الرّوائي عبد الوهاب عيساوي لـ « الشعب» :

المدن الصّحراوية بلاطوهات سينمائية بامتياز

حبيبة غريب

الجزائر من أقل الدّول التي لا تسوّق لنفسها

يرى الرّوائي عبد الوهاب عيساوي أنّ «الاستثمار في الثقافة لا يقتصر بالضرورة على مجال الكتاب، بل يمكنه أن يمس مجالات أخرى كصناعة السينما والطبوع الغنائية المتنوعة، لكن يستدعى تجسيده ميدانيا وإنجاح رهاناته، مع وضع سياسة ثقافية تهتم بالتسويق للثقافة والفن محليا وعالميا، وبطرق ذكية وناجعة «.

تأسّف الرّوائي عبد الوهاب عيساوي لحال المدونة السينمائية الجزائرية التي يقول إنّها لا تنتج الكثير من الأسماء ولا تستغل الروايات المحلية الكبيرة العدد»، وشدّد من جهته على اعتماد «الجهة المنتجة للأفلام السينمائية أكثر، على النصوص الجزائرية التي تحاكي - يقول - «محليتنا وتحكي علينا نحن كجزائريين، ومتى يتجسّد ذلك يمكن لنا حينها أن نسوّق لأنفسنا في الخارج في مجال الفن السابع».
عن موضوع التسويق للثقافة الجزائرية بصفة عامة، أضاف عيساوي انه من المؤسف أن «تبقى الجزائر من اقل الدول والشعوب العربية التي لا تروج ولا تسوق لنفسها في الخارج، ولا في الداخل بشكل جيد»، «فمثلا التونسي معروف والمغربي معروف والليبي معروف نوعا ما، إضافة إلى الأردني والخليجي والفلسطيني، كلهم معروفين على الساحة العربية والدولية إلا نحن الجزائريون».
في ذات السياق، قال عيساوي إن الخلل يكمن حسبه في «غياب سياسة ثقافية تحتفي بالإنتاج المحلي ولا تحاول الترويج له، من وجهة نظر واحدة فقط»، يرى عيساوي الحل في وجوب «الاشتغال على التعدد الثقافي والفني والتاريخي والتراثي الذي تتمتع به الجزائر»، وقال في هذا الصدد: «عندنا في الجزائر 48 ولاية، ولكل ولاية الكثير من المدن وهناك تنوع رهيب من حيت مكنونها الثقافي وإمكانياتها التي يمكن استغلالها في صناعة السينما والمسرح والفن وغيرها من الفنون».
وعلينا إذا - يضيف قائلا - «التفكير في تصوير الأفلام في الصحراء، فهناك الكثير من المدن المهمة والتاريخية والأثرية، والتي تمّ تصنيف مناطق عديدة منها كتراث للإنسانية من قبل اليونيسكو»، و»لم نسجل بعد تصوير فيلم سينمائي في غرداية أو تمنراست أو تندوف، وهنا يُطرح السؤال: لماذا يصور الفيلم في العاصمة أو في كبريات المدن الساحلية فقط؟».
ونوّه عيساوي الى أن «الجزائر بلد بوزن قارة وأكثر من دولة، ولها تنوّع رهيب في شتى المجالات الثقافية التي يمكن الاستثمار فيها وإعطائها الاهتمام اللازم، فما ينقصنا سوى أن نهتم ونحرص على التسويق لثقافتنا داخل البلاد قبل أن نسوق لها في الخارج».
للتذكير، يعتبر عبد الوهاب عيساوي من المثقفين السبعة المكرمين من قبل وزارة الثقافة والفنون بمناسبة تظاهرة الاحتفاء باللباس التقليدي الجزائري في 24 أوت 2020، كما حاز على جائزة آسيا جبار للرواية سنة 2015، وفازت روايته «الديوان الأسبرطي»، بجائزة «البوكر» العربية هذه السنة، وهو من مواليد 1985، مهندس دولة شعبة إلكتروميكانيك، ولع بالكتابة الأدبية وعرف بذلك تألّقا كبيرا في الساحة الثقافية من خلال افتكاكه للعديد من الجزائز الوطنية والدولية، أصدر أول رواية له «سينما جاكوب» في 2013، وفاز بها بالجائزة الأولى للرواية في مسابقة رئيس الجمهورية، وفي نفس السنة تألقت مجموعته القصصية «حقول الصفصاف» في جائزة الشارقة للإبداع.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024