نظّم مركز المهارات لاتصالات الجزائر بعنابة، أول أمس السبت، ورشة عمل تفاعلية لفائدة الإعلاميين تحت عنوان: «الذّكاء الاصطناعي والصّحافة: الفرص والتحديات»، حيث نشّط الورشة محمد طاهر قرايرية، مهندس - مصمّم، مستشار ومدرّب في الذّكاء الاصطناعي وريادة الأعمال الرّقمية.
جمع اللّقاء ممثلين عن وسائل الإعلام الوطنية والجهوية، وفي مستهل مداخلته عرض السيد قرايرية واقع الذكاء الاصطناعي في المشهد الإعلامي، الذي يعرف ـ حسبه ـ تحوّلاً تدريجياً للعمل الصحفي، تسارعت وتيرته بعد إدخال أدوات الذكاء الاصطناعي متعدّدة الاستخدامات.
وعلى الرغم من المزايا التي تستعملها كبريات المؤسسات الإعلامية العالمية، على غرار التحرير المدعوم، والإنتاج المتعدد الوسائط، وصحافة البيانات، فإنّ الاستخدام الواسع للذكاء الاصطناعي يحمل - يضيف المحاضر ـ مخاطر مثل التضليل، الأخبار الزائفة والانحيازيات الخوارزمية، وهي تحديات من الضروري التعرف عليها وفهمها.
وحسب قرايرية، فإنّ إدماج الذكاء الاصطناعي في الصحافة يطرح العديد من التحديات، خاصة ما يتعلق بالاستخدام الأخلاقي والمسؤول لهذه التكنولوجية الجديدة، حيث أنّ الصحفي من منظوره مطالب بإتقان أساليب التحقق والكشف عن التلاعبات الرقمية، مع الالتزام بالممارسات الجيدة وتطوير مهارات اليقظة والاستقصاء.
وفي ختام عرضه تطرّق قرايرية إلى مستقبل الصحافة من خلال مفهوم «الصّحافة المعزّزة»، الذي رغم كونه يفتح آفاقاً واسعة، إلا انه يتطلب تحقيق توازن بين الإنسان والآلة، مؤكّدا على ضرورة أن «يرافق الذكاء الاصطناعي الصحفي دون أن يحلّ محله».
مكّنت هذه الورشة المشاركين من اكتساب رؤية واضحة حول التأثيرات الحالية والمستقبلية للذكاء الاصطناعي على الصحافة، من خلال تمارين تطبيقية وتفاعلات مباشرة مع المحاضر.
للتذكير، بدأ اليوم التفاعلي بزيارة ميدانية لمركز المهارات بعنابة، أتيحت من خلالها الفرصة للإعلاميين للتعرف على المرافق الحديثة للمركز، ومعداته التكنولوجية، بالإضافة إلى مختلف الفضاءات المخصصة للتكوين، والبودكاست، والابتكار، والذكاء الاصطناعي والعمل التشاركي.
وقدّمت هذه الجولة لمحة عن الإمكانيات التي تضعها اتصالات الجزائر مجاناً، تحت تصرّف الطلبة، ورواد الأعمال، والجامعيين، وحاملي المشاريع الناشطين في مجالات الابتكار، والرقمة، وتكنولوجيات الإعلام والاتصال.