حملة وطنية لإشراك خبرات الداخل والخارج ضمن رؤية صناعية شاملة
إعداد مرجع وطني للإدماج الصناعي وبناء منظومة صناعية فعالة ومستدامة
مجلس وطني للخبرات في صناعة المركبات وتصنيع قطع الغيار
توفير الإطار الفني والتنظيمي اللازم لبناء منظومة فعالة ومستدامة
أطلقت وزارة الصناعة، حملة وطنية لتجنيد الكفاءات الجزائرية في مجال صناعة السيارات وقطع الغيار، داخل الوطن وخارجه، في خطوة تعكس التحول الاستراتيجي الذي تعرفه السياسة الصناعية الجزائرية، وتجسد رؤية رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الرامية إلى بناء صناعة ميكانيكية وطنية متكاملة، قائمة على الكفاءة والخبرة الوطنية.
تشكل هذه المبادرة امتدادا لمسار تشاركي شامل أطلقته وزارة الصناعة منذ أشهر، تخللته لقاءات تشاورية مع مختلف الفاعلين في القطاع، أثمرت عن تشكيل فرق عمل متخصصة، وصياغة مخرجات استراتيجية وضعت الأسس الفنية والتنظيمية، لبعث صناعة سيارات وطنية قادرة على المنافسة والاندماج في سلاسل القيمة العالمية.
في هذا السياق، تهدف وزارة الصناعة إلى تأسيس المجلس الوطني للخبرات في مجال صناعة السيارات وتصنيع قطع الغيار، كهيئة مرجعية تضطلع بمهمة إعداد المرجع الوطني للإدماج الصناعي، الذي سيوفر الإطار الفني والتنظيمي اللازم لبناء منظومة صناعية فعالة ومستدامة.
ووفقا للوزارة، سيكون لهذا المجلس دور محوري في مرافقة المصنعين الوطنيين للوصول إلى نسب إدماج عالية، وضمان مطابقة المنتجات الوطنية للمعايير الدولية، مما يعزز تموقع الجزائر في السوق الإقليمية والدولية ويفتح آفاقا جديدة أمام الاستثمارات والشراكات الصناعية.
ولتجسيد هذه الرؤية على أرض الواقع، أطلقت وزارة الصناعة منصة رقمية تتيح للكفاءات الجزائرية، سواء داخل البلاد أو في الجالية الوطنية بالخارج، الترشح والمساهمة في هذا المشروع الوطني الطموح عبر الرابط التالي:
https://www.industrie.gov.dz/ plateforme-ami/ar/
وتأتي هذه المبادرة في وقت تعرف فيه الصناعة الميكانيكية الجزائرية تحولات نوعية، بفضل الإرادة السياسية في التحول من الاستيراد إلى الإنتاج المحلي، وتثمين القدرات البشرية والعلمية الوطنية، كما تعكس التوجه الجديد للسلطات العمومية نحو اعتماد مقاربة تشاركية قائمة على إشراك الكفاءات في بلورة السياسات الصناعية، وتحقيق الاستقلالية الإنتاجية تدريجيا.
وإذا ما تمكنت الجزائر من تعبئة كفاءاتها، وبناء منظومة صناعية قائمة على الجودة والابتكار، فإنها ستكون في موقع يسمح لها، ليس فقط بتلبية حاجيات السوق المحلية، بل أيضا بالتصدير والمنافسة على المستوى الإقليمي، خاصة ضمن فضاءات مثل المنطقة الإفريقية للتبادل الحر.
ويعد المجلس الوطني للخبرات في مجال صناعة السيارات وتصنيع قطع الغيار، لبنة جديدة تضاف إلى مشروع بناء اقتصاد متنوع ومستدام، تتصدر فيه الصناعة الوطنية واجهة الفعل التنموي، بفضل تفعيل رأس المال البشري الوطني، الذي يعد أهم مورد استراتيجي تمتلكه الجزائر في مسار بناء اقتصاد قوي وسيادي.