بعد انتهاء فصل كامل من الدراسة، يتطلع التلاميذ لقضاء عطلة سعيدة مثمرة حتى يعودوا إلى مدارسهم بمشاعر ونشاط متجددين لاستكمال دراسة الأشهر المتبقية من العام الدراسي الحالي، فهل يستغل الآباء والأمهات فترة الراحة، الاستغلال الأمثل في ملء فراغ أبنائهم بالمفيد، أم أنهم يتركون الحبل على الغارب لهم في الاستمتاع بالنوم حتى الزوال والتنزه، في ظل الأجواء الرائعة المصاحبة لهذا الفصل الذي يعتبر من أروع وأجمل فصول السنة.
«الشعب” تستطلع الوجهات الترفيهية والسياحية والكيفية التي ينبغي من خلالها استغلال العطلة في ملء فراغ الأبناء، بما يفيدهم ويسليهم في نفس الوقت ويشحن طاقاتهم حتى يعودوا إلى مدارسهم بنشاط وحيوية.
ممارسة الهواية المفضلة والرياضة أهم ما يستهويهم
أحمد –س.- موظف وأب لثلاثة أطفال يدرسون في مختلف الأطوار التعليمية قال لـ«الشعب”، إن وضع الآباء لجدول زمني للأبناء منذ بداية العطلة يقودهم إلى قضاء عطلة ممتعة ومفيدة في نفس الوقت، مشيراً إلى أن بعض الأبناء يقضون أوقاتهم بالنوم أو الجلوس أمام التلفاز أو الحاسوب واللهو بالألعاب الإلكترونية، التي تدمر صحتهم النفسية والبدنية، كما تخلق مدتها الطويلة لديهم تذمراً شديداً من طول الوقت والملل وانعدام الشعور بالمتعة والتسلية، لافتاً إلى أن تقسيم الوقت مفيد للأبناء وللأسرة بشكل عام، وعلى الآباء تشجيع الأبناء على الانخراط في العمل التطوعي والمشاركة في الأندية الرياضية، خاصة أن هذين الجانبين فيهما فوائد كثيرة للطالب وللمجتمع، كما أن للدورات التعليمية والتدريبية القصيرة مثل دورات اللغة الاجنبية والحاسوب وأعمال التطوع أيضاً فوائد معرفية كثيرة.
^يعقوب – ش.- أب لطفلين يدرسان في الطور الثانوي أكد أن الأبناء ينتظرون العطلة بفارغ الصبر، حيث يفرغون من الامتحانات ومن الدراسة والنهوض باكراً من النوم للذهاب إلى المدرسة أو الجامعة وأرى أن السفر وتغيير الجو أمر مهم للترويح، وفي نفس الوقت من الممكن أن يدخلوا في دورات لتعلم الحاسوب أو ممارسة الرياضة أو ممارسة هواياتهم في الرسم أو الموسيقى أو الفنون الأخرى أو التمتع بمشاهدة برامج التلفاز المفيدة.
كما ينبغي ألا ينسى الآباء القراءة للأبناء من صغار السن خلال أيام العطلة فهي مفيدة أيضاً، حيث ينصح الخبراء والمتخصصون بتشجيع الأبناء الصغار على القراءة من خلال اصطحابهم إلى معرض الكتاب ليختاروا ما يناسب سنهم وميولهم وغيرها من الإجراءات التي تجعلهم يحبون القراءة.
^سمية – م. - أستاذة لغة عربية بثانوية قاصدي مرباح بالبرج البحري قال لنا إن العطلة فرصة حقيقية لتنمية الهوايات والمهارات للأبناء، من خلال ممارسة الهوايات المفضلة لديهم من فنون وألعاب رياضية ومطالعة وكتابة، كما أنها فرصة لتفعيل العلاقة الأسرية والاجتماعية، حيث توفر أجواء للم شمل الأسرة، من خلال الزيارات التي نراها تزداد بين الأهل والأصدقاء في هذه الفترة، مع توفير الأسرة الوقت المحدد لمشاهدة برامج التلفزيون المفضلة لدى الأبناء، وأوقات الدخول على الإنترنت، واختيار المواقع الإلكترونية التي سيزورنها من خلال تصفحهم للشبكة، لأن الخطر القابع وراء الشاشة أكبر بكثير مما هو موجود في المحيط الذي يعيش فيه.
*أمال – ر.- قالت أن العطل الفصلية القصيرة والعطل الدراسية الطويلة هي الراحة بعد العناء، وهي المكافأة بعد جهود الدراسة والمثابرة والاجتهاد، كما تعتبر فرصة لمزيد من اكتساب المعرفة والعلم وتنمية الإبداعات، وتحقيق التوازن النفسي والثقة بالنفس للأبناء، كما تعتبر في نفس الوقت اختباراً حقيقياً لكل من الآباء والأمهات على حسن التربية وتنظيم الوقت والجهد، مشيرة إلى أنه ينبغي على أولياء الأمور أن يقدموا لأبنائهم التلاميذ كل ما يفيدهم سواء من خلال الرحلات التي ينبغي أن تنظم لهم إلى مواقع مهمة ومشهورة ببلادنا، وكذلك اصطحابهم إلى زيارة المتاحف والمراكز والمكتبات والمنتديات والمهرجانات العلمية التي تنظم في المنتزهات وغيرها لاكتساب المعرفة والمهارات.
املأوا وقت الفراغ بما يفيد أبناءكم
قد أجمع المختصون والأولياء على حد سواء، أن العطلة المدرسية هي فترة يتحول فيها الزمن المدرسي إلى زمن فراغ تعليمي، وأصبح اليوم الاهتمام بكيفية استثمارها يتزايد بشكل كبير سواء من طرف الأبناء أو الآباء أو من طرف المؤسسات التربوية، مشيرين إلى أنه ينبغي أن تكون العطل المدرسية متنفساً للطالب من مختلف الضغوط النفسية الناتجة عن الامتحانات وحل الواجبات المدرسية والمذاكرة اليومية والنهوض باكراً، مؤكدين أهمية إيلاء العطل الفصلية أهمية قصوى في إعادة تأهيل التلميذ للفصل الدراسي الذي يليه، مشددين على ضرورة تخطيط الأسرة المسبق لها لدعم الفائدة المرجوة منها.
