«الشعب» تقف عند لغم إرهاب الطرق بعاصمة الاوراس باتنة

حوادث مرور قاتلة وأرقام في تزايد مستمر رغم التحسيس

باتنة: حمزة لموشي

 

 عشرات  النقاط السوداء و «البريكولاج»  الحقيقة المرة 

ترجع مختلف الأرقام والإحصائيات التي تقدمها المصالح المعنية بعاصمة الأوراس باتنة، خاصة الأشغال العمومية والمصالح الأمنية أهم أسباب حوادث المرور إلى اهتراء شبكة الطرق وقدمها وكذا كثرة الممهلات الموضوعة بطرق غير تقنية، في شبكة تمتد على مسافة تفوق 3 آلاف كيلومتر، ألفان منها فقط معبّدة والباقي عبارة عن مسالك ترابية مهترئة، مرّت سنوات طويلة على عدم تهيئتها.

 هذا الأمر حول هذه الطرق إلى نقاط سوداء بالولاية، تتمثل أساسا في منعرجات أو مرتفعات زادت من معاناة مستعمليها من جهة وتسببت  في حوادث مرور قاتلة، من جهة أخرى، دون الحديث عن الأعطاب الكثيرة والخطيرة التي تسبّبها لمختلف المركبات، التي يعزف أصحابها عن استخدام هذه الطرق، التي تشهد حوادث متكررة.
وتمتلك الولاية، حسبما أفادت به مدير الأشغال العمومية في تصريح سابق لجريدة «الشعب»، 254 منشأة فنية موزعة على الطرق الوطنية بـ 804.3 كلم، و130 منشأة فنية بالطرق الولائية بـ 650.5 كلم و81 منشأة فنية بالطرق البلدية، إضافة إلى إنجاز ازدواجية الطريق الوطني رقم 03 على مسافة 15 كلم، حيث تبذل ذات المصالح مجهودات كبيرة لتحسين شبكة الطرق وإعادة الاعتبار لتلك المهترئة وفتح منافذ مرور جديدة، للحد من النقاط السوداء المسجلة، حيث تمّ استلام خلال سنة 2018، مجموعة من المشاريع المهمة والمتعلقة أساسا بإنجاز، إصلاح وصيانة طرق وطنية، ولائية وبلدية وتزويدها بالإنارة العمومية بهدف تدعيم وتحسين هيكل الطريق وضمان راحة مستعمليه، وفك العزلة عن مواطني القرى والمشاتي.

منشآت فنية حيوية تحتاج إلى صيانة دورية

وضعية طرق ولاية باتنة، والنقاط السوداء المنتشرة فيها دفعت بساكنة الولاية إلى مطالبة السلطات المعنية بضرورة إنجاز محولات مرور جديدة وطرق إضافية خاصة تلك المزدوجة كالطريق الوطني رقم 03 بين عين التوتة وسقانة مرورا ببلدية تيلاطو، والذي يعتبر فعلا نقطة سوداء، بسبب العدد الكبير لحوادث المرور التي يسجلها سنويا، حيث لا تزال حادثة مصرع عائلة بأكملها عالقة في الأذهان.
وكانت مصالح مديرية الأشغال العمومية لولاية باتنة، قد سجّلت العام المنصرم أزيد من 20 نقطة سوداء وخطيرة بشبكة الطرقات بولاية باتنة، أغلبها خطيرة وتهدد حياة السائقين، على غرار الطريق الوطني رقم 3 الذي يربط 8 بلديات، واعتمدت ذات المصادر على إحصائيات مختلف مصالح الأمن المختصة من درك وشرطة وحماية مدنية، كون هذه الطرق في أجزاء منها عبارة عن منعرجات خطيرة وتفتقر لإشارات المرور على مستوى مخارج المحاجر بإقليم بلدية عين التوتة التي تعرف حركة مرور مكثفة،  ونفس الشيء بالنسبة للطريق الوطني رقم 78 الرابط بين 10 بلديات غرب ولاية باتنة، ويعرف شقه الرابط بين بومقر وبريكة حوادث مرور مميتة، إلى جانب المنحدرات الخطيرة على مستوى الطريق الوطني 77 الرابط بين باتنة ومروانة، وبالجهة الشرقية للولاية يعتبر الطريق الوطني رقم 87 ببلدية تيغرغار مشكلة تؤرق السائقين والمارة على حد سواء بسبب تساقط الصخور.
بدورها مصالح المجلس الشعبي الولائي لباتنة كانت قد دقت ناقوس الخطر، وأحصت عبر لجانها أزيد من 11 نقطة سوداء ببلدية عيون العصافير، في نقطة التقاطع بين الطريق الوطني رقم 88 بالطريق البلدي مريال، وبلدية جرمة عند تقاطع الطريق الولائي 165 مع خط السكة الحديدية والطريق البلدي المعذر، إضافة إلى النقطة السوداء المتواجدة بتقاطع الطريق الوطني رقم 78 مع الطريق البلدي عين الدفيلة ببلدية بيطام، وهو ما يلاحظ ببلدية عين التوتة عند تقاطع الطريق الولائي رقم 13 بالطريق البلدي المؤدي إلى بني فضالة، وببلدية القصبات عند تقاطع الطريق رقم 10 مع الطريق الولائي رقم 9 التي صنفت كنقطة سوداء إضافة لبلديات الجزار، عزيل عبد القادر وأولاد عمار بمنطقة بريكة.

