بلدية تنام على الملايير وسكّانها يغرقون في المعاناة

عزلة طبيعية وإدارية خانقة في قرية «البويقلة» بقطّارة الجلفة

الجلفة: موسى غراب

 تعداد سكاني يقارب الـ 10 آلاف ساكن وظروف العيش منعدمة

ناشد سكان قرية «البويقلة» المتواجدة على بعد 240 كلم عن عاصمة ولاية الجلفة، والتابعة اقليميا لبلدية قطارة جنوب أقصى الولاية، والي ولاية الجلفة، إعادة النظر في إستراتيجية توزيع المشاريع التنموية من أجل تحسين أوضاعهم، خاصة وأنهم يعيشون ظروفا إجتماعية مزرية منذ سنوات عدة، في ظل مشاريع تنموية غائبة، حسبما أكده لنا سكان هذه القرية، الذين اعتبروا بأنّهم تلقّوا وعودا دون أن تجسّد على أرض الواقع.
أوضح لنا «م - ل»، وهو أحد السكان بالقرية، في تصريح لـ «الشعب»، أن قريتهم اليوم أصبحت نموذجا للمعاناة والحرمان، بالنظر للحالة الكارثية للطرق والشوارع الداخلية، التي تفتقر هي الأخرى إلى التهيئة الحضرية،
وكذا إلى النقص المسجل في الربط بالكهرباء والإنارة العمومية، مطالبين بضرورة تعميم الربط بمصابيح الإنارة العمومية والقضاء على الظلام الدامس الذي يخيم على العديد من جوانبها، وتسهيل التواصل فيما بين السكان خلال الفترة الليلية ودحر مخاوفهم الكبيرة من سرقة مواشيهم، مؤكدين في ذات السياق، بأنه منذ إنشاء القرية سنة 1996 لم يتغيّر فيها أي شيء، مستهم الحقرة والتهميش مقارنة بقرى البلديات الأخرى - على حد تعبيرهم - كما اشتكى أيضا محمد لباشرية، من مشكل العزلة المفروضة عليهم، بسبب انعدام تغطية الهاتف النقال والذي ساهم في توسيع هوة العزلة التي تعاني منها القرية، بالإضافة إلى غياب محطات توزيع البنزين على مسافة 170 كلم انطلاقا من مدينة مسعد، رغم أن الطريق صار منفذا هاما يسلكه الموالون والقادمون من الصحراء. كما كشف سكان القرية بأن هناك مشكل آخر يتخبطون فيه، لا يقل أهمية عن المشكل الأول وهو إنعدام شبكة الصرف الصّحي في كثير من شوارع الأحياء، الأمر الذي دفعهم إلى الإستنجاد بالآبار التقليدية لتصريف المياه المستعملة، وهو ما أثار تخوفهم من ظهور الأمراض والأوبئة التي تنتقل عن طريق الحشرات السامة، وتزايد حالات الإصابة بلسعات العقرب.
من جهتهم طالب سكان قرية البويقلة أيضا، من السلطات المحلية بضرورة التدخل والنظر في إنشغالاتهم  المطروحة، على غرار توفير النقل المدرسي المنعدم، و كذا زيادة حصص إستفادة القرية من السكن صيغة البناء الريفي، بالنظر للعدد المحتشم والقليل المخصص لها، والذي يقابله تعداد سكاني كبير جدا يقارب الـ 10 آلاف ساكن بالقرية وضواحيها، مشيرين في السياق ذاته، أن المسؤولين المحليين لا يعرفون القرية إلا في أوقات الحملات الانتخابية من أجل الفوز بأصواتهم، كما يعتبر كذلك، سكان قرية «البويقلة» مشكل الماء الشروب بالأزمة الدائمة التي تحتاج إلى تكفل جاد، كما تبقى أزمة البطالة الموضوع الوحيد الذي يتكلم عنه شباب المنطقة الذين يمثلون نسبة 70 بالمائة من السكان، في ظلّ حرمانهم من المرافق الرياضية والشبانية، كالملاعب المعشوشبة وقاعات متعددة الرياضات، بل كلّ ما يحلمون به حياة كريمة تشعرهم بأنهم موجودون، وتبعدهم عن شبح الآفات الاجتماعية.
وفي نفس الشأن تعاني القرية من تدهور الخدمات الصحيّة، في ظلّ افتقار قاعة العلاج لأبسط التجهيزات، وتكاد تكون هيكلا من دون روح، وعليه يأمل هؤلاء المواطنون القاطنون بالقرية، أن تستجيب السلطات المحلية لمطالبهم، وأن تعمل على إخراجهم من الحرمان والعزلة التي ظلوا لسنوات يتخبّطون فيها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19840

العدد 19840

الإثنين 04 أوث 2025
العدد 19839

العدد 19839

الأحد 03 أوث 2025
العدد 19838

العدد 19838

الجمعة 01 أوث 2025
العدد 19837

العدد 19837

الخميس 31 جويلية 2025