“الشعب” ترافق العائلات بقالمة للاستمتاع بشواطئ بونة

الكورنيش العنابي وجهة ترفيهية بلؤلؤة الشرق عنابة

استطلاع: أمال مرابطي

تعرف شواطئ عنابة في موسم الاصطياف إقبالا كبيرا من مختلف عائلات القاطنة بالولايات المجاورة. ويستمع المصطافون بمرافقها السياحية التي تعد بحق وجهة للتنزه، للترفيه والاستجمام. ومن المتوافدين على “بونة” عائلات من قالمة التي ترى في عنابة الوجهة المفضلة لدى الكثير من العائلات القالمية من اجل  قضاء عطلة مريحة. “الشعب” رافقت عائلات وتنقل اجواء الاصطياف بلؤلؤة الشرق.

وفي هذا الإطار، أكدت لنا عائلات عدة إعجابها بما تتوفر عليه الولاية من خدمات لمختلف الشرائح، خاصة ساحة الكور ومركز الكام التجاري وشواطئ البحر التي تعتبر من أكثر الوجهات السياحية المفضلة لدى معظم العائلات القالمية.
شهادات حية
قرابسية منير، عبّر لنا عن إعجابه بالخدمات المقدمة في مختلف الوجهات الترفيهية بعنابة ضاربا المثل بساحة الثورة “الكور” حسب التسمية الشعبية قائلا: “كانت جولتنا ممتعة بعنابة خلال كل عطلة أسبوعية نقوم بجولة إلى المدينة،  ونتوجه إلى شاطئ “السانكلو” كما نقوم بجولة إلى وسط المدينة، حيث مع كل أمسية يحبذ الأولاد والزوجة قضاء أمسيتهم بساحة الكور”.
وأضاف قرابسية، أن أفراد عائلته يحبون التجول عبر شوارع مدينة عنابة، التي تتوفر على ما يحتاجونه من محلات متنوعة ومعروضات وصالات ومقاهي لشرب الشاي وتناول الوجبات الخفيفة.
ز . ليلى أم لأربعة أولاد، أبدت من جهتها إعجابها بالمكان قائلة: “مع كل موسم  اصطياف، تكون وجهتنا مدينة عنابة خاصة بين شاطئي السانكلو والشابي لما يتمتعان به من جاذبية، وفي الفترة المسائية نقوم بجولة عبر الكورنيش مع تناول المثلجات لنعود ليلا إلى منزلنا في قالمة.
 ليلى اضافت، “نقوم بالتنسيق مع جيراننا وأقربائنا بتخصيص حافلة تقلنا جماعيا لقضاء وقت ممتع مع بعضنا بشواطئ البحر”، وعن سبب اختيارها لمدينة عنابة لقضاء عطلتهم قالت بأن أغلبية سكان قالمة وجهتهم  عنابة وهذا راجع لقرب المسافة بين الولايتين والكثير يجد متعتهم بتنوع الوجهات السياحية بالولاية وجودة الخدمات المناسبة.
ز. ليلى تمنت توفير مساحات خضراء ترقى لأن تكون فضاء يوفر الراحة للعائلات بولاية قالمة داعية السلطات إلى التفكير بجدية في الأمر ليجد السكان فيها راحتهم، ومكانا ملائما لقضاء عطلتهم الصيفية.
زوايمية حمدي يشاطرها في الرأي قائلا لنا: “شواطئ عنابة خففت عنا حقا حرارة الجو التي تصل إلى حد قياسي بقالمة في ظل غياب وجهات سياحية. و أضاف زوايمية حمدي قائلا: لحسن حظنا إننا لا تفصلنا مسافة كبيرة عن هذه المدينة السياحية ....وهذا محفز للعديد من العائلات بقالمة منذ سنوات عديدة، حيث تستقطب شواطئ بونة آلاف الزوار لقضاء العطلة الصيفية والتمتع بجمال المنطقة وما تقدمه من خدمات راقية  للمصطافين، مؤكدا في سياق حديثة أن الفئات ذوي الدخل المتوسط بإمكانها قضاء أياما لا تنسى في هذه المدينة الساحرة بطبيعتها الخلابة وشواطئها الجميلة وكرم أهلها وترحابهم بالضيوف ....دون أن ننسى أن ساحة الكور لا يمكن لأي زائر لعنابة أن يعود إلى المنطقة التي يقطن فيها دون الجلوس فيها و لو للحظات معدودة ...
الكريبوني.. القصة الكاملة
أثناء تجولنا أدركنا بحق كم هي جميلة ساحة الكور. ساحة “الكور”، كان المكان الأول الذي جلبنا إليه لكثرة ما سمعنا عنه وعن المثلجات المنبعثة رائحتها. في “الكور” يتواجد محل “الدب القطبي”، هو صغير المساحة ضيق الزوايا، لكن خدماته المقدمة وحسن الاستقبال يجعله الوجهة المفضلة لكل زائر. أخذنا طاولة على الجانب، حضر النادل ودون تردد طلبنا “الكريبوني” الذي يبدع عمي “برحال” في صنعه.
عمي “برحال” صاحب المحل الموروث أبا عن جد منذ 1962، تحدث إلينا وكله فخر بما جادت يداه، يقول:  أن “الكريبوني” الذي ارتبط باسم عائلة برحال من صنع طبيعي يستعمل فيه ألليم (القارص) الأصفر اللون يستخلص منه عدة أنواع، فبإمكان الزبون أن يطلب صوربي فراولة، صوربي مندرين وصوربي المانقا، وهي كلها بفواكه طبيعية.
يتم إخراج هذه التركيبة على مستوى المخبر الخاص بعائلة برحال الذي يبعد بـ 50 مترا عن محل “الدب القطبي”، يتم فيه تحضير حوالي 30 أو 40 نوعا من “البوظة”، على غرار “الكريبوني”، باستعمال آلات جد متطورة للتبريد وحفظ المادة المصنعة. أما عن الماء المعتمد، فقد أكد عمي برحال أنه يتم تصفية الماء على مستوى المخبر لإخراج المثلجات في صورتها النهائية.
مفيدة زرقين: “تحدثت إلينا عن سبب اختيار عنابة وجهة ترفيهية وسياحية قائلة: “تفضل العديد من العائلات في قالمة قضاء العطلة الصيفية بالتردد على شواطىء عنابة تارة وساحة الكور تارة أخرى خاصة للجلوس فيها وتناول المثلجات بمختلف النكهات في إحدى الوجهات..ناهيك عن الألعاب المخصصة للأطفال الذين يستمتعون بركوب سيارات صغيرة للتجول في ارجاء الساحة، كما يعد  المكان متنفسا للعديد من العائلات العنابية لقضاء وقت ممتع بعين المكان مع أطفالهم، فجاذبيته تضاهي جاذبية الشواطئ، وهذا ما لم تعمل به السلطات بولاية قالمة، فكان في مقدورهما تخصيص ساحات تمكن العائلات من قضاء اوقاتا ممتعة ولا يكلفها ذلك الكثير.
وأضافت “ما جلبني أنا شخصيا الى هذا المكان كثرة ما سمعت عنه، وما يتوفر فيه من خدمات والأمن الذي يسوده ما يدفعني والعديد من العائلات الى قضاء فترة من الراحة والاستجمام

