الصيانة الدورية حتمية للحفاظ على المشـروع

شطر عين الدفلى يتعرض للتلف بسبب رداءة نوعية المواد المستعلمة

الشلف/ عين الدفلى: و.ي. أعرايبي

سجلت حركة تنقل البضائع والأشخاص عبر محور الطريق السيار شرق غرب على مستوى ولايتي الشلف وعين الدفلى نسبة عالية بالنظر إلى الإمتيازات والخدمات التي توفرها في تنشيط المجال الإقتصادي والإجتماعي عبر ولايات الشرق والغرب، غير أن نقائصا عديدة بدأت تظهر على مستوى هذا الهيكل الحيوي حسب معاينتنا لمسلكه الرابط بين بلديتي بوقادير بالشلف إلى غاية بومدفع بعين الدفلى.

واقع هذا المسلك بالنظر إلى التحديات التنموية التي تنتظر هاتين الولايتين ومداخل الولايات المجاورة لها أصبح يستوجب اتخاذ إجراءات عملية وميدانية للمحافظة على هذا الهيكل القاعدي المصنف ضمن مشاريع القرن لتفعيل القطاع الإقتصادي والإجتماعي وتنشيط نظام الخدمات التي تحسنت منذ تشغيله، غير أن صورته الحالية صارت بحاجة إلى عناية وتقييم للأشواط التي قطعها وواقعه الحالي على ضوء الورشات الكبرى من جهة والتحديات التي ترفعها القطاعات الأخرى والتي هي بحاجة ماسة إلى فعالية هذا الهيكل.
ولعل ملاحظات المسؤول الأول عن القطاع لدى وقوفه على واقع قطاعه بعين الدفلى حول النقائص المسجلة والتي أرجعها إلى مسألة الصيانة الدورية والتي حددها بـ5سنوات بالنظر إلى حجم الإستعمال لهذا الهيكل والتي هي من واجب الدولة لتحقيق الأهداف الخاصة بالتنمية وتنشيط الجانب الإقتصادي والإجتماعي والخدماتي. وبحسب معاينتنا لمحور هذا الطريق فإن الجزء الكبير من المسلك الرابط بين بوقادير بالشلف إلى غاية محطة الخدمات بتبركانين مازال محافظا على نوعيته من حيث الأرضية الجيدة باستثناء بعض النقاط التي أصبحت بجاحة إلى إعادة تلبيسها بالقرب من حرشون والكريمية والمخرج الشرق لعاصمة الولاية، في وقت يسجل مستعملو الطريق إرتياحا بالجزء الرابط بين الشلف مرورا بواد السلي إلى مشارف ولاية غليزان .
لكن الإنشغال الأكبر يسجل بولاية عين الدفلى حيث صارت مظاهر التدهور متنوعة ومتعددة المواقع حيث لا يخلو محور من محاور البلديات من نقاط تدهور صارت تشكل خطرا على مستعملي الطريق انطلاقا من تبركانين إلى العطاف وزدين وبوراشد وجليدة والخميس وعين السلطان ونقاط أخرى، حيث لازالت مظاهر فساد الخرسانة الزفتية تثير قلق مستعملي الطريق وقد وقعت حوادث ممية ناهيك عن خسائر في المركبات . والغريب أن بعض النقاط التي تم إعادة تلبيسها لم تصمد طويلا بل تعرضت للتدهور مرة ثانية مما يعني أن قاعدة الأشغال الأولى بها غش مفضوح ، حيث يسجل تموجات خطيرة على مستوى الأرضية خاصة بتراب ولاية عين الدفلى. ناهيك عن الحاجز الإسمنتي الذي وضع بكفية صارت لاتقاوم أدنى إحتكاك للعجالات حسب سائقي بعض الشاحنات والمركبات الذين استغربوا عملية الإنجاز التي قال عنها البعض أنها مغشوشة والغريب أن إتلافها كان سريعا وكأنها خالية من مادة الإسمنت يقول أحد من تحدثنا معهم .
ولعل ما يكشف طبيعة الأشغال التي وصفها البعض بالسريعة دون مراعاة الجودة والمقاومة ما تسجله بعض الجسور حيث سجل تدهور لجسر بتراب بلدية خميس مليانة والتي تطلب إعادته مرة أخرى حيث كلف خزينة الدولة مبالغ أخرى نحن في غنى عنها لو طبق مبدأ الجودة والمراقبة التقنية اللازمة يقول مستعملو الطريق.
 التشجير نوعية رديئة وغير ملائمة
