شهدت دار الثقافة “أبي راس الناصري” بمعسكر انطلاقة فعاليات الطبعة الأولى من المهرجان الفني والثقافي الخاص بالطفل، المنظم تحت شعار: “صيفنا لمّة وأمان”، في مبادرة تهدف إلى جعل العطلة الصيفية فرصة للتعلم والاكتشاف والإبداع.
التّظاهرة التي بادرت إليها المؤسّسة الثقافية، تحوّلت إلى فضاء مفتوح على عوالم الفن والمعرفة، حيث احتضنت ورشات متعددة شملت الفنون التشكيلية، الموسيقى، الغناء، والمسرح، وسجّلت مشاركة واسعة لأكثر من 200 طفل تتراوح أعمارهم بين 8 و14 سنة.
وعلى مدار 15 يوماً، توالى على برنامج المهرجان باقة من العروض المسرحية، من أبرزها مسرحية “أطفال” للجمعية الشبانية للفن الرابع بمعسكر، ومسرحية “الحكاية غاية” للمسرح الجهوي “بشير زحاف”، فضلاً عن حفلات غنائية وعروض بهلوانية وترفيهية نشطها فنانون من أبناء الولاية، احتضنتها ساحة “العيش معاً بسلام” بوسط المدينة، في أجواء عائلية رسمت البهجة في وجوه الصغار والكبار.
كما برمجت إدارة المهرجان معارض فنية متنوّعة، من بينها عرض للوحات زيتية وأعمال يدوية أنجزها أطفال ورشة الفنون التشكيلية، إلى جانب معرض لصور شهداء ثورة التحرير المجيدة، وآخر للآلات الموسيقية القديمة وملصقات تعريفية بفناني المنطقة، بما منح الزوار فرصة للتعرف على ثراء التّراث المحلي وطاقات الأجيال الناشئة.
ولإضفاء طابع تنافسي، نظّمت مسابقات في مجالات مختلفة، منها أحسن رسم، أحسن أغنية وطنية، أحسن معزوفة موسيقية، وأفضل أداء تمثيلي، رافقها تقديم إلقاءات شعرية أبدع فيها الأطفال ببراءة كلماتهم وصدق مشاعرهم.
أمّا عشّاق السينما، فقد كان لهم موعد مع عروض أفلام كلاسيكية للرسوم المتحركة، مثل “أليس في بلاد العجائب”، “علاء الدين والفانوس السحري”، “السندباد”، و«علي بابا والأربعون حرامي”. كما أُدرجت محاضرات تثقيفية وتحسيسية حول قضايا تخص الطفولة، نشّطها أساتذة من جامعة “مصطفى اسطمبولي” بمعسكر، إلى جانب باحثين ومختصين من الولاية.
وبهذا التنوع في الفقرات والأنشطة، نجحت الطّبعة الأولى للمهرجان في ترسيخ دار الثقافة كوجهة صيفية للأطفال، تجمع بين التسلية والتكوين والتربية الفنية، وتفتح أمامهم آفاقاً جديدة لاكتشاف قدراتهم وتنمية مواهبهم في بيئة آمنة وهادفة.
