نحو إعلام وطني موحد واحترافي في مواجهة التحديات.. وزير الاتصال:

رئيس الجمهوريـة يولي اهتماما بالغا للصحافـة الوطنيــة

فندق الأوراسي: زهراء.ب

 إطلاق منصة إلكترونية تفاعلية «أنت تسأل والوزارة تجيب» 

الجزائر عرفت منذ أوت الماضي سلسلة من الهجمات الإعلامية المغرضة واستعرّ لهيبها في الآونة الأخيرة 

محاولات يائسة لتشويه صورة بلادنا وتعطيل مسارها التنموي وخلق البلبلة بالأكاذيب

بنــاء جبهـة إعلاميـة وطنيـة موحدة قـادرة علـى مواجهــة هـذه الاعتــداءات النــاعمــة

رسم وزير الاتصال محمد مزيان، أمس، ملامح رؤية جديدة للارتقاء بالمشهد الإعلامي الوطني، في ظل التحولات المتسارعة التي يعرفها العالم والتحديات غير المسبوقة التي تواجهها الصحافة الحرة والمهنية، حيث أكد أن الجزائر ماضية في تكريس بيئة إعلامية تتسم بالتعددية والاستقلالية، وتحتكم لقواعد أخلاقيات المهنة، في إطار ممارسة ديمقراطية محمية من جميع أشكال الانحراف. يأتي ذلك، في سياق وطني وإقليمي يتسم بتنامي الحروب الإعلامية وحملات التضليل، مما يستدعي، حسب الوزير، «التكتل ضمن جبهة إعلامية وطنية موحدة» للدفاع عن صورة الجزائر ومسارها التنموي.

قال وزير الاتصال في كلمة ألقاها بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، المنظم تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وبإشراف الوزير الأول نذير العرباوي، وأعضاء من الحكومة والسلك الدبلوماسي، ومديري وسائل إعلامية، وصحافيين وإعلاميين من مختلف وسائل الإعلام الوطنية ومراسلي وسائل الإعلام الأجنبية، بفندق الأوراسي بالعاصمة، إن إحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة، يأتي في ظرف عصيب تطبعه سلسله من الأزمات انزلق بعضها إلى حروب مباشرة فيما عرفت فيه ما يسمى بـ «حروب الجيل الخامس».
وأبرز الوزير «الاهتمام البالغ الذي يوليه رئيس الجمهورية للصحافة الوطنية ومهن الإعلام والاتصال»، مشيرا إلى أن «خير دليل على ذلك، إرساؤه لتقليد تنظيم لقاءات صحفية دورية لتنوير الرأي العام حول المستجدات التي تعرفها الساحة الوطنية على مختلف الأصعدة».
وأشار مزيان، إلى أن هذه الحروب عرفت انتشارا واسعا عبر العالم بفضل منجزات العقل البشري من خلال تكنولوجيات الاتصال الحديثة وابتكارات الذكاء الاصطناعي متعدد الأقطاب، التي أضفت تعقيدا غير مسبوق على مشهد حرية الصحافة عالميا، حيث أضحت بعض المؤسسات الإعلامية أسيرة منطق رأس المال والمصالح الاقتصادية، على حساب قيم الموضوعية، الإنصاف وحقوق الإنسان، كما يتجلى بوضوح في التعتيم الإعلامي على جرائم الاحتلال الصهيوني ضد المدنيين في غزة.
وأضاف وزير الاتصال، أن الجزائر عرفت، منذ شهر أوت الماضي، سلسلة من الهجمات الإعلامية المغرضة، اتخذت أشكالا متعددة ومتنوعة واستعرّ لهيبها في الآونة الأخيرة بهدف تشويه صورتها والتشكيك وتعطيل مسارها التنموي وخلق البلبلة من خلال الترويج لأخبار كاذبة ومضللة، الأمر الذي دفعها إلى أن تقف اليوم أمام تحدي بناء «جبهة إعلامية وطنية موحدة»، قادرة على مواجهة هذه الاعتداءات الناعمة والدفاع عن الرؤية الوطنية في المحافل الإقليمية والدولية، مشيرا إلى أن الأسرة الإعلامية تجاوبت مع هذا المسعى من خلال اللقاءات الجهوية الأربعة التي عقدت بكل من ولايات وهران، قسنطينة، ورقلة والعاصمة، حيث عبرت عن غالبية طموح العاملين في القطاع بتقليص الفجوة الرقمية ومسايرة التغيرات الحاصلة في مجال التقنيات المسخرة لإيصال المعلومة للمواطن والاستعمالات الإعلامية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

