المختص في تكنولوجيات الإعلام والاتصال.. يوسف شعبان لـ”الشعب”:

استثمـــار يجعـل الجزائــر فاعـلا إقليميـــا فـــي الذكـاء الاصطناعـي

زهراء. ب

 توحيد الجهود الأكاديمية والصناعية لتكريس السيادة الرقمية

أكد المختص في تكنولوجيات الإعلام والاتصال يوسف شعبان، أن شبكة البحث المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، هي خطوة استراتيجية في مسيرة الجزائر نحو نهضة رقمية تستجيب لاحتياجات المجتمع وتحقيق السيادة الرقمية الوطنية.

قال المختص شعبان في تصريح لـ “الشعب” “في وقت يشهد فيه العالم سباقا متسارعا نحو تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوظيفها في مختلف القطاعات، تأتي الشبكة الوطنية للذكاء الاصطناعي DZ-IA، كخطوة تهدف إلى توحيد الجهود الأكاديمية والبحثية والصناعية من أجل الاستفادة من هذه التكنولوجيا الواعدة.
وفي هذا السياق، يرى المختص في تكنولوجيا الإعلام والاتصال، أن نجاح الشبكة في بداياتها يمر عبر تحديد أولويات استراتيجية عاجلة يمكن أن تترك أثرا ملموسا على أرض الواقع، موضحا أن الأولوية الأولى تتمثل في معالجة اللغة العربية واللهجة الجزائرية، لتمكين المواطنين من التفاعل مع الحلول الرقمية بلغتهم اليومية، مستشهدا بتجربة نموذج “DziriBERT” الذي بني على مليون تغريدة جزائرية وأثبت جدوى الاستثمار في هذا المجال.
أما الأولوية الثانية فهي الزراعة الذكية، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي مثلما قال “أن يساعد في توفير ما يصل إلى 30% من المياه وتحسين المحاصيل بنسبة 25% بفضل الطائرات المسيرة والخوارزميات التنبؤية، مستشهدا بما حققته بعض المزارع الدولية في توفير المياه وصلت إلى نسبة 50 بالمائة، مشيرا في هذا الإطار إلى مبادرات محلية مثل تجربة الشركة الناشئة “فيتو” التي طورت تطبيقا لتشخيص أمراض النباتات من خلال الصور.
ويأتي الأمن السيبراني والسيادة الرقمية كثالث أولوية، خاصة في ظل تصاعد الهجمات الإلكترونية، وأكد شعبان أن تطوير حلول سيادية محلية، مثل جدران الحماية وأدوات التشفير، أصبح ضرورة لحماية البنية التحتية الوطنية، مشيرا إلى مبادرات محلية مثل شركة “أوشن سيكيوريتي”.

التحديـــات.. البيانـــات والمهـــارات

لكن هذه الطموحات بحسب المتحدث، تصطدم بجملة من التحديات التقنية والبشرية، بسبب ضعف توفر البيانات الضخمة أبرز العقبات، وهو ما يستدعي مثلما ذكر بناء قواعد بيانات وطنية، مع إمكانية الاستفادة مؤقتا من مكتبات مفتوحة المصدر مثل “SAGDA”، كما أشار إلى نقص الكفاءات المتخصصة، رغم وجود هياكل قوية مثل USTHB، ESTIN وCERIST.
ومع ذلك أبدى المختص تفاؤلا بمستقبل هذا المجال، بعد تخرج أول دفعة من المدرسة الوطنية العليا للذكاء الاصطناعي هذا العام، حيث وصف الفرصة بـ«الذهبية” لدمج هذه المواهب الشابة مباشرة في مشاريع الشبكة.

نحـــو سيـــادة رقميـــة جزائريــة

وأكد يوسف شعبان أن شبكة “DZ-IA” يمكن أن تكون أداة حقيقية لبناء السيادة الرقمية للجزائر، من خلال ثلاث مسارات أساسية هي، تطوير واستضافة منصات ونماذج ذكاء اصطناعي محلية، إنتاج حلول متكيفة مع الاحتياجات الوطنية في الأمن السيبراني، الزراعة ومعالجة اللهجات، وإقامة شراكات بين الجامعات، مراكز البحث، الشركات الناشئة والكبرى مثل سوناطراك.
وأضاف أن إطلاق أول مركز وطني للحوسبة عالية الأداء في وهران يعد قفزة نوعية ستوفر قاعدة قوية للبحث والتطوير، وتضمن بقاء البيانات الحساسة تحت السيطرة الوطنية.

تطبيقـــات قطاعيــة واعــــدة..

ورأى المختص في تكنولوجيا الإعلام والاتصالات أن للذكاء الاصطناعي تطبيقات واسعة في الصحة والتعليم، ففي القطاع الصحي يمكن أن تسهم في التشخيص المبكر للأمراض وإدارة الملفات الطبية الرقمية والطب عن بعد، خاصة مع دخول شبكة الجيل الخامس حيز الخدمة، وهو مفيد خاصة للمناطق الريفية المعزولة.
أما في التعليم، فيمكن للذكاء الاصطناعي أن يوفر تعلما شخصيا للغات والعلوم، وأن يقدم حلولا مبتكرة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، بما يعزز الإدماج ويقلل الفوارق.
وربط يوسف شعبان نجاح شبكة “DZ-IA” بقدرتها على تعبئة الطاقات الوطنية وتوحيد الجهود بين البحث العلمي والصناعة والقطاع العام، مؤكدا أن الجزائر قادرة، من خلال الاستثمار الذكي، على أن تكون فاعلا إقليميا في مجال الذكاء الاصطناعي، وأن تبني سيادة رقمية حقيقية تواكب رهانات المستقبل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19893

العدد 19893

الأحد 05 أكتوير 2025
العدد 19892

العدد 19892

السبت 04 أكتوير 2025
العدد 19891

العدد 19891

الخميس 02 أكتوير 2025
العدد 19890

العدد 19890

الأربعاء 01 أكتوير 2025