أمال سحور «مؤسسة سوكوفال»

«نتطلع لاقتحام أبعد الأسواق والتصدير خبرة واحترافية»

فضيلة بودريش

تمكّنت أمال سحور  صاحبة مؤسسة «سوكوفال» المختصة في تحويل وتعبئة وتصدير التمور، من اقتحام الأسواق الخارجية البعيدة ومنافسة العديد من المنتجين الكبار في الخارج بفضل إرادتها وحنكتها، وإصرارها على طرح المنتوج الوطني على مستوى أبد نقطة من العالم، لم تثنها يوما العراقيل الداخلية والتحديات الخارجية عن التراجع في ممارسة التصدير، الذي بات جزء من حياتها وأحلامها، رغم أن تخصصها ودراستها كانت في مجال الطب وليس التجارة، بل بالإرادة صارت تصنف ضمن المصدرين المحترفين، الذين يشرحون الأسواق بالدراسة والتحليل قبل خوض منافستها، واليوم لديها مفاتيح التواجد الفعلي في قلب الأسواق الخارجية الاستراتجية، حتى وإن كانت بعيدة، ومطلعة على الأسرار الحقيقية للتصدير.
بداية مسار الطبيبة أو المصدرة أمال سحور مع التصدير،  كانت باكرا أي قبل 25 عاما تقريبا، على اعتبار أن تصديرها لأول حاوية، كان نحو فرنسا عام 1993، اعترفت أن عملية التصدير كانت جد صعبة بالنظر إلى الظروف الأمنية والاقتصادية، التي كانت تمر بها الجزائر آنذاك، في ظل صعوبة التنقل نحو الجنوب والنقل وكذا الخروج إلى الميدان كامرأة كان لا يخلو من الصعوبة، وذكرت أنه لولا وقوف زوجها وعائلتها إلى جنبها، لما كللت تجربتها بالنجاح، حيث تقبلوا غيابها لفترات طويلة، سمحت لها باكتساب تجربة معتبرة منحتها القوة ورفعت من خلالها التحدي، علما أن شركتها لا تسوق نحو الأسواق المحلية بل تركز وتستهدف الأسواق الخارجية، ومنذ أول عملية تصدير تعلقت بهذه المهنة وأحبتها بشدة، وقررت أن تتميز وتحقق النجاح وبالفعل اليوم، تمكنت من التواجد في أسواق أوروبية، مثل فرنسا وألمانيا وروسيا وفي أستراليا وكذا في آسيا، من خلال التصدير إلى الصين وبنغلاداش وتايلاندا ونحو كندا وموريتانيا ومالي، وتتأهب بالموازاة مع ذلك لدخول أسواق الولايات المتحدة الأمريكية.
ولم تبخل المصدرة بالنصائح، لكل من ينوي التوجه نحو التصدير، حيث قالت اكتسبنا الخبرة والاتصالات، علما أنها تتطلع لتسويق النوعية وليس الحرص على الكمية، لأن مهنة التصدير صعبة كثيرا حسب تقديرها، كونها كانت طبيبة وامرأة والميدان آنذاك كان يقتصر على الرجال، واشترطت حب مهنة التصدير من أجل النجاح والتحلي بالإرادة، انطلاقا من خبرتها على اعتبار أنها  كانت، تتوجه نحو الحقول وتختلط بالفلاحين وتنهل منهم الكثير، وتعلمت أسرار التخزين وفوق ذلك اطلعت على تقنيات التعليب والتسويق، حتى عندما تكسب سوقا تحافظ عليها، وهذا ما جعلها تقتحم أسواقا بعيدة وبفضل تحسينها للنوعية وظروف العمل، بداية من التقاط التمر إلى غاية تناوله.
وعكفت سحور على تشريح صعوبات التصدير على مستوى السوق الداخلي والأسواق الخارجية، فمحليا، أوضحت المصدرة أمال سحور أنه يسجل النقص في نوعية المنتوج، وعندما يتم انتقاء التمر يتم نزع الكمية التي لا يمكن تصديرها ما يجعل تكلفته  ترتفع، إلى جانب أن التمور تحتاج إلى يد عاملة بشرية وتسجل نقصا محسوسا، في ظلّ الاستحالة في استعمال الآلات وكذا النقل المتذبذب، أمام غياب نظام معين، وأما فيما يتعلق بالصعوبات الخارجية، تطرقت إلى الأزمة العالمية التي أثرت على  القدرة الشرائية للمستهلك في العالم، يضاف إلى كل ذلك أن عملية تصدير التمور تواجه منافسين شرسين للجزائريين، من بينهم المصدريين التونسين وكذا من الخليج العربي والعراق، لأنهم يطرحون أسعارا جد منخفضة.
الجدير بالإشارة، فإن المصدرة سحور التي كان مجال تخصصها الطب، تصدر أنواع عديدة من التمور، حيث تقوم في مؤسستها المختصة في التحويل والتعبئة والتي افتكت المطابقة لشهادة المعايير «ايزو 22000» منذ عام 2016 بتسويق أجود ما تنتج واحت التمور الجزائرية. ويتواجد مقر المؤسسة بولاية قسنطينة، حيث تصدر ما معدله 500 طن من التمور سنويا، نحو كندا وروسيا والإمارات العربية المتحدة واستراليا والصين وألمانيا وتسعى إلى التصدير في الأيام القليلة المقبلة نحو الولايات المتحدة الأمريكية.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024