رغم تكثيف عمليات التّطهير والنّظافة

بلديـات ولايـة الجزائــر تغزوهـا النّفايـات

العاصمة: سارة بوسنة

 تعاني بلديات العاصمة في الفترة الأخيرة من غياب النظافة، إذ تنتشر النفايات عبر مختلف شوارعها، نتيجة غياب ثقافة المحافظة على البيئة لدى العديد من المواطنين، حيث أصبحت ظاهرة الرمي العشوئي أمام المجمّعات السكنية والأسواق والطرق والأرصفة  تصنع ديكورا يوميا يطبع أرجاءها ويهدد بوقوع كارثة صحية وبيئية، كما تؤثّر بشكل سلبي على نمط حياة السكان وعلى الوجه الجمالي للمدينة، يحدث هذا رغم كل عمليات التطهير والنظافة المبرمجة من قبل السلطات بسبب جائحة كورونا.
«الشعب” خلال جولة استطلاعية عبر عدد من البلديات على غرار بلديات القبة، حسين داي، جسر قسنطينة والجزائر الوسطى وقفت على حجم الكارثة التي بات تهدد الصحة العمومية نتيجة تراكم أطنان من النفايات في الشوراع، وعدم قدرة مؤسسات النظافة والتطهير من إحتوائها في ظل تزايد حجم النفايات بصورة كبيرة نتيجة للزيادة السكانية من ناحية وزيادة معدلات الإستهلاك من ناحية أخرى، وبات الأمر يحتاج إلى نظام لفرض النظافة وسياسة عامة يجري تطبيقها بولاية الجزائر.
وعبّر سكان هذه البلديات عن امتعاضهم واستيائهم الشديدين جراء الوضع الكارثي الذي وصلت إليه مختلف أحيائهم بسبب الإنتشار الكبير للقمامة، مؤكّدين بأن غياب الثقافة البيئية لدى العديد من المواطنين، غياب لجان الأحياء التي من المفروض أن تلعب دورا في توعوية وحث المواطنين للمحافظة على نظافة المدينة وغرس الحس المدني من أجل الحفاظ على الوجه اللائق لها، من الأسباب الرئيسية لتفاقم ظاهرة انتشار النفايات وتدهور حالة الأحياء السكنية بالعاصمة.
وأشار السكان بأنّهم قاموا برفع شكاوى عديدة للمصالح المعنية من أجل تسطير مخطّط عادل للتنظيف الدوري واليومي للأحياء، غير أنّ شكواهم لم تلق آذانا صاغية من طرف القائمين على حفظ النظافة، في ظل غياب الوعي والحس البيئي لدى المواطنين، الذين يلجأون إلى رمي قماماتهم عبر الأرصفة والطرق دون أدنى اعتبار للصحة العمومية التي قد تتضرّر من الأمر، خاصة ونحن في موسم الصيف المعروف بارتفاع درجات الحرارة.
وما زاد من تفاقم الوضع البيئي بهذه البلديات هو الإنتشار الكبير للباعة الفوضويين، الذين يتسببون في فوضى كبيرة بالمجمعات السكنية والطرق والشوارع بسبب الأوساخ وبقايا الخضر والفواكه  التي يلقون بها عند الإنتهاء من ممارسة نشاطهم التجاري غير مكترثين بالبيئة وبالمحيط، ما جعل الأحياء تتحول إلى مفارع عمومية للنفايات، وأصبح ينذر بوقوع كارثة صحية وبيئية لا تحمد عقباها، وفي هذا الشّأن أكّد السكان بأنّ القاذورات والأوساخ وبقايا الخضر والفواكه أصبحت عبارة عن ديكور يومي يميز أحياءهم.
وفي ظل هذا الوضع، يناشد العديد من المواطنين ممّن تحدثوا لـ “الشعب”، السلطات الولائية التدخل من أجل وضع حد لمثل هذه الظاهرة التي باتت تشوّه المنظر الجمالي لأحياء الجزائر البيضاء، مع اعتماد مخطّط فعّال من أجل تحسين صورتها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024