أكدت تقارير إعلامية أن مشاركة الجمهورية العربية الصحراوية في الحفل الذي نظمته سفارة فيتنام بأنغولا على شرف رئيسها، لوونغ كونغ، الذي يقوم بزيارة رسمية لهذا البلد، يبرز الفشل الذريع لسياسة الضغوط والمساومات التي ينتهجها المغرب لتقويض القضية الصحراوية.
ذكرت التقارير أن هذه المناسبة أظهرت فشل المغرب في “شرعنة” احتلاله للصحراء الغربية، مشيرة الى أن حضور السفير الصحراوي بأنغولا إلى جانب سفيرة المغرب يبرز “الاعتراف المتزايد بمكانة الجمهورية الصحراوية كدولة ذات سيادة، رغم المحاولات المغربية المستمرة لعرقلة هذا الاعتراف عبر ابتزاز الدول الصديقة أو الرشاوى السياسية”.
وفي السياق، أكد السفير الصحراوي، حمدي الخليل ميارة، أن مشاركة بلاده في هذا الحدث بين مختلف دول العالم “يؤكد أن الجمهورية الصحراوية حقيقة قائمة وأن المغرب فشل في التأثير عليها رغم كل المناورات ومحاولات القفز على الشرعية الدولية باستخدام الرشوة والابتزاز لتحصيل مكاسب سياسية غير قانونية”.
دعـم قـاري ودولــي
وأضاف أن هذا الحضور يعد “انتصارا جديدا للقضية الصحراوية وصفعة أخرى للاحتلال المغربي الذي يعمل على تزييف الحقائق”، مشيرا إلى أن فيتنام وأنغولا “دولتان صديقتان وتعترفان بالجمهورية العربية الصحراوية”. وتمتلك كل من فيتنام وأنغولا تاريخا طويلا في مقاومة الاستعمار، وهو ما يفسر دعمهما الثابت للقضية الصحراوية، إذ سبق للقائد العسكري الفيتنامي فو نجوين جياب أن زار جبهات القتال الصحراوية والتقى بمفجر الثورة الصحراوية، الشهيد الولي مصطفى السيد، كما أن صورة الزعيم الأنغولي، أغوستينو نيتو، تظل رمزا للإيمان بتحرر إفريقيا من الاستعمار.
من ناحية ثانية، وفي سياق الانتهاكات المستمرة للاحتلال المغربي في الصحراء الغربية، أكد الصحفيان كارلوس بوليدو ولورا مايا، في مقال بعنوان: “الصحراء الغربية: نزاع منسي” نشر على موقع “لا تنسوا الصحراء الغربية”، أن القضية الصحراوية “ما تزال رهينة الجمود السياسي رغم مرور عقود على اندلاع النزاع”، مشيرين إلى أن الشعب الصحراوي “يعيش بين واقع الاحتلال واللّجوء، بينما يغيب أي التزام حقيقي من القوى المؤثرة لدفع مسار الحلّ العادل، وهو ما يفاقم المعاناة الإنسانية ويطيل أمد المأساة”.وأوضح الصحفيان أن المغرب يواصل فرض الأمر الواقع عبر تعزيز وجوده العسكري والإداري، ورفض أي استفتاء لتقرير المصير يتضمن خيار الاستقلال.
كما شددا على أن الثروات الطبيعية الهائلة التي يزخر بها الإقليم “تمثل دافعا رئيسيا للمغرب وراء استمرار النزاع، إذ يستغلها دون موافقة الشعب الصحراوي وبما يتعارض مع القانون الدولي”، مضيفين أن غياب المساءلة الدولية شجع على استمرار استغلال هذه الموارد، ما يحرم الصحراويين من الاستفادة منها في تنمية مجتمعهم.
ويرى كارلوس بوليدو ولورا مايا أن الصمت الدولي حيال ما يجري “يكرس سياسة الكيل بمكيالين ويبعث برسالة خطيرة مفادها أن الحقوق المشروعة يمكن تجاهلها إذا اصطدمت بالمصالح السياسية والاقتصادية”، قبل أن يختما بالتأكيد على أن الحل لن يأتي إلا بضغط دولي “جاد” يضمن تنظيم استفتاء حر ونزيه.