«محمد العربي بن مهيدي( 1954-1956)» للدكتور إبراهيم:

دراسة بيوغرافية تكشف حقائق جديدة عن حياة الشهيد

سهام بوعموشة

يعد كتاب: «محمد العربي بن مهيدي، قائد المنطقة التاريخية الخامسة 1954-1956، وثائق أرشيفية، شهادات حية، حقائق جديدة»، للدكتور بن عبد المؤمن إبراهيم الصادر في 04 جوان 2019، إحدى الدراسات البيوغرافية التي كتبت عن الشهيد البطل بالتفصيل وأماطت اللثام عن حقائق جديدة من حياته، معتمدا في ذلك على شهادات حيّة ممن عايشوه، وكذا رصيد أرشيفي وثائقي ساعده على معرفة بعض الجوانب المجهولة من سيرة الشهيد في المنطقة الخامسة، مما سيدعم المكتبة التاريخية الجزائرية، حيث فاز الكتاب بالجائزة الأولى في مسابقة أول نوفمبر التي نظمتها وزارة المجاهدين، سنة 2018.
في هذا الصدد، أوضح بن عبد المؤمن أنه، من الصعب الكتابة عن رجالات وقادة الثورة الجزائرية الأوائل ورصد تحركاتهم في ظل عدم توفر الوثائق اللازمة، نظرا للسرية التامة والحذر المطلق الذي تميزت به الثورة في سنواتها الأولى، ومما يزيد من الأمر تعقيدا على الباحث هو استشهاد ووفاة غالبية الفاعلين التاريخيين الأوائل، وذهاب جزء كبير من الذاكرة معهم، وهذا يشكل عراقيل لإعادة تركيب الحادثة التاريخية، لاسيما وأن العديد من الجوانب في حياة الشهيد ما تزال مجهولة.
وأضاف أن غالبية الدراسات التي تطرقت إلى سيرة الشهيد، ركزت على دوره في انعقاد مؤتمر الصومام في 20 أوت 1956، وفترة إقامته بالجزائر العاصمة بصفته مكلفا بالعمل الفدائي في لجنة التنسيق والتنفيذ، وبصمته الكبيرة في التحضير لإضراب الثمانية أيام. حيث قسم دراسته إلى ثلاثة فصول: الأول جاء بعنوان: «محمد العربي بن مهيدي في العمالة الوهرانية وترتيبات تفجير الثورة في الغرب الجزائر أي المنطقة الخامسة»، وقد تناول في هذا الفصل نشاط الشهيد في بعض مدن الغرب الجزائري، بصفته واحدا من قدماء المنظمة الخاصة.
أما الفصل الثاني، جاء تحت عنوان: «نشاط العربي بن مهيدي في المنطقة الخامسة بين التسليح وإعادة التنظيم»، تناولت فيه مساعيه في إعادة تنظيم المنطقة بعد اكتشاف غالب خلاياها، كما تتبع الباحث نشاطه في تسليح المنطقة وأثر تنقله الإيجابي إلى مصر بعد شهرين من اندلاع الثورة، وتحضيراته لإعادة بعث النشاط الثوري المتوقف.
في حين الفصل الثالث والأخير حمل عنوان: «دور العربي بن مهيدي في هجومات 1 أكتوبر 1955 وأثر نشاطه على الثورة محليا ومغاربيا»، حيث تطرق المؤلف للتحضير لهجومات أكتوبر ذات الطابع المغاربي، وأهم الأعمال والمعارك التي تلتها، ومواقف فرنسا منها وكذا نشاطات بن مهيدي المتفرقة إلى غاية انتقاله إلى العاصمة في ماي 1956. وقد اختتم البحث بمجموعة من الإستنتاجات والخلاصات التي استقرأها، معتمدا على الأدلة والوثائق والتحليل والمقاربة والإستقراء، مستعينا بالمصادر والمراجع المختلفة، منها الأرشيف الخاص لسابق محمد السيناتور السابق عن جبهة التحرير الوطني وابن الشهيد سابق محند ولد حامد المدعو الفقيه أحد نواب العربي بن مهيدي في منطقة روبان بالزوية ببني بوسعيد الحدودية التابعة لولاية تلمسان حاليا، وهو أرشيف قيّم يحوي حقائق مهمة عن تحركات بن مهيدي ونوابه من أجل التسليح، قال المؤلف.
بالإضافة للشهادات الحيّة لنواب الشهيد كشهادة الحاج بن علا في كتاب «فرسان الحرية» لمحمد عباس، وشهادة الدكتور محمد قنطاري، والرائد أحمد مستغانمي في الملتقى الوطني الأول لكتابة تاريخ الثورة المنشورة بمجلة أول نوفمبر، وشهادة الراحل المجاهد أحمد الوهراني، وكذا المذكرات الشخصية منها مذكرات المجاهد محمد بعوش، ولقاءات مع مجاهدين ومجاهدات، منها شهادة دحماني فاطنة زوجة العيد بن حمو التي استقبلت بن مهيدي في بيتها، عشية اندلاع الثورة، وشهادة سي علال الثعالبي الذي كان منسقا بين الداخل والخارج مع المرحوم محمد بوضياف في المغرب الأقصى، وشهادات أخرى.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024