238 إعلاميا ارتقوا منذ بداية الإبادة

الصهاينـة يُمعِنـون في اغتيال الصحافيين للتستّر على فظائعهم

شيّع أهالي مدينة غزة، أمس الاثنين، جثماني الصحفيين الشهيدين أنس الشريف ومحمد قريقع من مستشفى الشفاء إلى مثواهما الأخير في مقبرة الشيخ رضوان، في إطار تشييع 6 صحفيين اغتالهم الاحتلال باستهداف خيمة للصحفيين، من بينهم أيضا مصورا قناة “الجزيرة” إبراهيم الظاهر ومحمد نوفل.
الليلة ما قبل الماضية، استهدفت غارة جوية صهيونية خيمة للصحفيين ملاصقة لمجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، مما أدى إلى استشهاد الصحفيين أنس الشريف ومحمد قريقع والمصورين المرافقين لهما محمد نوفل وإبراهيم ظاهر ليلتحقوا بقافلة تضم 238 صحفيا اغتالتهم قوات الاحتلال منذ بداية الحرب.
ويأتي اغتيال الشريف وزملائه، ليعكس، بحسب مراقبين، نية الاحتلال قتل الصحفيين الموجودين في مدينة غزة قبيل الشروع باحتلال المدينة، ضمن خطة تدريجية أقرتها الحكومة الصهيونية، الجمعة، لاحتلال قطاع غزة بالكامل.
ومنذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، عمل الصحفيان أنس الشريف ومحمد قريقع على تغطية الجرائم الصهيونية المتواصلة بحق الفلسطينيين، بما فيها من تجويع متعمّد وقصف المخيمات ومدارس إيواء النازحين واستهداف المنازل والمستشفيات وقتل الأطفال والنساء برصاص القناصة وغيرها الكثير.

إدانات واسعة

 هذا، وقد أدان مسؤولون أمميون ومؤسسات معنية بحقوق الصحفيين، أمس الاثنين، اغتيال الاحتلال مراسلي قناة الجزيرة في قطاع غزة.
وشدد ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، على أنه في غزة وفي كل مكان يجب أن يتمكن العاملون في الإعلام من أداء عملهم بحرية ودون استهداف.
بدوره، شدّد الأمين العام المساعد للاتحاد الوطني للصحفيين ببريطانيا على أن قتل الصحفيين عمل مروع آخر في الحرب على الصحافة في قطاع غزة.
وفي وقت سابق، أدانت مقررة الأمم المتحدة آيرين خان، اغتيال مراسلي الجزيرة وطالبت بمحاسبة الكيان الصهيوني.
كما دعت الحكومات إلى ربط الإعلان بالاعتراف بدولة فلسطينية بوقف القتل والمجازر في غزة، وحثت الدول الغربية على التدخل لوقف الفتك بالصحفيين.
وأضافت خان، أن حرب غزة سجّلت العدد الأكبر من الصحفيين الشهداء منذ أن بدأت الأمم المتحدة بتوثيق الانتهاكات بحق الإعلاميين، مؤكدة أن على المحكمة الجنائية الدولية التحرك، وعلى الدول الغربية الحليفة للكيان أن تثبت التزامها بحرية الصحافة عبر خطوات عملية.

جريمـــة حــرب

وقال المحامي عبد المجيد مراري، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة “أفدي” لحقوق الإنسان، وعضو فريق محامي ضحايا الاحتلال الصهيوني أمام المحكمة الجنائية الدولية، إن اغتيال الصحفي أنس الشريف جريمة حرب.
وطالب المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة اعتقال ضد المتورطين في اغتياله.
بدوره، أعرب نادي الصحافة الأميركي عن الحزن والألم بعد مقتل أنس الشريف في غزة. ودعا إلى تحقيق شامل وشفاف في ملابسات الاغتيال، قائلا إن أنس الشريف واحد من بين أكثر من مئتي صحفي تم الإبلاغ عن قتلهم منذ بدء الحرب.

مزاعــم دون أدلـــة

من جهتها، أفادت لجنة حماية الصحفيين بأن نمط الاحتلال في وصف الصحفيين بالإرهابيين دون تقديم أدلة موثوقة، يثير تساؤلات جدية بشأن نيته، مشيرة إلى أن الصحفيين مدنيون ويجب عدم استهدافهم أبدا ويجب محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.
واعترف جيش الاحتلال باغتيال الصحفي أنس الشريف بزعم أنه ينتمي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقبل أسابيع، وجه الشريف نداء إلى جميع منظمات حرية الصحافة وحقوق الإنسان، بسبب التحريض الصهيوني ضده.
وأكد الشريف آنذاك، أنه صحفي بلا انتماءات سياسية. مهمته الوحيدة هي نقل الحقيقة من أرض الواقع كما هي، دون تحيز.
ومن جهتها قالت حركة حماس، مساء الأحد، إن استهداف خيمة الصحفيين في باحة مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، يعد “جريمة وحشية تتجاوز كل حدود الفاشية”.
وأكدت أن “الاستهداف المتواصل للصحفيين في قطاع غزة، هو رسالة إرهاب إجرامي للعالم بأسره، ومؤشر على انهيار كامل لمنظومة القيم والقوانين الدولية”.
كما حذرت من أن “اغتيال الصحفيين وترهيب من تبقّى منهم، يمهّد لجريمة كبرى يخطط الاحتلال لارتكابها في مدينة غزة، بعد إسكات صوتها الإعلامي، ليستفرد بأهلها وينفّذ مجازره بعيداً عن أعين العالم”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19846

العدد 19846

الإثنين 11 أوث 2025
العدد19845

العدد19845

الأحد 10 أوث 2025
العدد 19844

العدد 19844

السبت 09 أوث 2025
العدد 19843

العدد 19843

الخميس 07 أوث 2025