أجمعوا على أهميته في تعزيز العلاقات البينية...إعلاميون لـ «الشعب»

جاهـزون لتغطية الحـدث الاقتصادي القـاري الأكـبر

فايزة بلعريبي

تسليط الضوء على قصص النجاح والمشاريع التنموية الكبرىإعلاميون لـ«الشـعـب»

جودة أبو النور (الأهرام):  التكامل الاقتصادي بين الأفارقة..خيــــار استراتيجـي

خير الدين بطاش (AL 24): الجزائر أبرز الداعمين لمنطقة التجارة الحرة الإفريقية

 نور الدين علواش (الحوار): ملتزمون بتقديم تغطية شاملة ومعمقة للحدث الإفريقــي

لا خلاف حول الدور المحوري للإعلام في تشكيل الرأي العام والتأثير على السياسات الاقتصادية، كجسر يربط بين مقترحات النخب ومراكز القرار، وكفاعل أساسي في الترويج للتظاهرات وتقييم نجاحها. وقد أولت الجزائر أهمية خاصة لهذا الجانب في إطار معرض التجارة البينية الإفريقية، من خلال تعبئة بشرية ولوجستية وإعلامية واسعة، وتحضيرات استباقية مؤطرة بإحكام، تعكس حرص الدولة على إبراز صورة تليق بمكانتها كبلد مستضيف، وتعزز البعد الدبلوماسي والاقتصادي للحدث القاري.

تطرقت «الشعب» في إطار مرافقتها للحدث القاري الذي ستحتضنه الجزائر خلال أيام، إلى حيثيات وتفاصيل التغطية الإعلامية التي سيحظى بها، كما رصدت آراء بعض الزملاء من وسائل إعلام محلية وإفريقية من الدول الشقيقة حول وتيرة التحضيرات ومدى استعدادهم لمتابعة هذا الموعد، الذي شكّل نقطة تقاطع في وجهات نظرهم بشأن أهمية التكامل الاقتصادي الإفريقي ضمن مقاربة التعاون جنوب–جنوب، التي سيعززها بلا شك معرض التجارة البينية الإفريقية 2025.

ربط إفريقيا بالفضاء العربي والآسيوي

في هذا الصدد، يرى نائب رئيس تحرير جريدة «الأهرام» المصرية، جودة أبو النور، في تصريح لـ»الشعب»، أن التكامل الاقتصادي بين الدول الإفريقية يمثل خياراً استراتيجياً لمواجهة التحديات التنموية المشتركة، ويجسد جوهر مقاربة التعاون جنوب–جنوب القائمة على تبادل المنافع والخبرات بين دول ذات مسارات متقاربة. وأضاف أن هذا التكامل يتيح تعزيز القدرات الإنتاجية وتطوير سلاسل القيمة المضافة وتحرير التجارة البينية، التي لا تزال ضعيفة نسبياً مقارنة بغيرها من الكتل الاقتصادية العالمية. كما يسهم في تقوية الموقف التفاوضي الجماعي للقارة على الساحة الدولية، ويفتح المجال لبناء اقتصاد إفريقي متكامل قادر على المنافسة في ظل العولمة.وأشار المتحدث إلى الثروات الطبيعية التي تزخر بها القارة، باعتبارها من أغنى مناطق العالم بالمعادن الإستراتيجية كالذهب والماس والبلاتين والكوبالت، فضلاً عن الاحتياطيات النفطية والغازية الضخمة.
وبمناسبة احتضان الجزائر لمعرض التجارة البينية الإفريقية، أوضح أبو النور أن التظاهرات الاقتصادية تعد منصات حيوية للتعارف وتبادل الخبرات والترويج للمنتجات الإفريقية، إذ تتيح إبرام اتفاقيات شراكة ثنائية ومتعددة الأطراف، وتشجع المستثمرين على استكشاف فرص جديدة، كما تعزز الثقة بين الفاعلين الاقتصاديين. وأضاف أن هذه التظاهرات تسهم في تكوين شبكات تعاون عابرة للحدود، تساهم في إدماج الأسواق الإفريقية وتطوير آليات التبادل الاقتصادي، على غرار منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، التي دخلت حيز التنفيذ عام 2021 كركيزة أساسية للتكامل، مستهدفة إنشاء سوق موحدة تضم أكثر من 1.3 مليار نسمة وبناتج يفوق 3.4 تريليون دولار. وأبرز إمكانية التكامل مع اتفاقية التجارة الحرة العربية، بما يسمح بربط إفريقيا بالفضاء العربي والآسيوي وتوسيع آفاق التبادل التجاري والاستثماري.
وأكد المتحدث أن الإعلام يشكّل فاعلاً محورياً في إبراز هذه الفرص الاستثمارية، من خلال نقل صورة إيجابية عن القارة وتسليط الضوء على قصص النجاح والمشاريع التنموية الكبرى، ما يسهم في تغيير الصور النمطية وتعزيز ثقة المستثمرين، سواء المحليين أو الأجانب. كما اعتبره شريكاً استراتيجياً في الترويج للتظاهرات الاقتصادية عبر التغطيات المكثفة والحملات الرقمية، مؤكداً أن الرهان الأكبر يبقى في استثمار هذه الإمكانات ضمن إطار التعاون جنوب–جنوب، مدعوماً بالدور الحيوي للإعلام.

