سنوسي نائب رئيس نقابة وكالات الأسفار يحدّد جوانب ضعف وقوّة السياحة

الحل في إنهاء مشكلة منح التأشيرة وإطلاق الجوية الجزائرية رحلات «شارتر»

حاوره: سعيد بن عياد

1600 مشروع في شكل منتجعات وفنادق بمختلف التصنيفات في طور الانجاز

أوضح الياس سنوسي نائب رئيس النقابة الوطنية لوكالات الأسفار في تشخيصه للمؤشرات الراهنة للسوق السياحية أنه لا تزال السياحة الجوارية الاستقبالية على درجة من الاحتشام كي لا نقول ضعيفة، ويرجع هذا ـ حسبه ـ إلى جملة من الأسباب أبرزها:
- صعوبة الحصول على التأشيرة خاصة بالنسبة للزبائن من أوروبا الذين تتوفر فيهم عناصر الطلب على السياحة الجزائرية خاصة خلال فصل الشتاء.
 ـ غلاء أسعار تذاكر الطيران لعدم وجود خدمة النقل بصيغة «شارتر» أي الرحلات الليلية ذات الأسعار المعقولة والتي تشجع على السفر نحو بلادنا بحيث أن تنافسية الأسعار تصنع الفارق في السوق.
ـ نقص فادح في المرافق المخصصة للإيواء ونقص في مستوى تقديم الخدمات المختلفة بمعايير عالمية.
ـ عدم مساهمة البعثات الدبلوماسية عبر مختلف الوجهات في العالم في تنمية مسارات الترويج لوجهة الجزائر وهو ما نام لأن يعرف تصحيحا بحيث تساهم الدبلوماسية الاقتصادية في التعريف بمقومات السياحة في الجزائر خاصة وان البطاقة جاهزة ترتكز على معطيات طبيعية وثقافية واجتماعية جذابة.
غير أنه بالمقابل سجل في حوار ـ «الشعب» ان هناك مؤشرات ايجابية تتمثل خاصة في جملة المشاريع الجاري انجازها في مجال النهوض بهياكل الاستقبال، حيث يوجد حاليا 1600 مشروع في شكل منتجعات وفنادق بمختلف التصنيفات في طور الانجاز. لكن يبقى في رأيي جانب التكوين والتأهيل في مرحلة تتطلب العمل لاستدراك التأخر المسجل حول المرافق السياحية القادمة إلى السوق في المديين القريب والمتوسط تحتاج إلى يد عاملة مؤهلة وذات تكوين عال. في هذا الإطار نطلب العمل بسرعة لمعالجة مسألة منح التأشيرة حتى تكون تلك المشاريع على درجة من المردودية عن طرق استغلالها بشكل كامل مع الانتقال إلى العمل بنظام المعالجة الالكترونية.
الاستقرار والطمأنينة عنصر جوهري
وبالمناسبة أشار محدثنا إلى أن الخطوط الجوية الجزائرية الناقل الوطني يمكنها أن تستفيد من هذه الديناميكية وهو ما نريده كمتعاملين وطنيين بإطلاقها لرحلات ليلية تربط أوروبا بالمناطق السياحية الخلابة في صحرائنا والى المطارات القريبة المدن ذات الطابع السياحي في الساحل. كما يراهن على مرافقة كل هذا التوجه ضمن برامج منسجمة وذات جدوى بإعلام سياحي نوعي يحقق القيمة المضافة في معادلة السوق السياحية من اجل تثمين مقومات السياحة في بلادنا ذات التنوع، علما أن الاستقرار القائم والطمأنينة التي عادت عنصر جوهري في التوجه الجديد لبعث السياحة كأحد ركائز النموذج الاقتصادي الجديد.
وعن تقييمه لمعرض السياحة والأسفار الذي نظم مؤخرا واستقطب اهتمام المتعاملين والجمهور اكد محدثنا ان المعرض اظهر مؤشرات ايجابية تعكس مدى إرادة الحكومة في وضع السياحة ضمن أولوياتها في الظرف الراهن وفي المستقبل.
 وأشار إلى أن حضور الوزير الأول رفقة 6 أعضاء من حكومته كان انعكاس طيب وصدى مشجع  يؤكد نجاعة خيار اعتماد الاستثمار السياحي أحد البدائل الممكنة والتي في المتناول لتجاوز الظرف الراهن المثقل بتداعيات الصدمة المالية الخارجية الناجمة عن انهيار أسعار النفط.