الدّرك يحصي 7 نقاط مرورية قاتلة

من جهتها، مصالح المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بباتنة، كانت قد سجّلت خلال العام المنصرم، المئات من حوادث المرور الأليمة، أرجعت أغلب أسبابها إلى 7 نقاط سوداء، بطرق باتنة الوطنية منها والولائية، الأمر الذي استدع دق ناقوس الخطر حسبما أفاد به قائد المجموعة المقدم كريم حداد.
وأشار حداد في تصريح سابق لـ «الشعب»، خلال عرض الحصيلة السنوية، إلى أن هذه النقاط السوداء التي كانت سببا مباشرا في حوادث المرور للسنة الماضية 2018، تسبّبت في 331 حادث مرور 27 منها قاتل، وتتواجد 3 من هذه النقاط السوداء على مستوى الطريق الوطني رقم 28، الرابط بين ولايتي باتنة والمسيلة، في منطقة مشتة العزلة ببلدية سقانة ومشتة القرايد بإقليم بلدية بريكة، وأخيرا مشتة لوشاشنة بعين التوتة.
وتمّ أيضا تسجيل نقطتين على مستوى الطريق الوطني رقم 75 بمنطقتي ملال ببلدية سريانة ومشتة مسعودي ببلدية زانة البيضاء، يضاف لها نقطتين سوداوين على مستوى الطريق الوطني رقم 03 بمنشتة الزراولة بعين ياقوت ومشتة عين السخونة ببلدية جرمة.
ورغم ذلك فقد انخفض عدد النقاط السوداء بطرق باتنة مقارنة بسنة 2017 من 17 إلى 7 نقاط سوداء، وذلك بفضل تكثيف تواجد أفراد الدرك الوطني من خلال السدود والدوريات عبر هذه النقاط والمقاطع في النهار وخلال الفترة الليلية، واستغلال الوسائل التقنية كالرادار والسيارة المموّهة من أجل التقليل من حوادث المرور في هذه المناطق، وكذلك التنسيق الدائم مع السلطات الإدارية خاصة مديرية الأشغال العمومية من اجل وضع ممهلات وحواجز في هذه النقاط حسب خصوصيتها.
وأشار المقدم حداد إلى لعب الرقم الأخضر 1055 لدور هام في التقليل من حوادث المرور، والذي لقي استحسانا كبيرا من طرف المواطنين، وتجاوبا من خلال عدد المكالمات الواردة إلى مركز العمليات بمقر المجموعة، خاصة وأن معظم المكالمات الهاتفية تتعلق بالتبليغ عن حوادث المرور والمقدرة بـ 484 مكالمة، قامت وحدات المجموعة الإقليمية بباتنة بـ 750 تدخل لفائدة المواطنين خاصة مستعملي الطريق بينما حولت 660 مكالمة إلى مصالح أمنية أخرى كالشرطة والحماية المدنية.  

نحو التّقليل من عدد وخطورة النّقاط السّوداء بطرق باتنة

والجدير بالذكر هنا، أن اختصاص الدرك الوطني بحسب الإقليم في المناطق الريفية والشبه حضرية، يقدّر بنسبة تغطية 89.8 بالمائة، وذلك على مساحة 7673.68كلم² ريفية و3005.59 كلم² شبه حضرية، في حين تعد 42.9 بالمائة من إجمالي عدد السكان بالولاية من اختصاص الدرك الوطني، أي ما يقدّر بـ 513577 نسمة.
هذه المشاكل التي تعاني منها شبكة الطرق بالولاية، دفعت الجهات المعنية إلى اتخاذ جملة من الإجراءات على غرار برمجة انجاز العديد من المشاريع التنموية الهامة، انطلقت خلال هذه السنة، ارتبطت في مجملها بصيانة الطرق البلدية، منها ما تمت المصادقة عليها من طرف اللجنة الولائية للصفقات العمومية، وهي في مرحلة رفع التحفظات والالتزام بها، على غرار إنجاز معبر على الطريق الرابط بين أولاد زياد وتينيباوين، واختتام الطريق الرابط بين الطريق البلدي لازرو وعين ياقوت نحو مشتة تاقليلت الدهرة حدود بير الشهداء على مسافة 900 متر طولي، وكذا انجاز الطريق الرابط تيمقاد نحو مشتة تيسيكي الشطر الأول على مسافة 1000 متر طولي، وإعادة الاعتبار للعديد من الطرق.
وفيما يتعلق بالمشاريع المتوقع استلامها خلال السنة الجارية، أشارت مديرية الأشغال العمومية إلى ازدواجية الطريق الوطني رقم 28 على مسافة 17 كلم من بلدية الجزار إلى حدود ولاية المسيلة، وإعادة الاعتبار للطريق الوطني رقم 03 على مسافة 15 كلم حصة الطريق، و15 كلم أخرى حصة الخرسانة الإسمنتية.
وبالنسبة لصيانة طرق البلدية الشطر الأول، فمن المتوقع حسب ذات المصادر استلام مجموعة من المشاريع، منها ما هي حاليا في مرحلة الالتزام كإنجاز الطريق الرابط بين تازولت ولارباع على مسافة 23 كلم، وإنجاز الطريق الرابط بين معافة وبوزينة على مسافة 24 كلم، والطريق الولائي رقم 161على مسافة 27 كلم تمّ صيانته على خمس حصص.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024