 «كنا ننتظر أن يكون التشجير على شاكلة سد أخضر ثاني أكثر جمالا وقوة ومقاومة ونجاعة واستعمالا، فالأشجار الخاصة بحماية التربة وتوفير الظل لمستعملي الطريق أثناء التوقف الإضطراي لاتكون إلا من الصنوبر الغابي والحلبي، حيث ميزته الإرتفاعية ونظرته الجمالية “ يقول محدثونا الذين استغربوا لهذه النوعية التي تدهورت ولم يتجاوز ارتفاعها الأربع أمتار، ناهيك عن ظاهرة الإنكسار التي ترافقها في مضرب من المسلك حيث لم يتم الاعتناء بها وتنظيفها منذ غرسها، فماذا يقدم شريط التشجير الحالي لمسلك الطريق السيار. من جهة ثانية هذا التنوع للأشجار  المستعملة داخل مساحة ضيقة وهو ما يخل بالنظرة العامة، حيث أصبح من الضروري الشروع في عملية غرس للصنوبر البحري المساعد على تلطيف العوامل البئية وضمان بقائه لمدة أطول لمقاومته للإنجراف وسلامة الطريق من الإنزلاقات التي قد تتفاقم إن لم تسارع الجهات المختصة في تدارك الوضع.
ومن جانب آخر فإن غياب أثر التشجير في عدة مسالك خاصة بتراب ولاية الشلف يطرح أكثر من تساؤل بالرغم من تعليمات الوزير السابق للقطاع عمر غول وإلحاح الوزير الحالي على التشجير أثناء معاينته لعين الدفلى في بحر هذا الأسبوع.
ومكنت محطات الخدمات بتبركانين بولاية عين الدفلى من توفير جزء كبير من الراحة لمستعملي الطريق من حيث تزودهم بالوقود وأخذ بعض الوجبات الخفيفة جدا بالنظر إلى محدودية ما توفره هذه المحطة التي مازالت تعاني من نقائص عديدة كون الهياكل التي كان من المفروض توفيرها مازالت غائبة بحسب معاينتنا لها في انتظار هياكل يجري إنجازها بكل من جليدة والشلف. أما فضاءات الراحة التي تم اعتمادها ضمن مخطط الطريق ومسلكه مازلت تراوح مكانها وبأشغال بطيئة جدا سواء تلك الموجودة بين تراب بلديتي حرشون وواد الفضة أو بعين الدفلى بمنطقة زدين. إنجاز هذه الهياكل الترفيهية وتسليمها في أقرب وقت ممكن من شأنه أن يلبي حاجات مستعملي الطريق وتوفير الراحة للسائقين والمسافرين وأصحاب الشاحنات النقل على مسافات طويلة، وهذه مرحلة حساسة لرفع الضغط على مستعملي الطريق وبالتالي إزالة مظاهر الإرهاق والتعب والتي تنعكس إيجابا على تراجع حوادث المرور يقول مستعملو الطريق الذين طالبوا بالإسراع في تسليم هذه الهياكل الضرورية في طرق السيارة العالمية التي أشار إليها هؤلاء مطالبين ضبط عمليات تسييرها وصرامة تنظيمها خوفا من أن تكون بؤرا لأمراض إجتماعية مخلة بالأخلاق مما يفرغها من محتواها.
ومن جهة أخرى فإن اتساع رقعة ومجال توسع الطريق السيار شرق غرب إلى فروع أخرى على مستوى المسالك الجديدة، سيطرح تحديات أخرى في عامل الصيانة والهياهل الملحقة بها، فسحب وزير الأشغال العمومية عبد القادر قاضي فإن إعطاء إشارة انطلاق مشروع الطريق السيار الرابط بين خميس مليانة بعين الدفلى مرورا بالمدية والبويرة إلى غاية برج بوعريريج من جهة ومن الداموس بولاية تيبازة مرور بتاشتة إلى غاية الطريق السيار شرق غرب ومشروع المسلك الحيوي انطلاقا من تنس البحرية والميناء إلى غاية ولاية تسمسيلت وثم تيارت عبر مراحل والذي صادق عليه مجلس الوزراء مؤخرا من شأنه أن ينعش نشاط استعمال هذه الهياكل القاعدية التي تتطلب بحسب ذات المسؤول الحكومي متابعة بالنظر إلى الإستثمارات الضخمة المنتظر تجسيدها بفعل هذه الهياكل.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024