كورنيش جيجل

مقصد آلاف المصطافين للتّمتّع بخضرة الطّبيعة وزرقة البحر

جيجل : خالد العيفة

تعرف مختلف بلديات ولاية جيجل خصوصا الساحلية منها هذه الأيام حركة مرورية كثيفة، نظرا للتوافد الكبير للمصطافين القادمين من مختلف ولايات الوطن، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة التي تشهدها هذه المنطقة حاليا طلبا للاستجمام على الرمال الذهبية، وقضاء أوقات تحت أشعة الشمس والتمتع بزرقة البحر، ومنهم من يفضل السباحة في شاطئ كتامة بعاصمة الولاية الذي عرف إقبالا كبيرا للمصطافين لما يتوفر عليه من عوامل الراحة وقربه من المدينة، على غرار شواطئ المزاير ببلدية سيدي عبد العزيز والعوانة وبني بلعيد، وشواطئ زيامة منصورية وكذا شاطئ الصخرة السوداء.
تتوفّر ولاية جيجل على شريط ساحلي بطول 120 كلم، ابتداء من شاطئ وادي زهور على حدود ولاية سكيكدة شرقا، إلى غاية الشاطئ الأحمر بزيامة المنصورية غربا، مع حدود ولاية بجاية غربا، ومروراً على عدة شواطئ كسيدي عبد العزيز المنار الكبير أفتيس، وتشتهر بكورنيش رائع الجمال يجمع بين البحر والجبال الصخرية الممتدة حتى حدود ولاية بجاية، وتوجد به مغارات عجيبة.
فعلى طول كورنيش مدينة جيجل الساحلية بين خضرة الطبيعة وزرقة البحر في لوحة فنية ساحرة تتميز بأجراف صخرية تعانق البحر، ومساحات غابية عذراء ، ومشتلة لمئات الأصناف من النباتات المتوسطية كالصنوبر و البلوط وموطنا لفصائل نادرة من القردة. وبمحاذاة الكورنيش يوجد منبع “عين لمشاكي” الذي تتدفق مياهه من الكهف، فتلاحم الغابة مع البحر أضفى على الكورنيش رونقا وسحرا مميزا جعله قبلة لمئات الزوار الذين يقصدونه. وتبقى هذه المنطقة الجذابة تحافظ ‏على جمالها، كونها لم يطلها إسفلت الطريق الملتوي على أزيد من 60 كلم، انطلاقا من سوق ‏الاثنين ببجاية إلى غاية جيجل، ولهذا يناشد حماة البيئة أدراج كورنيش جيجل ضمن قائمة ترشيحات معجزات الطبيعة، منتقدين حالة الاهمال والتهميش الذي طالت هذا المكان السياحي.
منطقة خالية من الثلوث
لاتزال شواطئ جيجل في منأى عن التلوث الذي هدد أغلب شواطئ الجزائر، لتصنّف بذلك مصنفة ضمن أجمل ‏المناطق في البلاد، كما أن مواقعها الطبيعية تجذب من يقع نظره عليها، فالكورنيش يحتضن ‏محمية للطيور والكائنات الحية البحرية، من بينها الحظيرة الوطنية لـ “تازا” المصنفة من ‏طرف اليونسكو، والتي تكتسي أهمية كبيرة على مستوى هذه المنطقة، من حيث قدراتها السياحية ‏الكبيرة.
فطريق الكورنيش الذي يربط ولايتي جيجل وبجاية يشهد اكتظاظا كبيرا بسبب تدفق قوافل المصطافين والسياح على شواطئ عاصمة الكورنيش وتحديدا الغربية منها على غرار الصخر الأسود، أولاد بوالنار، التربة الحمراء،وقد عرفت أغلب مقاطع الطريق الوطني رقم (43) الذي يربط جيجل ببجاية وتحديدا تلك الواقعة بين بلديتي الزيامة والعوانة “غرب مدينة جيجل” اكتظاظا كبيرا بسبب تدفق مئات المركبات القادمة من مختلف المناطق على هذا الطريق، مما تسبب في عرقلة حركة المرور ببعض المحاور وكذا النقاط السوداء، وذلك في مشهد متكرر للمواسم الصيفية الماضية.
وللتّخفيف من هذا الاكتظاظ سارعت السلطات الولائية إلى إعلان جملة من التدابير الوقائية للحد من هذا الاكتظاظ، كمنع شاحنات الوزن الثقيل من عبور هذا الطريق  خاصة في الفترة الممتدة ما بين السابعة صباحا ومنتصف الليل، وهو الإجراء الذي سيشرع في تطبيقه اعتبارا من السبت المقبل، ناهيك عن إلزام الشاحنات المكلفة بنقل الوقود وكذا مختلف المواد الضرورية بالحصول على ترخيص مسبق قبل عبور الطريق المذكور، الذي لازالت به عديد النقاط السوداء وتحديدا على مستوى منطقة غار الباز أين من المقرر إنجاز جسر معلق على مستوى هذا المقطع من أجل القضاء على أحد أهم النقاط السوداء بهذا الطريق، الذي استفاد من تحسينات كبيرة خلال السنوات الأخيرة بعد فتح عدد من الأنفاق به وتوسيع بعض المحاور الضيقة.     

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024