إصلاحات تشريعية وآليات دعم مبتكرة

وفي هذا المناخ الدولي المضطرب، أكد وزير الاتصال أن الجزائر تعي أهمية تحصين إعلامها الوطني وتزويده بالأدوات القانونية، التكوينية والتكنولوجية الكفيلة بتمكينه من أداء رسالته بمهنية واستقلالية.
وفي هذا الإطار، ذكر الوزير أن السلطات العمومية، بتوجيهات من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أقدمت على سلسلة من الإجراءات الرامية لترقية البيئة الإعلامية الوطنية وتعزيز قدرات الفاعلين في هذا القطاع الحيوي، فقد تم إعادة بعث صندوق دعم الصحافة بموجب أحكام المادة 220 من القانون رقم 24-08 المتعلق بقانون المالية لسنة 2025، ليصبح أداة فعالة لتجسيد سياسة الدولة في مجال دعم وترقية الصحافة بجميع أشكالها المكتوبة، السمعية البصرية والإلكترونية، عمومية كانت أم خاصة.
وأوضح مزيان، أن هذا الصندوق سيتكفل بتمويل برامج التكوين وتحسين مستوى الصحفيين في الداخل والخارج، اقتناء تجهيزات تقنية حديثة ودعم الصحافة المتخصصة في مجالات الاقتصاد، المالية، الصحة، التكنولوجيا، الثقافة وحماية البيئة. كما تم توسيع قائمة المستفيدين لتشمل الصحف الإلكترونية، مع تسهيل استفادتها من الإشهار العمومي المرتبط بالصفقات العمومية، سواء عبر نشر إعلانات طلب العروض أو إشهار منح الصفقات على المستويين المحلي والوطني.
إلى جانب ذلك، صدر مرسوم رئاسي يحدد القانون الأساسي ونظام الرواتب الخاص بالسلطة الوطنية المستقلة لضبط السمعي البصري، ما سيمكن هذه الهيئة من أداء مهامها الرقابية والتنظيمية بشكل فعال، بما يخدم المهنة والمتلقي.
أما بخصوص استفادة الصحف الإلكترونية، من الإشهار المرتبط بالصفقات العمومية، فأوضح وزير الاتصال بأن قطاعه فصل في الأمر من خلال مشروع المرسوم التنفيذي المحدد لكيفيات تطبيق القواعد العامة المتعلقة بالصفقات العمومية الذي بادرت به وزارة المالية، والذي ينص على ضرورة نشر إعلانات طلب العروض الخاصة بالصفقات العمومية في صحيفتين إلكترونيتين مصرح بهما، طبقا للتشريع المعمول به، إلى جانب جريدتين يوميتين موزعتين على المستوى الوطني، مع توسيع استفادة الصحف الإلكترونية من الإشهار الخاص بالصفقات العمومية ويشمل إشهار المنح المؤقت للصفقة في نفس الصحيفة الإلكترونية التي نشر فيها إعلان طلب العروض، وإلزامية إعاده إدراج إشهار الصفقات التي تبرم على المستويين المحلي والجهوي والذي يخص عروض الولايات والبلديات والمؤسسات العمومية الموضوعة تحت وصايتها، السماح للصحف الجهوية والمحلية من الإشهار العمومي مع توسيع الاستفادة من الإشهار المحلي لصحيفتين إلكترونيتين.
من جهة أخرى، أعلن وزير الاتصال عن صدور المرسوم الرئاسي، الذي يحدد القانون الأساسي ونظام الرواتب المطبق على الرئيس والأعضاء والأمين العام للسلطة الوطنية المستقلة لضبط السمعي البصري، مما يمكنها من أداء مهامها في الآجال القريبة، ويسمح بضبط النشاط السمعي البصري بما يخدم المهنة والمتلقي، على حد سواء.

تكريس ثقافة الحوار والتفاعل الإعلامي

وحرصا على تعزيز جسور الثقة بين وزارة الاتصال والمجتمع الإعلامي، كشف وزير الاتصال عن إطلاق منصة إلكترونية تفاعلية موسومة «أنت تسأل ووزارة الاتصال تجيب».
وأوضح، أن هذه المنصة، المفتوحة أمام المؤسسات الإعلامية والصحفيين والمواطنين، تتيح طرح تساؤلاتهم وانشغالاتهم ومقترحاتهم حول واقع الإعلام الوطني وآفاق تطويره، مع التزام الوزارة بالتفاعل الجاد مع هذه المداخلات. وأضاف، أن وزارة الاتصال تلتزم بدراسة مختلف المداخلات والتفاعل معها بشكل جاد وفاعل في إطار سعيها الدؤوب لتحسين أداء المنظومة الإعلامية وتعزيز ثقة الجمهور.
وخلص وزير الاتصال، إلى التأكيد في ختام كلمته، إلى أن التحولات التي يشهدها المشهد الإعلامي الجزائري اليوم، ليست سوى بداية لمسار تأسيسي طموح يرمي إلى بناء إعلام وطني مهني، حر ومسؤول، يتجاوب مع متطلبات العصر الرقمي، يواكب تطلعات المواطن ويدافع عن سيادة الجزائر ورؤيتها التنموية.
وإذا كان الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة مناسبة لاستذكار تضحيات الإعلاميين الراحلين ودورهم النبيل في الدفاع عن قيم الحق والحقيقة، فهو أيضا محطة لتعزيز الجهود المشتركة نحو مستقبل إعلامي أكثر احترافية، مصداقية واستقلالية. فالصحافة الوطنية هي شريك أساسي في بناء دولة قوية ومجتمع واع ومتحضر، وعليها تطوير أدائها باستمرار خدمة للدولة الجزائرية ومؤسساتها وخدمة للمجتمع الجزائري في الظل حرية الكلمة ومسؤولية المصدر.
مزيان يترحم على أرواح شهداء مهنة الصحافة
وقف وزير الاتصال محمد مزيان، أمس، بساحة حرية الصحافة بالعاصمة، وقفة ترحم على أرواح شهداء مهنة الصحافة، وذلك بمناسبة إحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة المصادف لـ3 ماي من كل سنة.
وبالمناسبة، قام السيد مزيان، بوضع إكليل من الزهور أمام النصب التذكاري المخلد لشهداء المهنة وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواحهم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19765

العدد 19765

الثلاثاء 06 ماي 2025
العدد 19764

العدد 19764

الإثنين 05 ماي 2025
العدد 19763

العدد 19763

الأحد 04 ماي 2025
العدد 19762

العدد 19762

السبت 03 ماي 2025