مثقّفون وأكاديميّون في تأبينية الباحث والمصلح الكبير

«الجاحظيّـون» يكرّمـون الرّاحـل محمــد ناصـر

أمينة جابالله

 قامـة فكريـة أغنـت الثّقافة الجزائريـة وأسهمـت في إشعاعهــا عربيـا

 احتضنت الجمعية الثقافية الجاحظية، أول أمس بالجزائر العاصمة، ندوة فكرية تكريمية استذكارًا لمسيرة الكاتب الموسوعي والمصلح الكبير محمد صالح ناصر، أحد أبرز أعلام الفكر الجزائري المعاصر. وقد جرت التأبينية التي نشّطها الدكتور احسن تليلاني في أجواء مفعمة بالوفاء والاعتراف بمكانة الراحل، وما خلّفه من إرث فكري وإسهامات علمية وثقافية أثْرت المشهد الجزائري والعربي.

 افتتح الأستاذ الدكتور بوحجام محمد ناصر، صهر الفقيد وأستاذ جامعي، أشغال الندوة بكلمة سلّط فيها الضوء على شخصية الراحل من جوانب متعدّدة، مؤكّدًا أنّه كان نموذجًا للعالم الموسوعي الذي جمع بين الأدب والفكر والعمل الإصلاحي. وأشار إلى أنّ مؤلفاته ودراساته ومقالاته ستظلّ مرجعًا للأجيال القادمة، خاصة في مجال الكتابة الأدبية والصحفية والتجديد الثقافي. كما توقّف عند بعض كتبه التي أغنت المكتبة الوطنية، وأسهمت في التعريف بالفكر الجزائري في الوطن العربي.
من جانبه، أبرز الدكتور عبد الرزاق قسوم الأبعاد الإنسانية والفكرية التي ميّزت مسيرة محمد صالح ناصر، مذكّرًا بانحيازه الدائم لقضايا الأمة وتمسكه بالهوية الوطنية. وأشاد بدوره في نشر الفكر الوسطي المستنير وصياغة خطاب يواكب تحديات العصر دون أن ينفصل عن الجذور الحضارية.
أمّا الدكتور مولود عويمر فقدّم قراءة أكاديمية لمسيرة الفقيد في مجال كتابة المذكرات العلمية التي قل وندر تواجدها في الأوساط العلمية، مشيرًا إلى إسهاماته الكبيرة في إثراء المكتبة الجزائرية بأبحاث ودراسات ساهمت في توثيق الذاكرة الوطنية، وتعزيز الوعي بتاريخ الجزائر المعاصر.
كما توقّف عند جهوده في جمع وفهرسة مضامين الصّحف والمجلات الجزائرية، ومنها مجلة الثقافة، التي نشر فيها مقالات وقصائد، وكان على صلة وثيقة برئيس تحريرها الدكتور صالح الحرفي. وختم عويمر كلمته بالقول «إنّ الدكتور محمد صالح ناصر لم يمت، بعد أن ترك علمًا ينتفع به الناس، وسيبقى موضوعًا لبحوث ودراسات تهدف إلى نقل فوائده العلمية والتهذيبية إلى الأجيال القادمة».
دعوة إلى ملتقى وطني
 من جهته، صرّح رئيس الجمعية الثقافية الجاحظية عبد الحميد صحراوي لـ «الشعب»، أنّ هذا الموعد الثقافي يندرج في إطار وفاء الجمعية لأحد أبرز رموز الفكر الجزائري، وتأكيدًا لدورها في صون الذاكرة الثقافية والاعتراف بمكانة المبدعين. وأضاف أنّ المشاركين أجمعوا على ضرورة تنظيم ملتقى وطني موسّع حول فكر وأدب محمد صالح ناصر، باعتباره شخصية موسوعية تركت بصمات خالدة في مجالات متعدّدة، وأثرت بظلالها على مسار الثقافة الوطنية.
كما لفت إلى أنّه خلال هذا التأبين، يكون المثقّفون والأكاديميون قد جدّدوا العهد مع مسيرة رجل لم يكن مجرد كاتب ومصلح، بل مدرسة فكرية متكاملة، جسّدت قيم الوسطية، والتجديد، والانفتاح، لتبقى أعماله منارة تهتدي بها الأجيال المقبلة.
حضور نوعي وإجماع على تكريم العطاء
 للإشارة، عرفت التّأبينية حضورًا وازنًا من أساتذة جامعيين ومثقفين، يتقدمهم رئيس المجلس الأعلى للغة العربية صالح بلعيد، ورئيس المجمع الجزائري للغة العربية شريف مريبعي، ورئيس الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية عمر بوساحة، إلى جانب عدد من طلاب وأصدقاء الراحل، من بينهم الروائي محمد ساري، والأستاذ محمد زايد، ومحمد خالدي. وقد أجمع المتدخّلون على أنّ محمد صالح ناصر يُعدّ من القامات الفكرية التي أغنت الثقافة الجزائرية وأسهمت في إشعاعها عربيًا، مؤكّدين أنّ مثل هذه المبادرات تمثّل وفاءً لرجال الفكر الذين طبعوا المشهد الوطني بعطاءاتهم.

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19876

العدد 19876

الأحد 14 سبتمبر 2025
العدد 19875

العدد 19875

الأحد 14 سبتمبر 2025
العدد 19874

العدد 19874

السبت 13 سبتمبر 2025
العدد 19872

العدد 19872

الأربعاء 10 سبتمبر 2025