اختتـام ورشـات فن الإبـرو والخــط العربـي

التعاون الثقـافي الجزائـري التركي يتعـزّز بقصر الــداي..

فاطمة الوحش

في سياق المساعي الحثيثة لتعزيز أواصر التعاون الثقافي والفني بين الجزائر وتركيا، احتضن “قصر الداي الأثري” ببلدية حسين داي، اختتام فعاليات الورشات التكوينية المتخصصة في “فن الإبرو والخط العربي”، وهي المبادرة التي نظّمتها مؤسسة رياس البحر، بالتنسيق مع الوكالة التركية للتعاون والتنسيق “تيكا”، وتحت إشراف مديرية النشاطات الثقافية لولاية الجزائر.

عرفت هذه الورشات مشاركة نخبة من الفنانين والمواهب الجزائرية الشابة، الذين استفادوا من برنامج تكويني مكثف جمع بين الجانب النظري والتطبيقي، أشرف عليه أساتذة مختصون قدموا من تركيا، حاملين معهم زادًا ثقافيًا وفنيًا غنيًا. وقد تمحورت الورشات حول فن الإبرو، المعروف بـ«الرسم على الماء”، والذي يعد من أعرق الفنون التقليدية في تركيا، إلى جانب فن الخط العربي الذي يحظى بمكانة روحية وجمالية متميزة في الحضارة الإسلامية.
الهدف من هذه الورشات لم يقتصر على التكوين التقني، بل تجاوز ذلك إلى خلق فضاء للتبادل الثقافي وتلاقح التجارب الفنية، ما يعكس إرادة الطرفين في دعم الحركية الثقافية، وتثمين التراث الفني المشترك الذي يجمع بين البلدين، خاصة في ظل الروابط الحضارية والتاريخية العريقة التي تربط بين الشعبين الجزائري والتركي.
وجرى حفل اختتام الورشات، وسط أجواء احتفالية متميزة، بحضور سفير الجمهورية التركية بالجزائر، إلى جانب مديرة النشاطات الثقافية لولاية الجزائر، وممثلين عن مؤسسة رياس البحر و«تيكا”، بالإضافة إلى الفنانين المشاركين ومهتمين بالشأن الثقافي.
وتميز الحفل بتكريم المؤطرين والمشاركين، حيث قُدمت لهم شهادات تقدير وعرفان نظير مساهمتهم في إنجاح هذه المبادرة الفنية الهادفة. كما أقيم معرض فني مصغر لأبرز الأعمال التي أُنجزت خلال أيام التكوين، شكل فرصة لتثمين الجهود المبذولة، وإبراز المهارات المكتسبة والتجليات الجمالية لفني الإبرو والخط العربي، في تمازج بصري زاخر بالألوان والدلالات.
وتندرج هذه التظاهرة ضمن رؤية ثقافية شاملة تهدف إلى إحياء التراث الفني الإسلامي المشترك، وتثمين الفنون التقليدية، وتوفير فرص لتكوين جيل جديد من الفنانين المحليين، يمتلك أدوات التعبير الفني ويستند إلى مرجعيات ثقافية أصيلة. كما تبرز أهمية هذا النوع من المبادرات في نقل المعارف والخبرات من تجارب دولية رائدة، ما يعزز من قدرات الفنانين الجزائريين ويُسهم في انفتاحهم على مدارس فنية متعددة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19843

العدد 19843

الخميس 07 أوث 2025
العدد 19842

العدد 19842

الأربعاء 06 أوث 2025
العدد 19841

العدد 19841

الثلاثاء 05 أوث 2025
العدد 19840

العدد 19840

الإثنين 04 أوث 2025