صبغة إستراتيجية للحدث

من جهته، يرى الصحفي بالقناة الدولية AL24، خير الدين بطاش، أن المعرض سيكون واجهة عالمية للجزائر، ما يقتضي استغلاله إعلامياً للترويج لمقاربة الجزائر تجاه آليات التجارة على المستوى الإفريقي، وإبراز مقدراتها الاستثمارية في مختلف البنى التحتية والهياكل الداعمة لتوجهها الاستراتيجي. وأوضح أن الصحافة مدعوة لتكريس صورة الجزائر كمحرك أساسي للديناميكية الاقتصادية التي تعرفها القارة، خاصة وأنها تمثل إفريقيا في محافل دولية كبرى وتدافع عن مبدأ «الحلول الإفريقية لمشاكل إفريقيا»، وهو ما يشمل أيضاً مجال التجارة البينية.
وأشار بطاش إلى أن الجزائر تُعد من أبرز الداعمين لمنطقة التجارة الحرة الإفريقية التي صادقت عليها في كيغالي سنة 2018، كما أقرت إنشاء خمس مناطق للتبادل التجاري الحدودي، أولها مع موريتانيا في تندوف، إضافة إلى الطريق العابر للصحراء ومشاريع أخرى ذات طابع تنموي، هدفها فك العزلة وفتح آفاق استثمارية جديدة. وأكد أن وسائل الإعلام الوطنية مطالبة بإبراز هذه المعطيات لإضفاء صبغة إستراتيجية على المعرض، باعتباره منصة لرسم مستقبل إفريقيا التجاري، وهو ما ينسجم مع الدور الريادي للجزائر كقاطرة للاقتصاد الإفريقي، حسب ما تؤكده تقارير دولية عديدة.

الاحترافية التزامنا

أما رئيس تحرير يومية «الحوار»، نور الدين علواش، فأوضح أن مؤسسته الإعلامية شرعت منذ الإعلان عن احتضان الجزائر للمعرض، في تحضيرات تحريرية مكثفة لتغطية هذا الحدث القاري، إدراكاً لأبعاده الاقتصادية والدبلوماسية. وأكد أن الطاقم الصحفي ملتزم بتقديم تغطية شاملة ومعمقة تشمل الأخبار والتقارير والتحليلات، إضافة إلى مقابلات مع شخصيات بارزة ومتخصصين، تسلط الضوء على التحديات والفرص في القطاع التجاري، إلى جانب إبراز المبادرات والابتكارات الرامية لتعزيز التجارة البينية.
وأضاف أن التغطية ستشمل عرض أحدث المنتجات والخدمات، مع التركيز على الفرص الاستثمارية والاتجاهات الجديدة في السوق الإفريقية. وختم علواش قائلاً: «نحن واثقون أن هذا المعرض سيمثل فرصة قوية لتعزيز التجارة البينية والتعاون الاقتصادي بين الدول الإفريقية، وسنعمل من خلال طاقمنا الصحفي على تقديم محتوى مميز يعكس أهمية الحدث بالنسبة للجزائر وإفريقيا، ويثري قراءنا بمادة إعلامية غنية وهادفة».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19856

العدد 19856

السبت 23 أوث 2025
العدد 19855

العدد 19855

الخميس 21 أوث 2025
العدد 19854

العدد 19854

الأربعاء 20 أوث 2025
العدد 19853

العدد 19853

الثلاثاء 19 أوث 2025