تمديد الحجر للمرة 19 على 19 ولاية

مواطنون يتوجّسون من عودة الحجر الشامل

محمد فرقاني

أعلنت الوزارة الأولى، مطلع هذا الاسبوع عن تمديد العمل بنظام الحجر الصحي على 19 ولاية، كما أبقت على كل الإجراءات الرقابية الأخرى المفروضة في إطار تسيير الأزمة الصحية المتمثلة في مكافحة انتشار فيروس كورونا مشدّدة على ضرورة الالتزام بتدابير الوقاية في إشارة منها إلى التراخي الذي طبع مختلف سلوكيات المواطن في التعامل مع الفيروس المستجد.
قرار التمديد يمسّ 19 ولاية معنية بإجراءات الحجر المنزلي من الساعة العاشرة مساء إلى الخامسة صباحا ضد الوباء المستجد، وهي المرة 19 التي تمدّد فيها الحكومة إجراءات الحجر منذ أول إعلان عن الحجر المنزلي في 24 مارس من سنة 2020، وفي بيان أصدرته مصالح الوزارة الأولى، الأحد المنصرم، أكدت فيه حرصها على العمل بتعليمات رئيس الجمهورية، والمشاورات مع اللجنة العلمية لمتابعة ورصد انتشار فيروس كورونا، فجاء قرار الوزير الأول، عبد العزيز جراد، العمل بجهاز تسيير الأزمة الصحية المتضمن المزاوجة بين نظام الحجر الجزئي وتشديد الإجراءات المكملة للحجر على بعض الفعاليات الاجتماعية، وذلك مواصلةً لمساعي حصر انتشار فيروس الكورونا في الجزائر.
لمدة 15 يوما أخرى سيكون لزاما على مواطني الولايات المعنية بالحجر المنزلي التطبيق الصارم لتدابير الوقاية والالتزام بالحجر المنزلي من الساعة العاشرة مساءً إلى غاية الساعة الخامسة من صباح اليوم الموالي، وأعطت الوزارة الأولى التفويض للولاّة من أجل اتخاذ كل التدابير والقرارات التي يرونها مناسبة وفعّالة في مواجهة أي تطور في الوضعية الوبائية لولاياتهم، بما في ذلك إقرار أو تعديل أو ضبط حجر جزئي أو كلي يستهدف بلدية أو منطقة، تشهد بؤرا للعدوى، كما جدّدت تذكيرها بمنع كل أنواع التجّمعات، بما فيها حفلات الزواج أو الختان وغيرها من التجمعات ذات الطابع الاجتماعي لاسيما العائلي منها، وكلفت الوزارة الأولى الولاة بالسهر على فرض التقيد بهذا الحظر والعمل على تطبيق العقوبات التنظيمية ضد المخالفين وضد مالكي الأماكن التي تستقبل هذه التجمعات.
اقتربت «الشعب ويكاند» من المواطنين وبالأخص أصحاب النشاطات المعنية بتدابير الحجر بالدرجة الأولى، فلمست توجّس جلّ المستجوبين من عودة حجر صحي مشدّد، خاصة وأن العديد من الدول وحتى المجاورة تشهد موجات جديدة لانتشار فيروس كوفيد19 في نسخته المتحوّرة، ولم يخف على المواطنين تفاصيل آخر بيان للوزارة الأولى، والذي أشار في إحدى فقراته إلى الانتشار المقلق لسلالات جديدة شديدة العدوى لفيروس كورونا محذرا من العودة الى نقطة الصفر، خاصة وأن البلاد قد شهدت مؤخرا تسلل سلالة جديدة لفيروس كورونا.
