائه في حالة فوضى ما يسمح لهم بمواصلة عمليات النهب والمتاجرة بالسلاح والمخدرات التي تذرّ عليهم أموالا طائلة تصبّ في جيوب التنظيمات الدموية
زيارة كيتا، اليوم، الى الجزائر ليست الأولى، ولن تكون بكلّ تأكيد الاخيرة، مادام البلدان الجاران متعهدان على التواصل المستمر  لدفع جهود السلم بالمنطقة، وتعزيز مساعي المصالحة التي أطلقتها باماكو قصد تهيئة الأرضية لعودة الاستقرار الى الشمال ومن خلال ذلك اطلاق عملية التنمية استجابة لتطلعات الشعب المالي الذي دعّم بقوة اتفاق السلام واعتبره طوق الأمان الذي سيخلّصه من الارهاب ومن ظروف العيش الصعبة.
وستكون لهذه الزيارة أهمية كبيرة، إذ أنها تعكس مدى التزام الجزائر بدعم و مساندة الرئيس ابراهيم بوبكر كيتا، الذي أبان مند انتخابه في التاسع سبتمبر 2013 عن مقدرة عجيبة في التحكم بخيوط أزمة مالي وحلحلتها خيطا تلو الآخر، بعد أن  اختار مسلك الحوار والمصالحة لاعادة قطار الأمن والاستقرار الى سكّته الصحيحة، وقطع أشواطا هامة في محاربة الفساد والمحسوبية والافلات من العقاب، وهي آفات كانت تنخر المؤسسات المالية بمختلف مهامها واسمائها.
الجزائر ليست مجرّد جار لدولة مالي، بل هي من مرافقيها الاوفياء الذين عاهدوا أنفسهم على مساعدتها بكل الطرق والامكانيات لاستعادة أمنها و مواجهة العابثين بوحدتها وسلامتها، ولا مجال للتذكير بأن أمن الجزائر من أمن مالي ولهذا وجب تعزيز التعاون الثنائي في هذا المجال ودفع المرافقة السياسية والاقتصادية صيانة لأمن المنطقة قاطبة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024