الى وقت متأخر من الليل”.
مثلجات تسيل اللعاب
عبد القادر بائع مثلجات هو الآخر يتحدث عن الخدمات المقدمة بساحة الكور  قائلا: “نسجل في هذا المكان وطيلة موسم الاصطياف حركة مزدحمة للمصطافين من داخل وخارج  عنابة، حيث تجد بالمكان كل ما يروق لك، مثلجات، آكلات خفيفة وكل ما يجلب الراحة والترفيه عن النفس والتقاط صورا للذكريات”.
 جمال لجمل وجدناه برفقة عائلته بساحة الكور قال: “جئت مع عائلتي لعنابة إلى هذا المكان لتغيير الأجواء والترويح عن النفس، خاصة بعد أن سمعت أن الكور يقبل عليه الكثير من الزوار من مختلف ولايات الوطن كونه مريح للعائلات ومعروف لدى العامة لما يوفره من خدمات للصغار والكبار على حد سواء.
نذير حميداني المصور من جهته تحدث عن عمله اليومي بساحة الكور قائلا:
«المكان يستقطب الكثير من الزوار ومعروف لدى العائلات من زمان كونهم يجدون فيهراحتهم، فهو يتوفر على فضاءات الترفيهية بأتم معنى الكلمة ويقدم الخدمات  التي تنال إعجابهم كما يستقطب كورنيش عنابة عبر شواطئ  السانكلو لاكاروب،الشابي وعين اعشير، العديد من العائلات يوميا وذلك طيلة فصل الصيف، حيث يجد فيه الوافدون اليه الكثير من المتعة والراحة”.
نذير حميداني أضاف قائلا: “استغل دائما مثل هذه الفرص وهو ازدحام المكان بالزوار لأشتغل واجمع الكثير من المال، خاصة وأن المترددين على الكور من جميع مناطق الوطن يخلدون زيارتهم بالتقاطهم صورا”.
منتوجات حرفية .. تاريخ وهوية
وبمركز الكام التجاري التقت “الشعب” بعبد القادر بوزليفة الذي يقوم بعرض مجموعة من السلع مصنوعة باليد والتي تعرفت اقبالا كبيرا عليها في موسم الاصطياف، خاصة ما تعلق بالمنحوتات العربية المنقوشة بواسطة الخشب ولببلاتين مؤكدا في سياق حديثه انه تعلم الحرفة من طرف صديقه المقيم بتونس.
وأضاف عبد القادر: أن إلاقبال على المنحوتات التي يبيعها كبير، خاصة الأجانب، مشيرا الى ان اسعارها في متناول الجميع وارخص من المستورد، فثمن علبة المصحف على سبيل المثال 1800 دج، كما فيه نقوش أخرى كالصينيات وساعات الحائط، مقتنيات خاصة بالمطبخ.
 عمل عبد القادر بهذه الحرفة مدة 14 سنة، حيث وجدت رواجا كبيرا، في انتظار استكمال تحضير الملف من أجل الحصول على بطاقة حرفي، كما  ذكر بأن الصنعة تحتاج إلى مجهود وإمكانيات مادية من اجل إعدادها وخاصة مادة البلاتين الكليوغرام منه غالي الثمن، بالإضافة إلى الأغراض الأخرى كساعات الحائط، المصاحف وغيرها من الزجاج. فيما اشتكى من ارتفاع الإيجار في مركز الكام التجاري ورغم ذلك يبذل مجهودا لإثبات حرفته.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024