في استكتاب جماعي تنظمه جامعة عباس لغرور بخنشلة

الأدب الفلسطيـني والسجن.. القلم في مواجهة المحرقة الصهيونية

أسامة إفراح

 إبداعـات إنسانيـة خالـدة لمقاومــة الظلم والاضطهاد

«السجن في آداب العالم”.. هو عنوان الاستكتاب الدولي الذي تنظمه كلية الآداب واللغات بجامعة “عباس لغرور” خنشلة. ويهدف هذا المشروع العلمي الجماعي إلى تحقيق أهداف من بينها بيان أهمية أدب السجن في تشكيل الخطابات الأدبية، والكشف عن الدلالات العميقة لتجربة فقدان الحرية والعدل، واتخاذ الكتابة كشكل للمقاومة، وتمثلات ثيمة السجن في الآداب العالمية. كما حُدد محور خاص حول “السجن في الأدب الفلسطيني”.

ينظم مخبر الترجمة وتحليل الخطاب والدراسات الثقافية والمقارنة، التابع لكلية الآداب واللغات بجامعة “عباس لغرور” خنشلة، استكتابا جماعيا دوليا بعنوان: “السجن في آداب العالم”.
ويرمي هذا الاستكتاب الدولي إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، من بينها بيان أهمية أدب السجن في تشكيل الخطابات الأدبية، والكشف عن الدلالات العميقة لتجربة فقدان الحرية والعدل وانتهاك آدمية الإنسان، وإبراز دور السجن في مقاومة السجان واتخاذ الكتابة كشكل للمقاومة، والكشف عن تمثلات ثيمة السجن في الآداب العالمية للكشف عن مجمل التجارب الإنسانية في المعتقلات وتسليط الضوء على مجمل الاختلافات الثقافية والأيديولوجية والسياسية.
وينطلق موضوع الاستكتاب من اعتبار الكتابة عن السجن نوعا من المواجهة ضد ظلم الإنسان، ومجابهة لمصادرة الآدمية، ودفاعا عن الحرية، وتمردًا على كل ما من شأنه أن يلغي الذات الإنسانية ويمتهنها، “وبهذا يكون السجن المكان المظلم المأساوي من بين أهم الأماكن التي أنتجت عديد الكتابات الإبداعية التي كانت محملة بعديد الدلالات الإنسانية والاجتماعية، رغم اختلاف توجهات أصحابها السياسية والإيديولوجية”.
وقد كان لحضور ثيمة “السجن” في آداب العالم سمة خاصة، فهي تصوّر هما إنسانيا، وتُقدم جرحًا عميقا، فجمالية العمل الأدبي في هذا المقام لم يصنعها ترف الحياة، وإنما كان وراءها ألم ومعاناة. كما تعد ثيمة “السجن” في الأدب العالمي من أهم الثيمات التي استخدمها الأدباء، وعبروا من خلالها عن مفاهيم مختلفة فكانت الثيمة حاضرة، لتعبر عن السجن الفعلي ذي القضبان الحديدية الثخينة، وقد تعبّر أيضا عن نوع آخر من السجون: السجن المعنوي متمثلا في سجن الفكرة، سجن العادات والتقاليد، سجن المجتمع، سجن النفس، وغيرها من الأنواع والأشكال.
ومن هذا المنطلق، يطرح هذا الاستكتاب عددا من الأسئلة الإشكالية: ما المقصود بأدب السجون؟ هل هو الأدب الذي يكتب داخل السجن؟ أو هو الأدب الذي يُكتب بعد التحرر منه؟ وما العلاقة التي تربط السجن بالكتابة؟ وهل يمكن أن نطلق مصطلح “أدب السجون” فقط على التجارب السجنية داخل الزنازين ووراء القضبان؟ أم أن أدب السجون يتسع لتشمل تحت عباءته مدونات السجون المعنوية؟
وللإجابة عن هذه الأسئلة، وغيرها، حُدّدت للمشاركين في الاستكتاب محاور نذكر من بينها “أدب السجون: قراءة في المصطلح”، و«التعايش بين السجن والكتابة”، و«جدلية الكتابة داخل السجن وبعد التحرر”، و«تجليات قيمة السجن المادي والمعنوي”، كما اقترح منظمة الاستكتاب محورا خاصا تحت عنوان “السجن في الأدب الفلسطيني”.
في الأخير، تجدر الإشارة إلى أن المشرفين على هذا المشروع العلمي الدولي، قد أكدوا صدور الكتاب الجماعي في منتصف ديسمبر من العام الجاري.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19881

العدد 19881

الأحد 21 سبتمبر 2025
العدد 19880

العدد 19880

السبت 20 سبتمبر 2025
العدد 19879

العدد 19879

الخميس 18 سبتمبر 2025
العدد 19878

العدد 19878

الأربعاء 17 سبتمبر 2025