تعزيـز العلاقـــات والاستفــادة مـــن التّجربــة الجزائريـــة
شكّلت التجربة الجزائرية المتراكمة في مجال الاقتصاد الأزرق والتنمية المستدامة، محور زيارة وفد من الباحثين من المعهد النيجيري للدراسات السياسية والإستراتيجية، في إطار الزيارات الميدانية التي يقوم بها الوفد النيجيري إلى عدة ولايات للاستفادة من التجارب الجزائرية في شتى القطاعات.
وفي هذا الصدد، زار الوفد النيجيري، الذي يقوده سليمان محمد كبير، ويرافقه جمال زلاغي، مدير وممثل المعهد الوطني الجزائري للدراسات الإستراتيجية الشاملة، مستثمرة فلاحية مختصة في تربية الأسماك في واحة ببني يزقن، قبل أن يتلقوا عرضا حول مختلف أنشطة تربية المائيات وتطويرها في الجزائر، خاصة في الجنوب.
وفي كلمته خلال العرض، أبرز مدير المصالح الفلاحية بغرداية، سيد أحمد ملاحي، الأهداف الطموحة للتنمية الفلاحية في الجنوب، المدعومة بنشاط تربية الأسماك بالأحواض المائية.
وبالفعل، تشهد تربية المائيات والأسماك في المناطق الفلاحية ذات المياه العذبة “إزدهارا ملحوظا” في الجنوب، حسب مصالح مديرية الصيد البحري والمنتجات الصيدية بورقلة، التي أبدت تفاؤلها بخصوص تطوير تربية المائيات، حيث يجري حاليا توفير برامج لتشجيع هذه الشعبة لفائدة الفلاحين بولايات الجنوب.
كما زار الوفد النيجيري قصر “تافيللت” ببني يزقن، وهو قصر بيئي يعتبر تجربة إنسانية فريدة، ومساهمة متواضعة من سكان ميزاب (غرداية) في التخفيف من آثار تغير المناخ والحفاظ على التنوع البيولوجي للواحات.
ويشكّل هذا الفضاء العمراني الصديق للبيئة تجربة فريدة من نوعها، حيث شيد على شكل منازل تتناغم مع خصوصيات العمارة المحلية والمواد المحلية، جامعا بين العمارة والتنمية المستدامة، مع التركيز بشكل خاص على الحفاظ على البيئة والعيش المشترك، كما أوضح الدكتور أحمد نوح، رئيس جمعية “أميدول” ومرقي هذا القصر، الحائز على الجائزة الأولى من جامعة الدول العربية للبيئة عام 2014 والجائزة الأولى للمدينة المستدامة عام 2016 .
وفي تصريح خصّ به “وأج”، أشار سليمان محمد كبير إلى أن زيارة الوفد النيجيري إلى الجزائر تندرج في إطار “تعزيز العلاقات الوثيقة التي تجمع البلدين على أكثر من صعيد”، بهدف “الاستفادة من التجربة الجزائرية في مختلف المجالات”.
كما أشاد بالتقدم الذي أحرزته الجزائر في تطوير الطاقات المتجددة، معربا عن إعجابه بإمكانيات الجزائر في مجال التنمية المستدامة والعمارة في منطقة ميزاب.
وأضاف أن “الهدف يكمن في إرساء تبادل الخبرات والمهارات، بهدف ضمان ملائمة للمبادئ البيداغوجية ابين المتخصصين، وتحيين المعارف، واكتساب التقنيات الحديثة”.
يزور منشآت طاقوية بحاسي الرمل
كما قام وفد من المعهد الوطني للدراسات السياسية والاستراتيجية لنيجيريا الخميس، بزيارة منشآت طاقوية بمنطقة حاسي الرمل (جنوب ولاية الأغواط).
بالمناسبة، أكّد الأمين العام لولاية الأغواط مصطفى بوصوار أن المنطقة تحتضن أحد أكبر الحقول الغازية في العالم، والذي يشكل ركيزة أساسية في منظومة إنتاج وتصدير الغاز الطبيعي الجزائري.
وحظي الوفد بجولة داخل منشآت المنصة الغازية بحاسي الرمل، حيث تلقّى شروحات تقنية حول سير العمليات الإنتاجية، إضافة إلى التدابير البيئية المرافقة للنشاط الصناعي، بما يعكس حرص الجزائر على التنمية المستدامة.
وأعرب أعضاء الوفد عن إعجابهم الكبير بالتقدم التقني الذي بلغته المنشآت الطاقوية في المنطقة وبالتكامل بين الموارد الطبيعية والبنية التحتية الداعمة للتنمية المحلية.
