الأمطار الأخيرة زادت من تدهور حالة الطرق

تأخّر مشاريع التهيئة يتحوّل إلى كابوس للبومرداسيّين

بومرداس: ز - كمال

تحاول السلطات المحلية ببلديات بومرداس إلى جانب مصالح مديرية الأشغال العمومية استباق الزمن لتهيئة وصيانة شبكة الطرقات بالولاية التي تعرف تدهورا كبيرا، وزادت من حجم الأخطار على حركة السير. تسبّبت الأمطار الأخيرة في «ترسيم» نقاط أخرى سوداء في المحاور كانزلاق التربة وظهور الحفر والمطبات الناجمة عن الأشغال المتسرعة للمقاولات، وتدخلات المواطنين العشوائية في مد قنوات مياه الشرب والصرف الصحي، مقابل تحول مشاريع التهيئة العالقة الى كابوس فعلي للسكان وأصحاب المركبات.
تسبّبت عملية التأخر في تهيئة وصيانة شبكة الطرقات الولائية والبلدية بولاية بومرداس، في خروج الوضعية عن السيطرة بالنظر إلى الحالة المتدهورة لمختلف المحاور، حيث لم يسلم طريق واحد من بروز الحفر الخطيرة التي تجمعت بها مياه الأمطار، بعدما حادت عن مسارها الطبيعي في المجاري وقنوات الصرف لتشق الطرق المعبّدة متسبّبة في خسائر كبيرة كل سنة.
لكن مقابل عجز السلطات العمومية في إعادة هذه الوضعيات إلى حالتها الطبيعية بسبب حجم التكلفة المطلوبة، فيما تساءل المواطنون وأصحاب المركبات عن دور مصالح الصيانة التابعة لمديرية الأشغال العمومية وفروعها المتمركزة بالدوائر من أجل التدخل القبلي للقيام بمشاريع تهيئة وإعادة فتح القنوات، وصيانة المجاري المائية قبل حدوث مثل هذه الكوارث التي تعرفها شبكة الطرقات؟
وأمام شكاوى المواطنين وأصحاب مركبات نقل المسافرين الذين تضرّروا من الوضعية التي وصلت إلى حد توقف حركة السير في بعض المقاطع، باشرت السلطات الولائية والمحلية إلى إطلاق مشاريع تهيئة لحفظ ماء الوجه، ورفع حالة الغبن عن المواطن في الكثير من المناطق بولاية بومرداس وفك العزلة الناجمة عن وضعية الطرق الرئيسية، من أبرزها مشروع تهيئة الطريق الوطني رقم 24 في المقطع الرابط بين قرية «أولاد بونوة» ورأس جنات على مسافة 6 كلم.
وزادت العملية من معاناة المسافرين الذين يجدون صعوبة كبيرة في عبور المسلك بعدما تحول الطريق إلى مطبات وحفر غمرتها مياه الأمطار ناجمة عن عملية رفع طبقة الزفت مع بداية فصل الشتاء، ما دفع بصاحب المشروع الى التواري عن الأنظار، تاركا سكان البلديات الشرقية يعانون في الوصول إلى عاصمة الولاية بعد غلق الطريق الولائي رقم 2 في الاتجاه الآخر ولنفس الأشغال العبثية.
واستفاد الطريق الولائي رقم 154 باتجاه بلدية تاورقة النائية من مشروع تهيئة وتجديد بعد تدهور حالته، لكنه ومنذ عدة أشهر تاريخ بداية الأشغال ورفع طبقة الزفت لم يستفد من عملية التهيئة، في وقت زادت وضعيته سوءا ولم تجد نداءات المواطنين وأصحاب المركبات صدى لإتمام الأشغال وعدم التحجج بفصل الشتاء، وهو ما يبرز الطريقة غير السليمة المتبعة في انجاز مثل هذه المشاريع الحيوية التي لا تتطلب التلاعب والتأخير بالنظر الى أهميتها اليومية في حياة المواطن، خاصة وأن أغلبها متواجدة بمناطق الظل والبلديات الريفية التي تعاني في الاستفادة من مشاريع بسيطة، فما بالك بمشاريع قطاعية تتطلب سنوات لتسجيلها وانجازها.
وتبقى هواجس المواطنين ومخاوفه مرتبطة أكثر بإشكالية التأخر وعدم إتمام المشاريع المنطلقة في وقتها المحدد رغم حيويتها وليس غيابها أو نقص مصادر التمويل، وهذا انطلاقا من التجارب السابقة التي رهنت الكثير من العمليات المسجلة في مجال التهيئة وانجاز الهياكل العمومية، وهوما دفع بالمواطنين إلى التعليق عن مدى احترام مدة انجاز مشروع تهيئة الطريق البلدي الرابط بين قرية «بن حرشاو» وقرية «الشرقية» باتجاه الطريق الولائي رقم 154 ببلدية بن شود على مسافة 1800 متر، ومشروع تهيئة الطريق البلدي الذي يربط قرية «بعادشية» والطريق الوطني رقم 25 بنفس البلدية التي كان محل معاينة من طرف والي بومرداس قبل أيام وإعطائه إشارة انطلاق أشغال التهيئة، ونفس الأمر بالنسبة لباقي المشاريع المسجلة لصيانة شبكة الطرقات البلدية والولائية التي أخذت من الوقت والتماطل أكثر من وضعها الأصلي الذي كان أرحم بنظر مستعمليه.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024