مساع حثيثة لتثبيت وقف إطلاق النار في طرابلس

الأمم المتحدة تدعو للإنخـراط فـي حوار جاد يعيد الإستقـرار لليبيـــا

 دعا الأمين العام للأمم المتحدة جميع الأطراف في ليبيا إلى اتخاذ خطوات عاجلة للحفاظ على الهدنة، التي تم التوصّل إليها في طرابلس والبناء عليها عبر الحوار. وأعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة - في بيان صحفي - عن القلق إزاء الطبيعة المتسارعة للتصعيد الذي شهدته مناطق في العاصمة طرابلس خلال الأيام الأخيرة.
وقال البيان إنّ الأمين العام للأمم المتحدة يشعر بالحزن البالغ لسماع أنباء مصرع 8 مدنيّين على الأقل، في الاشتباكات الأخيرة. ويُذكـّر كل الأطراف بالتزاماتها تجاه حماية المدنيين، ويدعوها إلى الانخراط في حوار جاد بحسن نية لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع.
وقال المتحدث إنّ الأمم المتحدة تقف مستعدة لبذل مساعيها الحميدة لتيسير التوصّل إلى اتفاق حول مسار تحقيق السلام والاستقرار الدائمين في ليبيا، كما انضمت العديد من الأصوات إلى الأمم المتحدة في الدعوة إلى وقف فوري للمواجهات المسلحة بليبيا لضمان سلامة ورفاه المدنيين، بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني.
ورحبت المجموعة الدولية، بتقارير وقف إطلاق النار وحثّت على احترامه بالكامل وبدون شروط لحماية حقوق وكرامة جميع الموجودين في المناطق المتضرّرة.
تيتيه تبحث جهود الوساطة
 في الأثناء، بحثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا هانا تيتيه ونائبتها ستيفاني خوري مع بعض شيوخ وأعيان طرابلس ومدن أخرى بالمنطقة الغربية، بما في ذلك الزنتان والزاوية ومصراتة وجادو، جهود الوساطة الجارية الرامية إلى استعادة الاستقرار في العاصمة عقب الهدنة المعلنة أخيرًا.
جاء ذلك خلال لقاء الخميس، حيث عرض وفد الشيوخ والأعيان مبادرتهم “لضمان التنفيذ الفعال للوساطة، فيما رحّبت تيتيه بدورهم الإيجابي في تهدئة التوترات وتعزيز الحوار بين الأطراف المختلفة، وأعربت عن دعمها لهم”، حسب بيان بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا على صفحتها في موقع “فايسبوك”، أمس الجمعة.
وشهدت طرابلس توترات أمنية بدأت، يوم الإثنين الماضي، بعد مقتل قائد ما كان يسمى “جهاز دعم الاستقرار” عبدالغني الككلي، المعروف باسم “غنيوة”، حيث اندلعت المواجهات بين قوات الجهاز و«اللواء 444” واستمرت حتى الثلاثاء.
ولم تكد الأمور تستقر قليلا حتى بدأت اشتباكات أخرى، الأربعاء، خلفت قتلى وخسائر مادية، ثم عاد الهدوء النسبي للعاصمة بإعلان وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية الليبية المعترف بها دوليا والمجلس الرئاسي وقف إطلاق النار.
وكانت وزارة الدفاع في حكومة الوحدة أعلنت “وقف إطلاق النار على جميع الجبهات لحماية المدنيّين والحفاظ على مؤسّسات الدولة ومنع المزيد من التصعيد”، مضيفة أنها نشرت قوات في العاصمة لضمان عودة الهدوء.
من جانبه، أمر المجلس الرئاسي، الذي تتبع إليه قوات الردع بوقف “فوري وغير مشروط” للقتال ولاستخدام السلاح في المناطق المدنية.
ورغم أنّ طرابلس تنعم بهدوء نسبي منذ الهجوم العسكري الواسع النطاق الذي شنّته قوات حفتر في 2019، وانتهى في جوان 2020 بوقف دائم لإطلاق النار، تشهد العاصمة من حين إلى آخر اشتباكات بين مجموعات مسلّحة متنافسة لأسباب تتعلّق بالصراع على مناطق النفوذ والمواقع الحيوية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19798

العدد 19798

الإثنين 16 جوان 2025
العدد 19797

العدد 19797

الأحد 15 جوان 2025
العدد 19796

العدد 19796

السبت 14 جوان 2025
العدد 19795

العدد 19795

الخميس 12 جوان 2025