رئيس الوفـد النيجيري: الاطـلاع علـى تجربـة الجزائـر والاستفــادة مـن خبراتهـا ومهـاراتهـا
قام وفد من المعهد النيجيري للدراسات السياسية والإستراتيجية، أمس الثلاثاء، بزيارة إلى المدرسة الوطنية العليا لعلوم البحر وتهيئة الساحل بالجزائر العاصمة، أين اطلع على تجربة الجزائر في مجال الاقتصاد الأزرق بهدف الاستفادة من الخبرات والمهارات الوطنية وكذا تعزيز التعاون الثنائي في هذا المجال.
زيارة الوفد النيجيري إلى الجزائر، منذ أمس الاثنين، تندرج ضمن برنامج شرع فيه، يشمل عدة ولايات من الوطن، حيث سيقوم بزيارة عدد من المواقع والمنشآت الاقتصادية والسياحية والبحرية والدينية والأثرية، إلى جانب معاهد التكوين ومراكز البحث، وفقا للبرنامج الذي تم تسطيره لهذه الزيارة.
وبمناسبة زيارته إلى المدرسة الوطنية العليا لعلوم البحر وتهيئة الساحل، تم تنظيم ندوة بعنوان “الاقتصاد الأزرق والتنمية المستدامة”، أبرز خلالها مسؤولو المدرسة للوفد النيجيري الأهمية التي توليها الجزائر لهذا المجال الحيوي ومختلف البرامج والإنجازات التي قامت بها من أجل الدفع به تحقيقا للتنمية المستدامة، بالإضافة إلى عرض مختلف البرامج التي تم تسطيرها في عديد القطاعات بغية تطوير الاقتصاد الأزرق.
في هذا السياق، أوضح مدير مخبر البحث بالمدرسة، سمير قريمس، أن الجزائر تعد من أوائل الدول على المستويين الإفريقي والأورومتوسطي التي وضعت استراتيجية وطنية للاقتصاد الأزرق، والتي تمت المصادقة عليها من قبل لجنة ما بين القطاعات سنة 2021، مشددا على أهمية هذا القطاع في دفع عجلة التنمية المستدامة.
كما تطرق إلى البرنامج الاستعجالي لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، المتعلق بتحلية مياه البحر، والذي يعد مكونا رئيسيا من مكونات الاقتصاد الأزرق، إضافة إلى البرامج المكثفة الخاصة بتربية المائيات عبر الولايات الساحلية وإنشاء مصانع لترميم وبناء السفن والتي تمثل، بحسبه، انطلاقة فعلية لهذا الاقتصاد الواعد.
وأوضح قريمس، أن نحو 40 مؤسسة ناشئة تمكنت من تجسيد مشاريعها على أرض الواقع في مجال الاقتصاد الأزرق، مع تسجيل العديد من التجارب الناجحة في تثمين النفايات البحرية.
من جهتها تطرقت مديرة المدرسة ليندة بوتكرابط، إلى ما قامت به الجزائر في إطار المخطط الوطني لتهيئة المحيط والساحل، إلى جانب الأنشطة الداعمة للاقتصاد الأزرق، مبرزة اهتمام المؤسسات الناشئة بالولوج إلى هذا المجال وتجسيد مشاريعها.
كما أشارت إلى المكتبة الرقمية المتوفرة على مستوى المدرسة، والتي تتيح للطلبة والباحثين الاطلاع على الكتب والخرائط والأرشيف عن بعد، ما يسهم في تسهيل إنجاز المشاريع البحثية.
وقدمت شناز زوادي، مديرة برنامج الاقتصاد الأزرق والصيد وتربية المائيات بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، مداخلة تناولت برنامج الاقتصاد الأزرق في الجزائر، والذي يرتكز على تعزيز الصيد الحرفي، إدارة الموارد وتحسين ظروف عمل الصيادين والحرفيين، مؤكدة على أهمية الرقمنة للحصول على إحصائيات دقيقة تبنى عليها مختلف الاستراتيجيات.
كما شهدت الندوة تقديم مداخلات، تناولت أهداف التنمية المستدامة، المشروع الغابي لمجمع سوناطراك للتقليل من انبعاثات الكربون، وآفاق مشروع السد الأخضر، فضلا عن عرض فيديوهات حول الرؤية الاستراتيجية لتنمية وعصرنة الجزائر العاصمة.
وقدم مسؤولو المدرسة شروحات للوفد النيجيري حول التجربة الجزائرية في الاقتصاد الأزرق، خاصة ما يتعلق بالأنشطة الناشئة والمبتكرة في هذا المجال.
كما قام الوفد بزيارة جناح خاص بالمؤسسات الناشئة والمكتبة الرقمية، حيث تلقى شروحات حول محتوياتها من كتب وأرشيف.
وفي كلمة له عقب اختتام الندوة، عبر رئيس الوفد النيجيري، سليمان محمد كبير، عن شكره للمنظمين على هذه الندوة القيمة التي مكنتهم من الاطلاع على تجربة الجزائر والاستفادة من خبراتها ومهاراتها، داعيا إلى تعزيز التعاون بين المعهد النيجيري والمعهد الجزائري للدراسات الاستراتيجية الشاملة.