تشتغل بمعدل 12 ساعة في اليوم.. إرادة امرأة تتحدى أمواج البحر

لا تترك السيدة ربيعة زروقي صغيرة ولا كبيرة إلا وخصتها بالمتابعة، سواء في العمل كمديرة للصيد البحري والموارد الصيدية لولاية الجزائر، أو في بيتها، حيث تحرص على رعاية أسرتها. تتميز بطاقة كبيرة أهلتها لتبوء مركز مسيرة قطاع يرتبط بالحياة اليومية للمجتمع وأصبح وجهة اقتصادية بامتياز، مدركة التحديات ولا تبخل بصرف الطاقة اللازمة لانجاز المهمة بإتقان وتفان. تروي لنا يومياتها المهنية بمناسبة حوار أجريناه معها وتزامن مع أسبوع اليوم العالمي للمرأة، فتقول « أحرص على الوصول إلى مكتب العمل باكرا للقيام بالعمليات الإدارية اليومية لمختلف المصالح، ثم الإشراف على اجتماعات مبرمجة تتعلق بمتابعة حركية القطاع» الذي أصبح حلقة فاعلة في المشهد الاقتصادي. في الظهيرة تتنقل السيدة زروقي وفقا لمخطط عمل مدروس إلى الميدان حيث تتواصل مباشرة مع الصيادين ومختلف المهنيين المتدخلين في النشاط سواء منتجين إداريين أو مراقبين، ذلك أن همها الأول أن تستمر الحركية في الاتجاه الأفقي نحو السوق والمستثمرين والعمودي نحو الوصاية للحفاظ على وتيرة عمل منسجمة. التزاماتها كمديرة ولائية تقتضي المشاركة في اجتماعات الهيئة التنفيذية قبل أن تعود إلى مكتبها في آخر النهار وأحيانا بداية الليل لإتمام العمل مثل معالجة المراسلات، توقيع الوثائق والرد على المكالمات والبريد الالكتروني. كل هذا لا ينقص من عزيمتها قيد أنملة. بمجرد أن تعود إلى بيتها تتولى القيام بمهام الزوجة والأم بكل حب ترافقها ابتسامة تشع حول أفراد أسرتها لتتزود بالقوة اللازمة لمواصلة النشاط. لا يتسلل إليها التعب أو الشعور بالإعياء، فتقاوم بالمبادرة والعطاء، الأمر الذي يميزها بروح المبادرة وانجاز العمل في وقته. بالنسبة لها، إنها مسالة ثقافة تسهر على تكريسها حولها حيثما وجدت. رغم أن محيطها المهني رجالي إلا أن المرأة التي تعير للمسؤولية حق قدرها، لم يسبق ان شعرت بغربة في هذا الوسط، عرفت كيف تبني علاقات عمل وتنسيق مع مختلف الفئات المهنية من صيادين ومستثمرين ومتعاملين، فكتبها مفتوح طوال الوقت والرد يكون مباشرا إما باتخاذ قرار أو تقديم توجيه أو توضيحه للمعنيين، ولا تبخل في ذلك حتى أيام العطل الأسبوعية، فبالنسبة إليها لا مجال للبيروقراطية في زمن السرعة الاقتصادية، وبالتالي لا يمكن ترك أي مجال لمشكل محتمل يثور في القطاع. تشتغل السيدة زروقي وهي حائزة لشهادة مهندس دولة (تخصص حماية الطبيعة) من معهد العلوم الفلاحية بالحراش سابقا، بمعدل 12 ساعة في اليوم وأحيانا أكثر، قناعة منها أن القطاع الذي تديره بالعاصمة يكتسي أهمية في تنشيط النمو بخلق الثروة أو توسيع مساحة التشغيل لفائدة الشباب الذين تصغي إليهم وترافقهم بإرادة ايجابية. كل تلك القيم المهنية والإنسانية التي تحملها أهلتها لانتزاع احترام وتقدير محيطها الوظيفي والمهني، وتقول «لو تتكرر التجربة سأعيدها بفخر خدمة للاقتصاد الجزائري»، مؤكدة أن العلاقة بين المرأة والرجل في قطاع الصيد يقدمان الإضافة المطلوبة سواء في المجال الإداري أو في موانئ الصيد التي يمكن للعنصر النسوي آن يقتحمه بمشاريع استثمارية فردية أو تشاركية. للإشارة تحصلت زروقي ربيعة على ماجستير (البيئة البحرية) لتتولى التعليم منذ 1987 بمعهد الصيد وتربية المائيات بالعاصمة، ثم تدير مدرسة في نفس التخصص ببني صاف من 2004 إلى 2008.، قبل أن تشرف لمدة سنة على التكوين بوزارة الصيد البحري. وفي 2009 تم تكليفها بمنصب مديرة الصيد بولاية الجزائر حيث تحرص على أداء المهمة إلى اليوم بروح بناءة وانفتاح على محيطها الاقتصادي والاجتماعي، واضعة العلاقة الإنسانية في صميم يومياتها.
سعيد بن عياد   

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024
العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024