ورصد عنصر ايجابي آخر يتمثل فيما حملته التظاهرة لأول مرة مشاركة دول من قارات عديدة مثل كينيا إلى جانب فنزويلا والمكسيك، مما يبرز مدى الفرص التي تتاح على مستوى الشراكات المتعددة لكسب حصص في السوق العالمية للسياحة ووضع وجهة الجزائر في صدارتها لاستقطاب الوافدين من مختلف فئات الزبائن، خاصة الفئات ذات القدرات المالية والتي تفضل سياحة المغامرة وتبحث عن اكتشاف مناطق وثقافات جديدة.
وتأكيدا لنجاح المعرض فقد سجلت عدة صفقات وعقود الأمر الذي يبعث على التفاؤل بشأن مستقبل السياحة في الجزائر، حيث كل العناصر اللازمة للنمو متوفرة بما في ذلك تطور الذهنية الاجتماعية بعودة الوعي لدى الشارع بأهمية التعامل مع السائح المحلي أو الأجنبي بروح اقتصادية فالسائح بمثابة المحرك لدواليب الاقتصاد من القرية إلى المدينة كون حسن ضيافته والترحيب به يساهم في الرفع من انفاقه ونقل صورة طيبة عن الجزائر إلى محيطه.
الأسعار مرتفعة في انتظار جودة الخدمات
وفي رده على سؤال يتعلق باتهام وكالات السياحة والأسفار بتصدير السياح بدل استقدامهم  اعترف محدثنا قائلا «هذا صحيح فالوكالة إذا لم تشتغل تضطر للتوقف عن النشاط بكل ما ينجر عنه من ضياع لمناصب عمل»، وأضاف يقول «الواقع كما يقول المثل» مكره آخاك لا بطل «في مسألة السياحة الموفدة». ولأن الخدمات تعتبر العنصر الجوهري في سوق السياحة فإن تقدير مستويات الخدمات السياحية يكون وفقا لقاعدة العرض والطلب، وحاليا لا يزال العرض قليلا في انتظار أن تقلب المعادلة من خلال بذل جهود مضاعفة على صعيد التحسين المستمر للخدمات باعتبار المنتوج يباع في طول السنة ومن ثمة فإن البقاء يكون للأفضل مستقبلا. غير أن الملاحظ في الظرف الراهن وفقا لتشخيص نائب رئيس نقابة وكالات الأسفار أن الأسعار في سوق السياح مرتفعة جدا كون العرض أقل من الطلب وأؤكد أننا لسنا راضون على تشكيلة الأسعار المطبقة لأن الغلاء لا يباع مرتين كما أنه لا يشجّع على العمل.
مشكلة هياكل الاستقبال نحو الزوال
أما بشأن معضلة هياكل الاستقبال فإن المشكلة حسبه تتجه للزوال بفضل إقبال المستثمرين على انجاز مشاريع مستفيدين من التسهيلات الهامة التي سطرتها الدولة للقطاع، كما أن البيروقراطية فقدت ثقلها تقريبا بفضل اتخاذ وزارة القطاع قرارات حققت نتائج ملموسة فمثلا لم يعد يستغرق اجل دراسة ملف استثمار في السياحة والرد على صاحبه أكثر من أسبوع فيما تقلصت الوثائق المطلوبة من 12 وثيقة إلى وثيقتين فقط ومن ثمة فإن  النتائج تكون حتما مشجعة على اعتبار السياحة مثل الدواء بالنسبة للاقتصاد المعتل بداء التبعية للمحروقات.
وعن سؤال حول عدم الاستفادة من تدهور أوضاع بعض الوجهات السياحية في العالم حيث اعتبر سنوسي الياس أن السؤال وجيه حقيقة ويتطلب معالجة بمساهمة من كافة المتعاملين في سوق السياحة، وصرّح يقول حول الموضوع «ببساطة لم نكن على درجة من الجاهزية من كافة النواحي لذلك فإن أي برنامج سياحي لا يبنى على «الانتهازية» إنما يرتكز على استراتيجية دقيقة تقوم على دراسة مستقبلية للأسواق».

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024