الطبعة الـ٣ من الكتاب «أنا وهو وهم» في الأسواق.

مسـيرة الدكتور عميمور مع الـرئيس الراحـل بـن جديـد في عهـدته الاولى

« الشعب»/ تنزل إلى الأسواق في العام الهجري الجديد الطبعة الثالثة من«   أنا وهو وهم»، والذي يتناول مسيرة الكاتب مع الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد في عهدته الأولى، ويكتب المؤلف في مقدمة هذه الطبعة:

« منذ عدة أسابيع كانت المؤسسة الجزائرية للفنون المطبعية تستعد لإصدار طبعة جديد من هذا الكتاب، وكان مما يبعث على الاعتزاز أن القراء الجزائريين أصبحوا يهتمون بهذا النوع من الجهد الفكري، الذي يعتبر واحدا من متطلبات كتابة التاريخ الوطني، وكان لا بد أن أسجل الجهد المبذول تقنيا وتجاريا من قبل المؤسسة المتميزة التي اخترتها لإصدار معظم كتبي.»
ويشاء العلي القدير أن يختار إلى جواره البطل الرئيسي في هذا الكتاب، أي الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، حيث انتقل إلى رحمة الله في السادس من شهر أكتوبر من هذا العام، وهكذا أصبحت الطبعة الثالثة ضرورة ملحة، والإسراع في وضعها تحت تصرف القارئ الجزائري بوجه خاص أمرا لا يحتمل الانتظار، خصوصا وأن وفاة الرئيس كشفت عن حجم الفراغ الهائل في المعلومات المتوفرة عنه. ويقول الدكتور عميمور: لقد بذلتُ في إعداد الكتاب جهدا كبيرا، سواء في كتابة مادته أو اختيار صوره أو رقنه وتصميم غلافه أو مراجعة عثراته المطبعية، وهو ما أرجو أن يشفع لي إذا كانت هناك أخطاء فاتت علي أثناء المراجعة.
لكنني حرصت على أن تصدر الطبعة الجديدة بدون أي تعديل في مادة الكتاب، ولعلّي أوضح هنا بأن بعض الرفاق كانوا قد أخذوا عليّ استعراضي لبعض نقاط الضعف في ممارسات الرئيس خلال الأشهر الأولى من عهدته الرئاسية الأولى، وكان من بينهم من رغب أن أحذف بعض الفقرات التي تناولت تلك النقاط، وهو ما رفضت القيام به لسبب واضح، وهو أن أي تجاهل لها سيحرم الرئيس الراحل من حقه في الاحترام والتقدير بل والإعجاب، حيث تمكن من استيعاب مهمته الرئاسية بسرعة قياسية، وبذل مجهودا رائعا في الاستجابة لمتطلبات المسؤولية الهائلة التي وضعها القدر على عاتقه بشكل شبه مفاجئ، وتجاهلُ هذا نوع من الكذب بالحذف، وهو أمر لا أرضاه لشهادتي هذه، التي أردت بها وجه الحقيقة والتاريخ.
ولعل أسجل للرئيس رحمه الله، وقد أرسلت له نسخة من الكتاب حال صدوره بواسطة زميلنا عبد العزيز بو باكير، أن انطباعاته كانت إيجابية تماما، مما رأيت فيه تأكيدا جديدا لمدى النضج السياسي والأمانة التاريخية التي تميزت بها مسيرته كما عرفتها وكما رويتها بكل صدق وأمانة.
ويبقى أن أقول لبعض الذين رددوا، بجهالة واضحة، أن الرئيس تولى مهمته وهو لا يملك مؤهلات القيادة، بأن هذا لغو وبهتان، فالشاذلي بن جديد كان قائدا لواحدة من أهم النواحي العسكرية، وكان عضوا في المؤسسة القيادية التي تولت السلطة تحت رئاسة الرئيس الهواري بومدين منذ ١٣ عشرة سنة خلت قبل فبراير ١٩٧٩، كما أنه كان رفيقا للرئيس في العديد من جولاته الداخلية والخارجية، مما أعطاه الفرصة للتعرف على الكثير من جوانب القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، داخل الوطن وخارجه. وكان الفراغ الهائل الذي عرفته الجزائر بوفاة الرئيس  بومدين يتطلب لمواجهته رجل نابع من أهم المؤسسات الجزائرية وأكثرها تنظيما وانضباطا ومساهمة في عملية البناء الوطني. ولقد وضعت كل ما أعرفه، مما يمكن أن يقال، تحت تصرف القارئ الجزائري، لكنني أعترف مسبقا بأنني لم أحاول الفرار من الذاتية، لأنني لا أحترم التواضع الكاذب الذي يخل بالمصداقية، وهكذا تصرفت كشاهد عاش الأحداث وعاينها مباشرة، ولا يملك بالتالي أن يتحدث عنها برواية الشخص الثالث، منتحلا شخصية مؤرخ محايد، ولهذا كان إصراري على أن تكون الحروف الثلاثة الأولى من العنوان كلمة ...أنا.
غير أنني أعترف أيضا أنني، في كل ما كتبته، لا أزعم أنني رأيت كل شيئ، وأنني عرفت كل شيئ، ولقد كررت أكثر من مرة أنني أرحب بكل استكمال أو تصحيح أو تعديل، لأن أي شهادة لا تؤكدها شهادات أخرى ممن عاشوا نفس الحدث وساهموا في نفس الوقائع في نفس الزمان والمكان تظل شهادة مبتورة.
ومن هنا فإن الأمر ليس مسؤوليتي وحدي.
وقد أقبل الاتهام بالقصور أو العجز لكنني أرفض الاتهام بالتقصير أو التهاون، فذلك قصارى جهدي،

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024