بفعل انخفاض منسوب المياه الجوفية

سكان الناحية الغربية لتيبازة يصارعون تفاقم ملوحة المياه

تيبازة: علي ملزي

 

 

 

تزداد ظاهرة ملوحة المياه تفاقما وانتشارا عبر العديد من البلديات الغربية لولاية تيبازة هذه الأيام بفعل انخفاض منسوب المياه الجوفية ونزوح مياه البحر إلى اليابسة، مما أفرز تناميا لافتا لنسبة الملوحة بالعديد من الآبار التي يتزوّد منها السكان بالمياه عن طريق شبكات التوزيع الننظامية.

أضحت ظاهرة ملوحة المياه كارثية ولا تطاق على الاطلاق فقد دقت عدّة فعاليات اجتماعية ببلديات أغبال والداموس وقوراية
والأرهاط ناقوس الخطر من خلال عديد المراسلات والشكاوي الموجهة للسلطات ومؤسسة سيال المعنية بتوزيع الماء الشروب على الساكنة، وبالرغم من مرور أشهر متواصلة على هذه المعاناة إلا أنّ الاشكال لا يزال قائما ولم تتمكن الجهات المعنية من تجسيد وعودها التي أطلقتها في مواعيد سابقة والتي مفادها اصلاح الخلل في آجال محدودة، على غرار ما حصل بحي أكلي سليمان ببلدية الداموس يوم 27 ديسمبر الفارط حين أقدم السكان على غلق المقر المحلي لمؤسسة سيال بفعل تفاقم ظاهرة الملوحة مطالبين بتوفير حلول معقولة لذات الإشكالية ليتمّ فضّ الاحتجاج بتقديم وعود مفادها ايجاد صيغة توافقية ترضي السكان في فترة لا تتجاوز الشهر.
غير أنّ ظاهرة الملوحة تفاقمت أكثر خلال الآونة الأخيرة وزاد انتشارها عبر مجمل الأحياء الشرقية لبلديية الداموس، إضافة إلى بلديتي قوراية وأغبال وهي المناطق الأكثر تضرّرا من ذات الاشكالية العويصة التي اضحت تهدّد قنوات نقل المياه وبعض التجهيزات المنزلية التي تمرّ عبرها المياه المالحة كسخان الماء مثلا، بحيث أكّد العديد من سكان المنطقة الغربية للولاية على أنّهم يبذلون قصارى جهدهم من أجل التزود بمياه الينابيع لاستغلالها في الشرب والطهي، إلا أنّ اشكالية تنظيف الملابس والأجهزة المنزلية المختلفة تبقى مطروحة على نطاق واسع وليس من السهل ايجاد حلول معقولة لها.

المنابع المائية ملاذ للتزوّد بالمياه

وفي ظلّ هذا الوضع الكارثي الذي أفرزه شحّ مياه الأمطار من جهة وتأخر عملية تحويل مياه سد كاف الدير من جهة أخرى، تحوّلت مختلف المنابع المائية الطبيعية بالبلديات الغربية إلى ملاذ آن للسكان للتزود بالمياه، وأكّد لنا أحدهم بانّه يضطر لكراء سيارة نفعية كلّ يوم جمعة لاقتناء الماء الشروب من المنبع، فيما يستغلّ آخرون وسائل مختلفة لجلب المياه، وأشار بعضهم إلى أنّ هذه الحلول تبقى ترقيعية ومؤقتة ولا يمكنها الصمود طويلا، بفعل محدودية الامكانات والقدرات، لتبقى بذلك أزمة المياه تلقي بضلالها على نطاق واسع.
وما يؤكد على حدّة الأزمة القائمة كون العديد من كبار السنّ خاصة لا يطيقون الوضوء بمياه الحنفيات المالحة ويضطرون لاستعمال مياه المنابع التي يصعب الحصول عليها في غالب الأحيان ولولا الآبار الخاصة التي تحوز عليها العديد من العائلات منذ سنوات طويلة خاصة بالمناطق الجبلية لما تمكن أهل المنطقة من الصمود لهذه الظاهرة التي ألمت بهم بهذا الحجم لأول مرّة حسب شهادات من عين المكان.

36 شهرا لتحويل مياه سد كاف الدير للبلديات الغربية

من جهته كشف مدير الموارد المائية على بن بادي على هامش لقاء والي الولاية بالأسرة الاعلامية مؤخرا بأنّ تزويد الناحية الغربية بالماء الشروب سيتم عن طريق تحويل مياه سد كاف الدير، بحيث تمّ إبرام صفقة بالتراضي مؤخرا مع مؤسسة عمومية هامة لاتمام عملية التحويل التي تتضمن نصب 110 كلم من القنوات وبناء 13 خزان مائي مع إنجاز 11 محطة ضخ، ضمن صفقة تمتد آجال تجسيدها الى 36 شهرا، ما يؤكّد بان حلّ الاشكال القائم سيطول مع الزمن ولن ير النور عاجلا.
مع الاشارة إلى أنّ مشروع تحويل مياه سد كاف الدير شرعت في انجازه منذ سنتين تقريبا مؤسسة حداد قبل أن يتم فسخ العقد معها في وقت لاحق لعجزها عن اتمام المشروع، الأمر الذي أفرز تأخرا فظيعا في مجال تحقيق الأمن المائي للناحية الغربية للولاية، بحيث  كانت مديرية الموارد المائية قد حدّدت في مواعيد سابقة سنة 2016 للانتهاء من مشروع هذه العملية التي تعنى بربط شبكات سدي كاف الدير وبوكردان ومحطة تحلية مياه البحر بفوكة لضمان توزيع عادل للمياه عبر مختلف بلديات الولاية.

11 بئرا تنقيبيا ضمن برنامج استعجالي

غير أنّه بالنظر الى الاستعجال المفروض على قطاع الموارد المائية فقد شرعت هذه المصالح منذ فترة في عملية حفر 11 بئرا تنقيبيا بلغت نسبة الأشغال بها حدود 65%، مع نهاية الأسبوع الفارط، بحيث تتمركز هذه الآبار عبر العديد من البلديات من بينها تلك التي تتواجد بالناحية الغربية وتندرج ضمن برنامج استعجالي أعدّ خصيصا لمجابهة ظاهرة انخفاض منسوب المياه السطحية التي يتزود منها قسط معتبر من ساكنة الولاية.
وحسب مديرية الموارد المائية، فإنّه من المرتقب استلام بئرين خلال الأسبوع الجاري في انتظار استلام باقي المشاريع قريبا، الأمرالذي سيمكّن من استدراك النقص الحاصل في مادة الماء الشروب.

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024