كشف المدير الولائي لشركة “سونلغاز” التوزيع بالبليدة، عبد القادر مدني، عن توجه ضروري نحو تخصيص ميزانية لربط بلدية الشريعة بالغاز البترولي المُسال، وقد يتم ذلك قبل حلول فصل الشتاء الذي يشهد برودة شديدة في المنطقة لارتفاعها عن سطح البحر بأكثر من 1200 متر.
أوضح مدني، خلال ندوة صحفية نشطها بمقر “ سونلغاز” في البليدة، بأن الدراسات المنجزة سابقا أثبتت صعوبة ربط بلدية الشريعة بالغاز الطبيعي انطلاقا من الشبكة بعاصمة الولاية، وأن الدراسة الوحيدة القريبة من التجسيد تتمثل في تمرير قنوات هذه الطاقة من بلدية بوعينان أي يمر الطريق الولائي رقم 49، لكن تكلفتها المالية كبيرة جدا، بحسب ذات المسؤول.
وأمام هذا الوضع سيتم تخصيص ميزانية لربط الشريعة بالغاز المٌسال (GPL) بإنجاز خزان كبير وسط البلدية يستقبل بانتظام كميات معتبرة من هذه الطاقة، والتي يتم نقلها في صهاريج من قبل شاحنات خاصة، ومن هذا الخزان سيتم ربط السكان بالغاز المُسال الذي يُستخدم كوقود في أجهزة التدفئة ومعدات الطهي والمركبات.
ومن شأن هذا المشروع التنموي الهام أن يضع حدا لمعاناة ساكنة الشريعة الذين يعتمدون على أسطوانات غاز البوتان، ولهذا تبذل السلطات المحلية جهودا لتوفير احتياط كبير من هذه القارورات مع دخول فصل الشتاء من أجل مواجهة الظروف المناخية الصعبة لاسيما عند تساقط الثلوج والجليد.
زيادة على ذلك، سيٌعزز النظام البيئي للاستثمار السياحي في المنطقة التي شهدت مؤخرا إنجاز فندق ذي ثلاثة نجوم من قبل أحد الخواص مما يٌعزز قدرات الإيواء بها، مع العلم أن ولاية البليدة ناقشت السنة الماضية إمكانية إعادة تأهيل مرفقي الترفيه “ الكراسي المعلقة “ و«آلات سحب المتزلجين” المتوقفين منذ نهاية الثمانينات لتطوير السياحة في المنقطة.
وتمكنت مصالح مديرية الطاقة لولاية البليدة خلال سنة 2024 من ربط منطقتي “ بني علي “ و« واد أبيران” بأعالي بلدية الشريعة بالغاز الطبيعي، مع العلم أن هاتين المنطقتين لا ترتفعان كثيرا عن سطح البحر ويقعان بالقرب من بلدية البليدة.
وتعتبر الشريعة، من بين أفضل الوجهات السياحية على المستوى الوطني، حيث تستقطب الملايين من السياح المحليين والأجانب نظرا لتميزها الطبيعي بتوافر أشجار الأرز التي تزداد رونقا وجمالا في فصل الشتاء بتساقط الثلوج.
جدير بالذكر أن وزارة النقل أعلنت، في شهر ديسمبر المنقضي، عن مناقصة دولية لأجل التحديث التكنولوجي للمصعد الهوائي الرابط بين الشريعة والبليدة بدفتر شروط يتضمن وضع مقصورات بسعة 10 إلى 20 راكبا، مع العلم أنه توقف عن الخدمة منذ أوت 2023 بعد نهاية عمره الافتراضي.
وقبل توقفه كان المصعد الهوائي للشريعة يضمن نقل أكثر من 35 ألف راكب شهريا، وهو وسيلة النقل الأفضل لقاطني بلدية الشريعة سيما في فترة الاضطرابات الجوية وتساقط الثلوج، ويُسهم كثيرا في التخفيف من حدة الازدحام على الطريق الوطني رقم 37 الرابط بين البليدة والشريعة.