دعم الأسعار يجب أن يصل إلى مستحقيه الحقيقيين

أكد أستاذ الاقتصاد بالمدرسة العليا للتجارة ان الجزائر تواجه صدمة مالية خارجية منذ منتصف السنة الفارطة حينما بدأت أسعار البترول في التراجع بشكل منتظم، مضيفا في ندوة نقاش أنه إذا استمرت الوضعية كما هي خلال العام الجاري سيعرف ميزان المدفوعات عجزا، الأمر الذي يفرض حتما اللجوء إلى استعمال جزء من احتياطي العملة الصعبة.
غير انه أشار قائلا: “صحيح لدينا حاليا أوراق يمكن أن نوظفها لتفادي أي طارئ في المدى القصير ( تغطية احتياجات سنتين). وبدون إعادة النظر في السياسات الخارجية ( استخدام الاحتياطي) والداخلية (استخدام مخزون الدينار) سوف تشتد تأثيرات الصدمة”، معربا عن اعتقاده “ أن الوقت حان لكي تقرر السلطات العمومية مراجعة الخيارات مع الحرص على ضمان استقرار الجبهة الاجتماعية. وفي هذا الإطار، أشير إلى مراجعة الدعم وضبط مسار التحويلات الاجتماعية. أقصد انه لا ينبغي إلغاء دعم الأسعار للمواد الأساسية لكن يجب الحرص على أن يذهب الدعم إلى مستحقيه الحقيقيين”.
وبرأيه يمكن الرجوع إلى سياسة الأسعار الحقيقية لكن يتطلب القيام بعمل في العمق وبشكل واسع ودقيق من أجل تحديد الفئات التي تحتاج إلى الدعم، علما أن الدعم الشامل يستفيد منه بشكل مباشر من لا يستحقه ممن لديهم مداخيل كبيرة، بل يجب الأخذ في الاعتبار أيضا استفادة شبكات التهريب عبر الحدود من مناخ الدعم العمومي للأسعار ( وهو أمر يعلمه الجميع)، خاصة وان في بلدان مجاورة للجزائر توجد مشاكل وقلاقل تشجع على المضاربة والتهريب في غياب الاستقرار.

الثقة
 في الكفاءات

في ظل التحديات الاقتصادية القائمة في الوقت الراهن وكون الجزائر في حاجة إلى إقلاع اقتصادي قوي.. هل فعلا مازال يتخوف من السير بوتيرة سريعة نحو تجسيد استثمارات وطنية في بلدان أجنبية؟.. وأين يكمن السبب هل المشكل مرجعه ضرورة توفير الكفاءات أم يتمثل في مسألة الثقة؟ التي من شأنها أن تفتح أبواب الاستثمار أمام القادرين على تحقيقه؟  

بدا الدكتور محمد الشريف إيلمان، أستاذ الاقتصاد بالمدرسة العليا للتجارة، مقتنعا في قدرات الكفاءات الجزائرية من الشباب ملحا على ضرورة منحهم الفرصة والوقوف إلى جنبهم بالمرافقة والرقابة، وفي رده على الإستفهامات السابقة نفى الدكتور وجود أي مشكل للكفاءة كي نقوي ونكثف من استثماراتنا الوطنية خارج وداخل الوطن، واستشهد على تأكيداته بوجود إطارات جزائرية تخرجت من المدارس الوطنية تنشط على مستوى الأسواق العالمية عقب نزوحها واستقرارها خارج الوطن ولديها مستوى عالٍ يضاهي مستوى الإطارات في الدول المتقدمة ومن بينها إطارات عملت في بنوك أجنبية في الجزائر ثم حولت بعد رسكلتهم إلى الخارج وفي بنوك عالمية، ولم يخف وجود كفاءات لم تمنح لها الفرصة. وشدد الدكتور إيلمان على ضرورة أن يتم وضع الثقة في أبناء الجزائر وكذا في الإطارات عن طريق منحهم الفرصة ومرافقتهم ومراقبتهم، لأنه لا يوجد أي مشكل ولا تخوف إذا منحت الشاب الثقة وراقبته، فالرقابة ضرورية ولا تعني أنه لا أضع فيك الثقة كونها تمنح الاطمئنان، وخلص إلى القول في هذا المقام أنه حان الوقت كي نضع الثقة في أبناء الجزائر.  
وتحدث أستاذ المدرسة العليا للتجارة عن وجود بعض المستثمرين الجزائريين الذين غامروا بالاستثمار في الخارج رغم أنهم واجهتهم عقبات ونجحوا.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024