«عبد الوهاب»، صاحب مقهى وسط مدينة البويرة، إحدى الولايات المعنية بتمديد الحجر الصحي، كشف لنا عن تخوّفه من التهاون والتراخي مع إجراءات الوقاية لدى العديد من المواطنين والزبائن بشكل خاص، ما قد يؤدي إلى اتخاذ إجراءات أخرى من طرف الحكومة تعيد للأذهان صور غلق المحلات والفضاءات التجارية في بداية انتشار الوباء، وهو ما سيضيع على الكثير من التجار فرصة التقاط أنفاسهم إثر ركود تام طيلة سنة بيضاء تجاريا حسب محدثنا، فمن غير الممكن أن يدفع التجار وأصحاب المقاهي بشكل خاص ثمّن تهاون المواطنين والزبائن، مطالبا الجهات الوصية بتطبيق العقوبات بصرامة على المخالفين لإجراءات التقيّد بالحظر الصحي، كما أشار أن الشروع في عملية التلقيح، هو ما يطمئنهم في قدرة الحكومة على التحكّم في الوضع الصحي وعدم العودة إلى خيار تشديد إجراءات الحجر الصحي.
من جهته أكد لنا «جمال» صاحب حافلة للنقل الشبه حضري، أنه وجلّ زملائه من الناقلين تعرضوا لغرامات مالية، إثر عدم تقيّدهم بالحد الأدنى للركاب الموصي به في البرتوكول الصحي للنقل، كما كشف أنه ومع ارتفاع سعر قطع الغيار وتراجع القدرة الشرائية فمن غير الممكن العودة إلى النشاط وتطبيق البرتوكول الصحي بحذافيره خاصة في الشقّ المتعلقّ بعدد الركاب، وأقرّ محدثنا أن صحة الراكبين أهم من أي شيء آخر، إلاّ أن التهاون في الالتزام بتوصيات المختصين يساهم فيه حتى المسافرين الذين يرفضون الامتثال لبعض تدابير الوقاية.
ويرى مختصون في الصّحة أن السلالة البريطانية لفيروس كورونا المكتشفة مؤخرا بالجزائر تحمل نفس جينات السلالة الاصلية المكتشفة في يوهان الصينية قبل سنة، والفارق الوحيد بينهما يكمن في سرعة انتشار الطفرة الجديدة، وهو ما يبقي الحكومة مستعدة لأي طارئ من خلال مواصلة فرض إجراءات الوقاية وتدابير الحجر الصحي بالولايات 19، كما أن فيروس كورونا المتحوّر لن يقلل من فاعلية اللقاح المضاد، كما يخضع لنفس وسائل التشخيص والتحاليل، ورغم هذا فالتحلي باليقضة والوعي مطلوب، لأن التراخي والعدم الالتزام بإجراءات الوقاية لا سيما ارتداء القناع والتباعد الاجتماعي سيعيدنا إلى نقطة الصفر وإلى بداية انتشار الوباء وإذا لم يساهم وعي المواطن في محاصرة هذه السلالة الجديدة سنسجّل بؤرا جديدة للوباء، وسنعيش سيناريوهات أخرى للحجر شامل على مناطق انتشاره مثلما عشناه سابقا في بداية الوباء، وهو ما لا يتمنّاه الجميع.
الولايات التسع عشر (19) المعنية بقرار تمديد الحجر المنزلي: باتنة، بسكرة، البليدة، البويرة، تبسة، تلمسان، تيزي وزو، الجزائر، جيجل، سيدي بلعباس، قسنطينة، مستغانم، الـمسيلة، وهران، بومرداس، الطارف، تيسمسيلت، عين تموشنت وغليزان.
الولايات التسع والثلاثين (39) الغير معنية بتدابير الحجر المنزلي: أدرار، الشلف، الأغواط، أم البواقي، بجاية، بشار، تمنراست، تيارت، الجلفة، سطيف، سعيدة، سكيكدة، عنابة، قالمة، المدية، معـسكر، ورقـلة، البيض، إليزي، برج بوعريريج، تندوف، الوادي، خنشلة، سوق أهراس، تيبازة، ميلة، عين الدفلى، النعامة، غرداية، تيميمون، برج باجي مختار، أولاد جلال، بني عباس، عين صالح، عين قزام، تقّرت، جانت، المغير، والمنيعة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19473

العدد 19473

السبت 18 ماي 2024
العدد 19472

العدد 19472

الجمعة 17 ماي 2024
العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024