تبنت المنظمات المشاركة في المؤتمر 46 للنقابات العمالية بمدينة سلفادور البرازيلية، توصية هامة تؤكد على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وتطالب بالوقف الفوري للقمع والانتهاكات المتواصلة لحقوق المواطنين الصحراويين في الأراضي المحتلة وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في سجون الاحتلال المغربي.
شدّدت التوصية التي توجت أشغال المؤتمر - الذي اختتمت فعالياته السبت بمشاركة الاتحاد العام للعمال الصحراوين -على “ضرورة الالتزام الفوري بالقرارات التي اتخذتها الأمم المتحدة في الصحراء الغربية وتمكين بعثة “المينورسو” من إجراء استفتاء لتقرير المصير”.
كما طالب المؤتمرون، بـ«هدم جدار العار الذي بناه المغرب على طول أراضي الصحراء الغربية” و«وقف الاستغلال غير الشرعي للموارد الطبيعية للصحراء الغربية، امتثالا لأحكام محكمة العدل الأوروبية”.
وفي رسالة بعث بها إلى المؤتمر، أكد رئيس الاتحاد العام للعمال الصحراويين، نفعي أحمد، أن الاتحاد وكل الشعب الصحراوي يناضل من أجل استعادة أراضيه المغتصبة، مبرزا العلاقات العريقة بين الاتحاد الصحراوي ونظيره البرازيلي.
من جهته، وفي كلمة له خلال المؤتمر، أبرز ممثل جبهة البوليساريو في البرازيل، آخر تطورات القضية الصحراوية والمناورات التي يقوم بها الاحتلال المغربي من أجل القفز على الشرعية الدولية والالتفاف على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
ووضع أحمد مولاي علي خلال مداخلته، الوفود المشاركة في المؤتمر، في صورة ما يحدث في الصحراء الغربية المحتلة، داعيا إلى المزيد من التضامن مع الشعب الصحراوي ومساندته في تدويل قضيته بما يساعد على الضغط على الاحتلال المغربي للوفاء بالتزاماته في ما يتعلق باستفتاء تقرير المصير.
كما أفاد الدبلوماسي الصحراوي، الذي شارك في أشغال في هذا المؤتمر، ممثلا للاتحاد العام للعمال الصحراويين، بأنه عقد اجتماعا مع رئيسة الحزب الشيوعي البرازيلي، ووزيرة العلوم والتكنولوجيا والابتكار في الحكومة الفيدرالية، لوسيانا سانتوس، قدّم خلاله عرضا حول آخر تطوّرات القضية الصحراوية.
كما عقد محادثات مع ممثلي العديد من الوفود الأجنبية المشاركة، حيث تم التطرق بشكل مستفيض للمناورات التي يقوم بها المغرب من أجل “شرعنة” احتلاله للصحراء الغربية وحرمان الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير.
وتناولت المحادثات أيضا - يضيف الدبلوماسي الصحراوي - محاولات الاحتلال المغربي تشويه كفاح الشعب الصحراوي وممثله الشرعي والوحيد (جبهة البوليساريو) التي تناضل من أجل استكمال سيادة الدولة الصحراوية على جميع أراضيها المحتلة، بالإضافة الى الوضعية الكارثية والمأساوية لحقوق الإنسان في المناطق المحتلة، حيث صعّد الاحتلال بشكل كبير من ممارساته القمعية ضد المدنيين والحقوقيين من أجل قبر القضية الصحراوية وإسكات كل الأصوات المطالبة بالحرية والاستقلال.
وفي هذا الإطار، استعرض المتحدث، الانتهاكات الجسيمة بحق المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية، وما يتعرضون له من قمع وتعذيب جسدي ونفسي وحرمان من العلاج، انتقاما منهم، بسبب مواقفهم الداعمة لحق شعبهم في الحرية والاستقلال.