حاول عشرات المواطنين المغاربة اليائسين من وضعهم المعيشي الكارثي، ليلة السبت إلى الأحد الهجرة سباحة إلى مدينة سبتة الاسبانية، في ليلة وصفتها الصحافة المحلية بأنها الأكثر ضغطا.
استغل العشرات من الأطفال والمراهقين والكبار من الجنسين، الضباب الكثيف الذي كانت تشهده الحدود بين الفنيدق والمدينة الاسبانية من أجل السباحة نحو الضفة الأخرى.
ونقلت المشاهد المصورة كيف أن أسرا بأكملها عمدت إلى تجاوز السياجات الحديدية الموضوعة في مدينة الفنيدق لتطويق البحر، من أجل القفز في الماء ومحاولة الهجرة، وهي المغامرة التي انخرط فيها أطفال صغار.
وقالت الصحافة المحلية بمدينة سبتة إن الليلة الماضية كانت من أصعب الليالي على القوات العمومية بالجانبين، حيث لم يهدأ الوضع طوال الليل، وقد تم إنقاذ الكثير من الأشخاص وسط المياه، بعدما قفز أزيد من 100 منهم للبحر.
وتمكن بالفعل العشرات من الدخول إلى مدينة سبتة الاسبانية، حيث جرى الاحتفاظ بالقاصرين قصد نقلهم للمراكز المخصصة بهم، في حين تم نقل البالغين إلى القرب من المعبر الحدودي لإعادتهم، وقد تمكن بعضهم من الانسلال عبر أزقة المدينة.
ولفتت الصحافة المحلية بسبتة إلى أنه لم يكد يمر يوم في شهر أوت الجاري دون أن تكون هناك محاولات لركوب البحر في محاولة للدخول إلى المدينة الاسبانية، في وقت تتخصص مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي في الدعوة لعمليات مماثلة والتنسيق بين الراغبين في ذلك.
وجرى ترحيل العشرات من الذين تم اعتراضهم وتوقيفهم، بمن فيهم قاصرون، ومشاركون في المحاولة من مدينة الفنيدق نفسها، إلى مدن أخرى، بعيدة.
ونقل ذات المصدر صورا لأمهات يودعن أطفالهن ويلوحن بأيديهن لهم، وهم في حافلة الترحيل إلى مدن أخرى، في إجراء سبق أن أثار استنكارا واسعا من طرف هيئات مغربية، لكن الأطفال المرحلين يكونون عرضة لمختلف المخاطر في المدن التي يتم التخلي عنهم فيها.